X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
28/03/2023 - 09:06:22 am
ريم بنّا.. حضور يتحدّى الغياب بقلم: ناجي ظاهر

ريم بنّا.. حضور يتحدّى الغياب

بقلم: ناجي ظاهر

صادفت يوم الجمعة الفائت ( 24/3/ 2023 )، الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الفنانة المغنية ريم بنا، ابنة بلدتي الناصرة، ماضية في طريقها الابدي، وهي تنظر إلى الخلف، تحدوها رغبة لم تُخفها في مواصلة الحياة.. الوجود والغناء، وقد أثار رحيلُها المُفجع هذا في حينه أصداء واسعة النطاق، وها هو معهد أدوارد سعيد الوطني للموسيقى، يعلن في ذكراها هذه عن جائزة تحمل اسمها وتكرس لدعم الإنتاج الفني، وذلك تكريمًا لها كونها أمضت عمرها في الغناء للقضية الفلسطينية للحرية والعدالة في بلادها فلسطين وفي العالم عامة.

 مسيرة المعاناة، الغناء والحلم

ولدت ريم/ ويعني اسمها، لمن لا يعرف، غزالة، في الناصرة عام 1966، تلقت علومها الاولى في مدارسها. بعدها سافرت إلى موسكو لتواصل دراستها في المعهد العالي للفنون هناك، ولتلتقي بالتالي بالشخص الفنان الروسي الذي لاقى هوى في نفسها فارتبطت به، وقد وفد إلى البلاد معها وأقام مدّة غير قصيرة هنا.. معها وبيننا، وما زلت أذكر جيدًا كيف كان الاثنان، ريم بحنجرتها الامومية الدافئة وهو بقيثارته المتمرسة، يظهران في عروض موسيقية واحتفالات هنا في البلاد وهناك في الخارج، ليشكّلا ثنائيًا فنيًا لطيفًا، يمضي في طريق الفن الصعب.. في بلادنا خاصة.. بشجاعة ورغبة وإرادة لا تحفل إلا بكلّ ما هو وطني وإنساني وأصيل.

قبل نحو العقد من الزمان أصيبت ربم بالمرض العضال، وعبثًا حاولت طرده من صدرها، ويخيّل إليّ أنها كلّما كانت تتمكن من طرده قليلًا، كان يشدّد هجمته عليها ليعاود الاستيطان في جسدها الغضّ الطريّ. لم تكن ريم ضيفة جديدة على عالم الالم والمعاناة، وبعيدًا عن الانفعالات العاطفية التي رافقت مغادرتها عالمنا، أقول إن ريم عانت حالة الفراق بين والدها الصديقين رجل التجارة جميل بنا، والشاعرة زهيرة صباغ، منذ كانت طفلة صغيرة، لمّا يصلبّ لها عود بعد. بعد حلول المرض في جسدها أو قبله بقليل، وجدت ريم نفسها وحيدة تعيش مع أبنائها الثلاثة: بيلسان، أور سالم وقمران، لتتضاعف على ما يبدو معاناتها وآلامها.. فهل أثّر هذا كله عليها وعلى حياتها؟ إنني أتطرق إلى هذه المعلومات الشخصية نوعًا ما، وأنا افكّر في مدى تأثيرها على حياتها الفنية وعطائها فيها.. وعلى أفكارها وآرائها السياسية لا سيما فيما يتعلّق بموقفها من القضية السورية.. تلك الآراء التي أثارت عليها الكثيرين.. فلم يتردّد بعضهم في توجيه سهام النقد إليها.. السؤال الذي يُطرح في هذا السياق هو.. هل أثّرت مُعاناة ريم الحياتية والصحية المتواصلة على عطائها الفني؟.. وهل كان تركيزُها على التهليلة الامومية الشعبية، وأدائها لها. نوعًا من التعويض وإعطاء العالم ما تمنّت عبثًا أن يعطيها إياه؟

عمر قصير وعطاء وفير

لقد غنّت ريم خلال عمرها الفني القصير، لكن الغني، لعدد وفير من شعرائنا.. غنت للقائد الشاعر الراحل توفيق زياد.. كما غنت للشاعر راشد حسين. وغيرهما.. رحمهم الله جميعًا، وقد كانت والدتُها، في بداياتها الاولى تحديدًا، صديقتها ومستشارتها.. وما زلت أذكر جيدًا كيف كانت والدتها تبحث وتشدّد في البحث عن الكلمات الملتزمة للوطن والانسان، لتصدح بها ابنتها ريم مضيفة إلى ما سبق وقدمته من أعمال فنية.. ملأت، في مُجملها، أكثر من ثلاثة عشر البومًا غنائيًا.. هي جُماع انتاجها الغنائي، ولعلّ هذه فرصة سانحة للإشارة إلى أهمية التشجيع والتحبيذ والمساندة للفنان، ابن بلادنا خاصة، من قِبل المحيطين به.. من أهل، أحباء وأصدقاء..

صفوة القول إن ريم بنّا عاشت حياةً حفلت بالألم والمعاناة.. وقد تجلّت معاناتها هذه فيما نشر لها وعنها، بعد رحيلها المحزن.. وانها احترقت لتنير في سماء ليلنا.. بالضبط مثل الكثيرين من إخوانها الفنانين العرب.. من أبناء بلادنا الكرام المعطائين.







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت