زمن الباربي المشوهة !!

بقلم:د.جهينة عمر  الخطيب

كثيرا ما كانت تستزفني دمية باربي منذ طفولتي فكنت طفلة متمردة ناقدة غيورة على عروبتي وكنت أتساءل لماذا لا توجد دمية بملامح عربية حتى جاءت دمية فلة العربية فانشرح صدري ويمر الزمن ونكبر وليتنا لم نفعل لنفاجأ بباربي مشوهة مرت على غرف جراحية عديدة حتى نراها بحلتها الأخيرة المشوهة بخدود تكاد تنفجر وفم مرسوم كالعنقود رسمه جرّاح مبتدئ،  فأين أنت يا  نزار منها?!! وهذه خطوتها الأولى نحو دخول عالم الأدب لتصول وتجول وتتحكم في رجال في أرذل العمر باعوا الثقافة ونصبوها ملكة ! بل وسرقوا جهد غيرها على مدار سنوات ونسبوه لها! نعم يا سادة إنه زمن جواري المؤتمرات وإياكم انتقاد ما تكتب فهي تشتري نصوصها بأغلى الأثمان وليتها نصوص جيدة في زمن الرويبضة!
 وعجبي من وسط ثقافي تكثر فيه الجواري والمراهقون في عمر الشيخوخة فيكثر المديح لأعمالها من مدعي الثقافة مقابل ابتسامة من جمال زائف صنعه جراح التجميل وليته نجح في إخفاء الندوب!
 وإياك أن تلتقط لها صورة من زاوية معينة فتفترب  من الندوب.
 ولكن التشويه الأكبر أن من يريد أن يصبح أديبًا  وناقدًا في ليلة وضحاها أصبح بمقدوره أن يفعل في زمن العهر الثقافي! 
نعم يا سادة زمن الباربي المشوهة ، يتم فيه إقصاء المثقف المدرك ويتم استبداله بمدّعي الثقافة .
وما أشبه ما نمرّ به بما أدركه الفلاسفة والمبدعون الحقيقيّون:
يقول دوستويفسكي:
" أقسم لكم بأغلظ الأيمان أيها السادة أن شدة الإدراك مرض ، مَرض حقيقى خطير ، إن إدراكًا عاديًا  من أجل حاجات الإنسان ، أكثر من كافٍ
ويقولُ سيوران :
" الوعي لعنة مُزمنة ،كارثة مَهولة، إنهُ منفانا الحقيقي ، فالجهل وطن ، والوعي منفى.“
بينما كافكا يقول :
" إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من اﻹفراط فى المخدرات ، فمن دون شك هو اﻹفراط فى الوعى و إدراك اﻷشياء." 
"الحزن يصيب فقط أولئك الذين يستوعبون"....!  

وهذه ليست دعوة للجهل والتجهيل ، بل هي  رؤية ملخصة لواقع الوسط الثقافي اليوم من يدرك ويكون نقده بنّاء يتم إقصاؤه ومن يغرق في الشللية والمديح الزائف والنفاق يرحبون به وأتحدث  هنا عن تجربة حقيقية لي ولغيري ،  ومن يشتري إبداعه يصفقون له رغم ضعف عمله الأدبي من الناحية الفنية الإبداعية في زمن الرويبضة

ولكن رغم كل هذه السوداوية فإن القلم الحر لن ينجح أحد بكسره بل سيكون سلاحًا لكشف عريهم !وسوف تظلّ أقلام حقيقيّة ترسم مشهدًا ثقافيًا حقيقيًا .