X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
24/08/2023 - 08:10:05 am
أحمد حسين.. اشتعالات الورد بقلم: ناجي ظاهر

أحمد حسين.. اشتعالات الورد
بقلم :ناجي ظاهر


عاش الكاتب الشاعر أحمد حسين ابن قرية مصمص، المتوفى يوم الاربعاء 23-8-2017 عن 78 عامًا، عاش حياته متنقلًا بين الظل والشمس، فقد مكث جلّ حياته في الظل، وبعضها في شمس الاحباء الذين أحبوه واحبوا عطاءه الادبي فاغدقوا عليه.. بالضبط مثلما ضن عليه من عرفوه فتجاهلوه.. أو لم يعرفوه إلا قليلًا.
استعرض في هذه الذكرى الغالية، علاقتي به، فقد التقينا في أكثر من صحيفة ونشاط أدبي وأذكر أن مكاتب أكثر من صحيفة جمعتنا معًا، مثل صحيفتي "الميدان" اللتين عملت محررًا أدبيا فيهما، وصحيفة "الصنارة" التي شغلت فيها نفس الموقع الذي شغلته في صحيفة "الميدان" وقبلها "الراية"، كما جمعتنا مكاتب جمعية "الصوت" الثقافية التي كان يرأسها طيّب الذكر المناضل المرحوم منصور كردوش، وجمعنا أكثر من مجلس بمعية العديد من الكتاب والادباء أذكر منهم كلًا من: نواف عبد حسن، ابن بلدته مصمص في وادي عارة- المثلث.. وكان مقربًا منه حتى اليوم الاخير له على هذه الارض، سميح القاسم، طه محمد علي وغيرهم من الاحباء الادباء والشعراء الراحلين. وأذكر أن الصديق المرحوم نواف عبد حسن حاول أن يجمع بيننا، هو وأنا، في عمل أدبي سياسي، إلا أنه لم يفلح لسبب ليس الوقت مناسبًا لطرحه ومناقشته. لم تكن علاقتي به قوية وإن كانت عميقة.. فقد كان يجمعنا، نحن الاثنين، ألم واحد.. وحلم واحد. لقد عرفت أحمد حسين جيدًا جدًا، لهذا اعتقد أنه بإمكاني أن أقدم شهادة منصفة بحقه، شهادة واقعية تنأى عن التجاهل الذي طبّقه عليه الكثيرون ممن عرفوه جيدًا، كما تنأى عن هالة التقديس التي جاد بها عليه قلة من المعجبين والمؤيدين لفكره وتوجهه السياسي الوطني.
شيء عن حياته
ولد أحمد حسين اغبارية، في مدينة حيفا، عام 1939،وفي عام النكبة 1948 هُجرت عائلته من حيفا وعادت إلى أم الفحم وبعد ذلك توجّهت إلى قرية مصمص، واستقرت فيها. أتم دراسته الابتدائية في حيفا وأم الفحم والثانوية في الناصرة، وواصل دراسته الجامعية مدة ثلاث سنوات في موضوعي التربية وعلم النفس. بين عامي 1960 و1990 عمل مدرّسًا، وقد بدأ الكتابة في مرحلة دراسته الثانوية ونشر شيئًا من نتاجه الادبي في الصحافة التي كانت تصدر في حينها، ويشار أنه عمل محررًا في عدد من مجلات وصحف تلك الفترة، نشير منها إلى: "الفجر"، التي حررها في فترة أخرى أخوه الشاعر المعروف راشد حسين و" المرصاد" ومجلة" المصور". 
في سنواته الاخيرة شهدت صحته اعتلالًا، ساهم في ابتعاده عن الحياة الادبية، التي فضّل الابتعاد عنها جلّ حياته طوعًا، وقد بقي يكتب وينتج حتى يومه الاخير، على ما اعرف، وبقي منتجًا مدققًا إلى أن توقف نبضه في يومه الاخير رحمه الله واسكنه فسيح جنته.
انتاجه الادبي
كتب أحمد حسين الشعر والقصة، للكبار والصغار، إضافة إلى المقالة السياسية والادبية، وكان كاتبًا سجاليًا من طراز رفيع، كما سنرى لاحقًا، وقد صدر له في الشعر: 1- زمن الخوف. 1977 2- ترنيمة الرب المنتظر. 1978. 3- عنات- أو الخروج من الزمن الهجري. 1983. (رواية شعرية تستحق التوقف عندها والتأمل طويلًا) 4- بالحزن أفرح من جديد. 1983. 5- قراءات في ساحة الإعدام. 2004. 6- الزناطيم. 2011. (قصائد مطولة ساخطة) • كما صدر له في النثر : 7- الوجه والعجيزة.1979. (قصص قصيرة) 8- رسالة في      الرفض.2003. (مقالات في المرحلة والانسان). 9- رسائل على زجاج النافذة الى محمود درويش. 2012. 10- سياقات وقصص أخرى.. قصص قصيرة2013- 11- السفينة والطائرة. 2004. وصدر له في مجال قصص الاطفال: 12- العروسان هو وهي. 2006. (قصة للأطفال). 13- خادم الدجاج. 2006. (قصة للأطفال). 14- عصفورتان. 2010. (قصة للأطفال). 15- خليل وجليل. (قصة للأطفال). 16- أركاد وعيون. (قصة للأطفال).
تتصف مؤلفات أحمد حسين، في مجالاتها المختلفة، سواء في الشعر أو في النثر الادبي، بأنها كتابات جادة، ذات رؤية واضحة، كما أشار صديقه وصديقي الكاتب المرحوم نواف عبد حسن، في مقدمته لكتابه النثري" رسالة في الرفض"، وبإمكان مَن يطّلع على هذه المؤلفات أن يلمس عمقها السياسي الجارح أولا، وتجليها الانساني ثانيًا. لقد نشر أحمد حسين أجمل ما أبدعه من قصص قصيرة في مجلة "الجديد" إبان تحرير الشاعر الصديق المرحوم سميح القاسم لها، وتمّ نشرها تحت اسم مستعار هو احمد ناظم(!!)، لتصدر فيما بعد، عن "منشورات الصوت" الثقافية في الناصرة، تحت عنوان" الوجه والعجيزة"، وقد ضمّت هذه المجموعة قصصًا ذات نكهة سياسية انسانية لم يخلُ بعضُها من نغمة آسية وساخرة في الآن ذاته، وسوف يتذكّر من قرأوا هذه المجموعة قصة طريفة عن مدينة حيفا، بكى فيها طالب لأن زميلًا له قال، خلال لعبة كلامية مشتركة، إن العالم أكبر من حيفا!!
أما في مجال الشعر فقد اتصفت مؤلفات احمد حسين، بصورة عامة بعمق سياسي حافل بالسخرية المرّة، إضافة إلى أفق فلسطيني عميق الغور، وأشير في هذا المجال إلى قصيدتيه المعروفتين في رثاء أخيه المرحوم راشد حسين، وقصيدة " الزناطيم". ومما أود الاشارة إليه ان أحمد حسين رغم العقلية الابداعية التي شهد له بها كثيرون من أهل الادب ومحبيه، لم ينجُ من التأثر بشعراء آخرين، خاصة في بداياته الألى، وأذكر في هذا المجال واقعتين إحداهما يوم تيسّر لي الاطلاع على أحد مجلّدات صحيفة " الفجر"، ولاحظت أنه تأثر في كلّ ما كتبه ونشره في حينها، كلّ على حدة بالطبع،.. بهذا الشاعر أو ذاك، فمن التأثر بصلاح عبد الصبو إلى التأثر بأحمد عبد المعطي حجازي ومن التأثر بالجواهري إلى التأثر بالسيّاب. أما تأثره الواضح فقد برز في تتبعه لخطى نزار قباني.. رغم رفضه القاطع عندما أطلعته على رأيي. الواقعة الثانية كانت بعد أن نشر محمود درويش قصيدته المشهورة عن حصار بيروت، فكتب قصيدة تشبهها جدًا، وعندما سألني عن رأيي أجبته انه من الافضل ألا يتتبّع خطى درويش وسواه، فجن جنونه.. رحمه الله.
شخصية ناقدة
كان أحمد حسين شخصية ناقدة، كما كان يفصل بين رأيه الادبي ورأيه الشخصي، خاصة فيمن ربطته بهم أواصر مودة من إخوانه الكتاب والادباء، وأقر في هذه المناسبة أنه كان مُحقًّا، مع التحفّظ الشديد على ما اتصف به من عدوانية، أعتقد أن عدم أخذه موقعه الادبي اللائق به من وجهة نظره دفع به إليه دفعًا. فهو لم يوفر أحدًا ممن عرفهم عن قرب وأعتقد أنه أحبهم أيضًا، من سهام نقده، فمن نقده للشاعر سميح القاسم، لأنه أخذ مقابل استعارة مؤلفاته من جهة وزارية حكومية، تحت عنوان "الفضيحة"، إلى نقده لطه محمد علي، لأنه انتقل من التغنّي بإحدى شخصياته الشعرية كونه لو رأى بحارة الانتربرايز(الامريكان) لدعاهم لمشاركته تناول اللبنة والبيض المقلي، إلى نفس الشخصية واصفًا إياها بالعنف، وقد فسّر أحمد انتقال طه هذا بانه سعى وراء ارضاء جهة سياسية أحب التقرّب منها لمصلحة شخصية. وأشير بنوع ما من الخفر أنني أشرت إلى هذا التضارب في موقف طه ضمن مقالة سبق وضمّنتها خبرًا صحفيًا، نشرته في صحيفة "الميدان" التي كنت أحرّر الصفحة الادبية فيها.. كما سبق وذكرت. 
لقد هاجم أحمد حسين ووجّه سهام نقده إلى كلّ مَن اخطأ وفق رأيه وما ارتآه حقًا، وطالت سهامه النارية، إضافة إلى مَن ذكرت، كلًا من عزمي بشارة ومحمود درويش أيضًا.
لماذا لم يشتهر أحمد؟
في أمسية ثقافية عقدتها بالتعاون مع أصدقاء أدباء ومتأدبين في المركز الثقافي البلدي في مدينتي الناصرة، قال سميح القاسم إجابة عن سؤال مماثل وجّهه إليه أحد الحاضرين، إنه عُرف على نطاق واسع كشاعر، لأكثر من سبب.. وتوقّف عند حالة التكرُّس التي نذر ضمنها حياته للشعر، فهل تسبّب عدم تكرُّس أحمد للأدب عامة والشعر خاصة، لان يقبع في ظل التجاهل الحارق لمبدع حقيقي مثله؟ ثم هل كونه عملَ مُعلّمًا محترفًا طوال ثلاثة عقود من عمره، هي زهرته المتفتحة المتشوّفة، جعله مبدعًا هاويًا.. وأبعده عن دائرة الاحتراف الذي يحتاج إليها كلّ مَن يُريد أن يكون موجودًا وقائما في عصرنا الراهن؟ أجيبوا انتم..

 




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت