لقاء مع عادل محمد سعيد تركي (ابو عزات ) من شفاعمرو

والد الشهيدة  دينا والشهيدة هزار تركي

التقيناه في بيته العامر في شفاعمرو حي الفوار وقد بدا عليه التعب والإرهاق من يوم عمل شاق وفي رمضان في ارضه المحاذية لكيبوتس افيك . بادرناه بالسلام ورحب بنا متنقلين الى غرفة الصالون لإجراء اللقاء معه :

-ابو عزات اخر محادثة كانت لك مع بناتك قبل استشهادهن؟

ابو عزات: تكلمت معهن قبل بليلة من الحادثة وذهبت لعملي صباحا  وهني سافروا الى دار المعلمين في حيفا . ولم اعلم بالحادثة الا بعد ان وصلت الى الناعمة اول البلد، ولم يبلغني في البداية احد لان ابنائي ايضا في عملهم وشغلهم يعملون في توزيع الاخشاب في طول البلاد وعرضها وأنا اعمل ايضا في اعمال الصيانة الترميم وكنت في هذا اليوم اعمل في حي دينيا في حيفا . صاحب البيت سمع بالخبر ان الحادثة بشفاعمرو ولم يرغب  بإبلاغي وبدء يسألني عادل بدكاش تروح بكير ومن عادته  ان لا يسألني ومن كتر  الحاحه قررت ان اغادر العمل مبكرا . وصلت الى حي العين شعرت ان البلد مقلوبه سألت قالوا لي حادثة باص خمنت انه حادث عادي اما دهس احدا او انقلب بالركاب وأكملت بطريقي الى البيت  . والعائلة ايضا لا تعلم وبعد نصف ساعة بدأت الناس تأتي نحو بيوتنا من موقع الحادث وما هي إلا لحظات يأتي الخبر ان هزار اصيبت وبعدها بقليل ايضا دينا وتم نقلهم الى المستشفى ركبت سيارتي بسرعة  نحو مستشفى رامبام قالوا لي لم يتم احضار احد بهذه الاسماء  وفحصت في مستشفى روتشيلد والكرمل لم اجد البنات وعدت من حيث اتيت. وبعد الفحص بلغونا انهن بحياة وبالبوليس استشهدوا .

المصاب صعب واليم فقدنا زهرتين ببستان قطفوا قبل أوانهن ونحن نؤمن بالقضاء والقدر .الله اعطى والله اخذ. وهذه قسمتهم . وتنهد بصعوبة وبغصة وبادرته بالحديث ولكن هناك ايدي آثمة قتلتهم وارتكبت المجزرة بحقهم ؟

الله ينتقم منهن انا اعمل كل الوقت في حيفا وفي تل ابيب ولو بدي انتقم برجعولي البنات ولو ركبت سيارتي ودعست  20 انسان في الشارع برجعوا البنات  .

 واستدركت الامر وبادرته بسؤالي لأخرجه الى نعمة النسيان وهو لم يتنازل عن نقمة الغفران وقال لي معلش احسن مناسبة كل سنة في ذكرى عيد ميلادهن بنزورهن كمان وبنحط اكاليل الزهور على قبرهن . وكمان انا من يوم ما استشهدوا محافظ وموصي تضل غرف نومهن كيف ما تركوها . الكتابات اللي كتبوها عالحيط محفوظه "والتخوتي"  وكتبهن والعابهن، كل اشي مثل ما كان وأنا احيانا بدخل للغرفة اقرا ما كتبوا وارى صورهن واخرج بصمت .

-ابو عزات كل سنة يجري احياء ذكرى الشهداء هلا انت راض عن شكل تخليد الذكرى والاكتفاء بمسيرة ؟

ابو عزات :  الذكرى السابعة انا غضبت وحكيت كلام صعب انو حولوا  الذكرى لمسيرتين وما بلتزموا بالمواعيد . ويتم التنسيق لكن لا ينفذ ما بتفق  عليه تاني يوم .

-ماذا تقترح او اقترحت ليكون احياء الذكرى اكبر ومتنوعة وليس فقط مسيرة ؟ مثل التوعية في المدارس مثلا .

ابو عزات: في المدارس بعرفوا الطلاب  انو دينا وهزار استشهدوا وأنا تبرعت ببرادات عن ارواحن ومكتوب عليها اسمهن واذا المدارس بدها تشارك بدوا المدير اذن من المعارف .

-ماذا تشعرون عندما تضعوا اكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهداء الذي هو ليس في مكانه الصحيح وبعيد عن مكان الحادث والمجزرة؟

ابو عزات: لا يريدون وأولهن الرئيس السابق عرسان ياسين ونحن لا نريد النصب التذكاري في مكانه الحالي واقترحنا وضع لائحة او شاهد مكتوب عليه اسماء الشهداء الاربعة في مكان الحادث والمجزرة . والرؤساء ما كانوا يشاركوا وعرسان لم يحضر ولا مره الذكرى.

اللي جرى قاسي وصعب المجرم حضر ليقتل وبس عرب وصدفت انو في شفاعرو ممكن كانت تكون في كل بلد عربيه وقتل اربعة ولو ما علق معاه السلاح كان قتل اكثر .

-ما رأيك بمحاكمة الشبان الشفا عمريين واتهامهم بقتل المجرم والإرهابي نتان زاده؟

انا سألوني كتير بالراديو حول الموضوع وقلت لهم بدل ما تحاكموا سبعه او ثمانية من شفاعمرو

حاكموا اربعين الف وحاكموا الآلاف  اللي كانت عند الباص وقت المجزرة بدل ما تحاكمونا حاكموا اللي بعتوه وحاكموا الضابط انتاعوا والمسئولين عنو . هو تعدا علينا ومش احنا وقتلوا كان لحماية الناس منو ومن سلاحو .

وتنهد ثماني سنوات زي يوم واحد عندي ونار طالعه من بدني وأختهن الثالثة من الحزن والأسى عليهن مرضت بمرض عاطل وتوفيت كمان .

والعيد عندي يوم عادي من يوم استشهادهن ولولا صلة الرحم بزور بس بزور اختي .

وساد الصمت ولم تعد تسعفنا الكلمات وانهينا اللقاء وبادرته رغم المصاب والأسى بكل عام وأنت بخير .