غصت قاعة بيت الطائفة الإسلامية في مدينة شفاعمرو، صباح الجمعة بحشود المهنئين بعيد الفطر السعيد من أبناء الطائفتين المسيحية والدرزية. وكان في استقبالهم رئيس البلدية ناهض خازم ونوابه ورجال الدين وأعضاء في المجلس البلدي وأكثر من مئة من وجهاء الطائفة الإسلامية والشخصيات الاعتبارية وأبنائها من مختلف الأحياء.

 وافتتح لقاء المعايدة الكبير وتولى عرافته الشيخ موفق شاهين مرحباً بجميع الحاضرين ومعايداً داعياً المولى عز وجل أن يُكثر مثل هذه المناسبات الطيبة "التي تجمع الوجوه النيّرة والطيبة من أبناء شعبنا على مختلف طوائفهم ومشاربهم وأفكارهم وتياراتهم في هذا البلد الطيب، فنحن جميعاً أبناء شعب واحد وقومية واحدة، أملنا واحد وألمنا واحد".

وكانت الكلمة الأولى لإمام المسجد القديم الشيخ عبد المجيد أبو الهيجاء الذي هنأ المحتفلين بالعيد وشكر وفود المهنئين. وقال: "هذا هو يوم فرحة وبهجة وسرور.. وأيامنا جميعاً نجعلها أعياداً عندما تكون مثل هذه اللقاءات المباركة بمعانيها الجميلة في هذه المدينة الجميلة والمباركة". وتحدث عن معاني العيد الحقيقية ومعنى الشهر الفضيل، وقال:"كل يوم يجعل الإنسان طاعةً للمولى عز وجل هو يوم عيد.. ونحن في هذا البلد على جميع طوائفه عندما تدوم المحبة والتعايش الأخوي نقول إنها أيام أعياد، وكل عام والجميع وبلدنا بألف خير".

ثم تحدث إمام الطائفة المعروفية الشيخ يوسف أبو عبيد الذي ترأس وفد الطائفة وضم العشرات من المشايخ ووجهاء الطائفة ورجالاتها، فحيّا رئيس البلدية ونوابه على "القفزة النوعية التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات، في التعليم والاقتصاد فازدهرت بشكل لافت على نحو يعود بالفائدة على ابناء المدينة". وهنأ جميع المحتفلين بعيد الفطر السعيد، متطرقاً إلى ميزات شهر رمضان الفضيل. وقال: "إن شفاعمرو على العهد باقية موحدة متحابة". وأضاف ان العيد هو بالمحبة والتسامح ونبذ الأحقاد وسماع الرأي الآخر، متمنياً ان يحل العيد المقبل والبلاد تنعم بالسلام.

 وألقى الأب اندراوس بحوث، راعي طائفة الروم الكاثوليك الذي ترأس والأب صموئيل زايد وفد الطائفة  وضم العشرات من وجهائها وشخصياتها من القطاعات المختلفة، كلمة استأثرت بإعجاب الحاضرين، فهنأ المحتفلين بالعيد، ثم أضاف: "لا يخفى على أحد أنه على ضوء ألأوضاع الأخيرة في بلادنا وفي شرقنا، أصبحت مهمة الحفاظ على العلاقات الطيبة وحسن الجوار أصعب وأقسى..دعاة الفتنة أكثر من دعاة السلام، وأصوات الحرب والتجارة بالحرب أعلى بكثير من أصوات السلام، لذا فإن الحفاظ على هذا النسيج الطيب المتجلي هنا ليس بالأمر السهل وهي مهمة شاقة لا تحتاج إلى طيبة القلب وعذوبة اللسان فحسب، إنما إلى فطنة وحكمة وبُعد بصيرة وفوق كل شيء تحتاج إلى مواقف واضحة وشجاعة". وقال ان"الصوت الإلهي يدعونا لاكتشاف جوهر الايمان، العبادة لله الواحد ومساعدة الإنسان لأخيه الإنسان". وأضاف ان هذا اللقاء المبارك يتعدى معناه الرسمي والطقسي، "وهو صرخة وصخرة في وجه التحديات لكل المحاولات ولكل الأيادي التي تعمل في الظلمة، قائلين لكل هؤلاء وبكل ثقة: هذا النسيج الخاص سوف يبقى ويستمر..لن يستطيع احد ان يغير روح هذا البلدة الطيب شفاعمرو، لا السياسة ولا الدين ولا عوامل خارجية ولا داخلية. لن تتغير هذه الصورة الرائعة كما تنعكس هنا". وختم متمنياً أن يعم السلام ربوع البلاد.

وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس البلدية ناهض خازم الذي أعرب عن امتنانه لجميع الحاضرين "لهذ البيت، بيت الجميع"، من شتى أحياء المدينة ومشاربها، مهنئاً باسم نوابه وأعضاء البلدية وباسمه المحتفلين بالعيد السعيد شاكراً المتحدثين على كلماتهم الطيبة ومشدداً على فحواها، وقال: "أؤكد لكم أن شفاعمرو بنسيجها الاجتماعي ستبقى واحدة موحدة بهمّة أهلها جميعاً، شفاعمرو صخرة متينة قائمة على ثلاثة أسس راسخة عميقاً في الأرض، ستبقى شامخة نموذجاً للأخوة والمحبة والتعاضد، وقد سبق أن أثبتت أنها أقوى من كل التحديات".

 وتحدث عن معاني أحرف "شفاعمرو" وقال إن كل حرف فيها يجمع العديد من المعاني، من "شراكة، فلسفة حياة، ألفة، عين لا تنضب، مسلم مسيحي درزي متآخ، رأس مرفوع، واوا الجماعة واو الوحدة". وختم: "عندما انظر إلى هذه الفسيفساء، أرى شفاعمرو الأجمل برجالاتها وجميع أهلها وأبنائها".

 وترك اللقاء الأثر الطيب في نفوس جميع الحاضرين مؤكدين على أهمية التواصل في المناسبات الدينية أيضاً.