X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
07/01/2024 - 07:51:07 am
عندما سقطت ورقة التوت د.جهينة عمر الخطيب

عندما سقطت ورقة التوت

د.جهينة عمر الخطيب


أتساءل كثيرًا ماذا يحدث لمشهدنا الثقافي، وماذا نحن فاعلون.
هل المشهد الثقافي ينتمي لشخص معين أو لمكان معين، بالطبع لا ، ولكن ما يحدث الآن يثير الشفقة ، ويجعل مشهدنا الثقافي ينعي حظّه.
فبقراءاتي المتعمقة في علم النفس أصبح بمقدوري فهم سيكولوجية المثقف ، أو بالأحرى مدّعي الثقافة، عندما يحدث ما يسمى في علم النفس بتضخم الأنا، فلا نعد نفكّر بما هو في صالح المشهد الثقافي، بل بما  يتماشى مع مصلحتي، فوجود أشخاص بارزين في الساحة الثقافية يثير شخصية المثقف المريض ويحاول أن يقزّمه، بأن يقصيه من ساحة ثقافية معيّنة، وكأنّ مشهدنا الثقافي منوط بإنسان أو بمكان محدّدين.
المثقف الحقيقي يرى بوجود ناقد  على مستوى عالٍ من الإلمام والمعرفة والعمق، وسيلة صحيّة لإحقاق مشهد ثقافي راقٍ ، ويشكّل له تحديًا راقيًا ومنافسة ثقافيّة مجدية تفيد المشهد الثقافي. ألم تكن خلافات عميد الأدب العربي طه حسين والناقد والكاتب الكبير العقّاد على صفحات الصحف الراقية، ترفع من ذائقة الجمهور المثقف؟!!
وماذا عن الشللية والتهليل لأناس فضوليين على عالم الأدب دخلوه عنوة ليضيفوا لقبًا غير مستحق بأنهم أصبحوا أدباء ونقّاد . فنهلّل لهم ونصفّق، فماذا نفعل هنا مع ذائقة الجمهور العادي.
أذكر عند  مشاركتي في إحدى الندوات مشهدًا أثار الشفقة، عندما احتفوا بشاعر جديد لم أكن قد سمعت عنه، فجاءت المداخلات محتفية  بشكل مبالغ فيه في هذا الشاعر، لدرجة أنهم هيأوا ذائقتي النقدية لسماع شعر لصلاح عبد الصبور وأدونيس، لأصدم صدمة ثقافية ونقدية ، فذكّرني شعره بمشهد للفنان الكوميدي عادل إمام في إحدى أفلامه حين تقمّص دور شاعر دخيل على الوسط الأدبي الثقافي بقوله قصيدة مطلعها" الحلزونه يمّا الحلزونة"
والأدهى عندما يتضاعف النفاق من قبل نقاد ومثقفين كبار.
فيتوه القارئ العادي ونسهم في إفساد  ذائقته، فيعتقد أن هذا هو الأدب الحقيقي والنقد الأكاديمي.
وويل لناقد حقيقي يتحدّث بشفافية نقدية عن رواية وصلته  أو ديوان شعر وهذا يحدث معي كثيرا.
فكم من أعداء كسبتهم لمجرد أنني تحدثت عن نقاط للتطوير في رواية ما، فلا يعاديني الراوي فقط بل أنصاره وأصدقاؤه ومقرّبوه.
وكم من أديب أو أديبة كتب الرواية الأولى فاقتنع وأقنعه الآخرون في نظام الشللية أنّه أصبح نجيب محفوظ عصره. وجئت أنا بكل شفافية لأقول: هذه الرواية الأولى نتمنى للرواية الثانية أن تكون أقل مباشرة وأدلجة، عندها تحل الصاعقة .
نعم يا سادتي سقطت ورقة التوت من صرح نوادٍ ثقافية كثيرة، والنتيجة أدب ملؤه الإسفاف ونقد شللي، ومشهدنا الثقافي يبكي هناك في الزاوية فماذا نحن فاعلون؟!!!




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت