X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
02/12/2022 - 11:05:40 am
سيبويه.. عاشق اللغة العربية وشهيدها الخالد بقلم:ناجي ظاهر

سيبويه.. عاشق اللغة العربية وشهيدها الخالد

بقلم:ناجي ظاهر

أحب سيبويه اللغة العربية وانصرف إلى دراستها حتى بات من أكثر علماء عصره معرفة بها، ويعتبر كتابه " الكتاب"، حتى الفترة الراهنة واحدًا من أهم الكتب التي خصصها أصحابها لدراسة النحو والصرف في اللغة العربية، علمًا أنه يعتبر الكتاب الاول في موضوعه.

ولد سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي في قرية البيضاء من أعمال بلاد فارس 765، ويعني اسمه رائحة التفاح، وقيل إنه سُمّي بهذا الاسم لأنه كان مورّد الخدين كالتفاح كما قيل إنه كان يميل إلى شمّ التفاح.. انتقلت عائلته للإقامة في مدينة البصرة العراقية، حيث نشأ فيها.

توجّه سيبويه في البداية لدراسة الفقه والحديث، وقد خطّأه حَمَّادُ بن سَلَمة البصري، فاتجه إلى تعلّم النحو، ومما يروى بهذا الصدد أن سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمة الذي كان يستملي عليه سيبوبه حديثًا جاء فيه قال: "قال صلى الله عليه وسلم: ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء"، فقال سيبويه: "ليس أبو الدَّرداء" ـ ظنّه اسم ليس، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما هو استثناء، فقال سيبويه:" لا جَرَم والله لأطلبن علمًا لا تُلَحِّنَنِّي فيه أبدًا".

وكان هذا سببًا كافيًا في أن ينصبّ جُهد سيبويه على دراسة اللغة نحوًا وصرفًا، على أيدي علماء عصره، في مقدمتهم الخليل ابن أحمد الفراهيدي، صاحب مُعجم العين الشهير ومؤسس علم العَضروض العربي، وقد برع في موضوع تعلّمه هذا، حتى أن بعض معاصريه وصفوه بأنه إمام النحاة. وقد علّم سيبويه ما تعلمه في النحو والصرف إلى عدد ممن تتلمذوا علي يديه، وبرز من بينهم العالم اللغوي المعروف أبو الحسن سعيد بن سعدة الاخفش ، وعدد آخر من العلماء. ويقال إن الاخفش هو من تولّى تنقيح وتهذيب كتاب مُعلّمه سيبويه، ذلك أن هذا الاخير لم يقم بهذه المهمة لهذا السبب أو ذاك، كما أنه هو من أطلق عليه اسم "الكتاب".

يعتبر كتاب سيبويه في النحو والصرف كتابًا جامعًا للغة العربية نحوًا وصرفًا، وقد عُرف بأهمية الفائقة فتهاداه المهتمون من أهل العلم والمعرفة فيما بينهم، ويُقال إن اديب العربية ابا عثمان ابن بحر الجاحظ أهداه إلى محمد بن عبد الملك، فقال له: "أردت أن أهدي لك شيئًا فلم أجد أشرف من هذا الكتاب"، فردّ عليه قائلًا: "والله ما أهديت شيئًا أحب إليّ منه"، كما أطلق عليه أبو الطيب اللغوي: "قرآن النحو".

تعدّدت آراء العلماء وأهل الادب واللغة في سيبويه. فيما يلي نقدم عددًا من آراء هؤلاء: قال الذهبيعنه: إمام النحو، حجة العرب، الفارسي، ثم البصري. قد طلب الفقه والحديث مدة، ثم أقبل على العربية، فبرع وساد أهل العصر، وألّف فيها كتابه الكبير الذي لا يدرك شأوه فيه. قيل فيه مع فرط ذكائه حبسة في عبارته، وانطلاق في قلمه. وقال المبرّد : "لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتاب سيبويه؛ وذلك أن الكتب المصنَّفة في العلوم مضطرة إلى غيرها، وكتاب سيبويه لا يحتاج مَنْ فَهِمَه إلى غيره". وقال محمد بن سلام: "كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه".

كما قال عنه ابن النطّاح: "كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال : مرحبًا بزائر لا يملّ، فقال أبو عمر المخزومي وكان كثير المجالسة للخليل: ما سمعت الخليل يقولها لأحد إلا لسيبويه". وقال ابن كثير: وقد صنّف في النحو كتابًا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره، واستخرجوا من درره، ولم يبلغوا إلى قعره".

اما أبو اسحاق الزجّاج فقد قال عنه: "إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبيّنت أنه أعلم الناس باللغة". فيما قال الجاحظ في كتاب سيبويه: "لم يكتب الناس في النحو كتابًا مثله وجميع كتب الناس عليه عيال".

توفي سيبويه في قرية البيضاء بشيراز، عام 796، وقد اختلفت الآراء في تاريخ وفاته، كما تضاربت الآراء في مدة حياته، فمنهم مَن قال إنه عاش اثنين وثلاثين عامًا، ومنهم مَن قال إن عمره ناف على الاربعين، وهو بهذا كله مات صغيرًا نسبيًا. أما سبب وفاته فقد اختلفت فيه الآراء والاقوال أيضًا، فمنهم من قال إنه مات غماً بالذَّرَب، وهو الدّاء الذي يَعرِضُ للمعدة، فلا تهضم الطعام، ويَفسُدُ فيها ولا تُمْسِكه، يُروى أنه ذَرِبتْ معدته فمات. ومنهم من قال انه مات في ريعان شبابه حزنًا وقهرًا أثناء عودته من بغداد بعد فشله في مناظرته الشهيرة مع الكسائي، وهو متوجّه إلى بلاد فارس، حيث إنّه لم يرغب بعودته إلى البصرة، فطلب تلميذه أبو الحسن الأخفش، فبثّه حزنَه وهمَّه، وما ان وصل بلدته حتى اشتد عليه المرض وفارق الحياة، وهناك من قال إنّه مات في ساوة، وقيل في البصرة وفي شيراز.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت