**هناك (7500) إنسان عربي مع محدودية ذهنية في اسرائيل**تشجيع الأهل على تربية أولادهم في البيت والمجتمع** ظاهرة المؤسسات الخاصّة بدأت تختفي في العالم المتطور، وفي إسرائيل هناك بدايات للتخلص منها ودمج هؤلاء الأشخاص  في المجتمع العام**
 

*أقامت أكيم- جمعية للنهوض بالأشخاص ذوي المحدودية الذهنية التطويرية- اليوم السبت 6/6/2015 في قاعة بلدية شفاعمرو، يوم دراسي تحت عنوان " سكن أصحاب المحدودية الذهنية خارج البيت- تخبطات في اتخاذ القرار"، بحضور ما يقارب مائة شخص من شفاعمرو ومن فروع أكيم العربية في: سخنين، كفر ياسيف، أبو سنان، الزرازير، الناصرة، كفركنا وغيرها.

افتتح برنامج اليوم الدراسي، وتولى عرافته العاملة الاجتماعية ميسون أسدي والشاب جميل خوري (مع قدرات خاصة من شفاعمرو)، ورحب القائم بأعمال رئيس بلدية شفاعمرو نسيم جروس بالضيوف وشكر المشرفين على هذا العمل واشاد بأهمية دعمهم ودمجهم في المجتمع، ثم تحدث يوسف راشد- رئيس فرع أكيم شفاعمرو واشار إلى أنه في اسرائيل يوجد اليوم (35000) إنسان، مشخصون على أنهم ذوي محدودية عقلية تطورية، معظمهم يعيشون بين عائلاتهم. وهناك (64) مؤسّسة داخلية وعشرات النزل والشقق السكنية المعدّة لمثل هؤلاء الأشخاص. وفي الوسط العربي يوجد عشر مؤسسات داخلية، وما يقارب عشر نزل وعشر شقق سكنية تابعة للمؤسّسات الداخلية. كما ويوجد أطر للعمل المحمي (מע"ש)- أي مراكز التأهيل المهني- في أغلب المدن العربية.

وأضاف راشد: أن عدد ذوي المحدودية العقلية من العرب المقيمين في أطر سكنيه خارج المنزل يقارب الـ (1500) شخص. ونسبة ذوي المحدودية الذهنية في الدولة ما يقارب الـ (0.5%) وبعملية حسابية بسيطة نستنتج أن عددهم في الوسط العربي ما يقارب الـ 7500 شخص.

وألقى د. كريم نصر- المعالج الوظيفي مع ذوي الاعاقات الذهنية- محاضرة عن بحث أجراه بعنوان: "من البيت إلى مؤسّسات داخلية- تجربة أهالي لأولاد مع إعاقات ذهنية"، وتعمق من خلال المحاضرة في كل ظاهرة اخراج الأولاد من البيوت إلى المؤسّسات من خلال نظرة الأهل للموضوع. وتحدث عن خلفية المؤسسات الداخلية والمجتمع العربي.

واضاف د. نصر، أنه حتى سنوات الخمسينات والستينات، كانت هناك دول متطورة عملت على خصي هؤلاء الأشخاص لمنع تكاثرهم. وحتى أواخر الخمسينات كانت على كل عائلة مع ولد معاق يجب عليها إخراجه من البيت إلى مؤسسة داخلية، وهو الحل الوحيد المطروح أمامهم. اليوم، هناك دول غربية لا يوجد بها مؤسسة داخلية لهؤلاء الأشخاص بالمرة. يقيم ذوي المحدودية الذهنية في دور صغيرة داخل المجتمع، وظاهرة المؤسسات بدأت تختفي، وفي إسرائيل توجد بديات للتخلص من المؤسسات الداخلية ودمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع العام.

وتحدث عمر درواشة- رئيس لجنة الآباء في مؤسسة "درور" في يركا- عن تجربة الأهل الشخصية داخل المؤسسة، وبشكل خاص عن ابنه الموجود في مؤسسة داخلية وعن الظروف التي مرّت بها العائلة من تحديات حتى وصل ابنهم الى المؤسسة داخلية.

وقال عمر دراوشة (إكسال): ابني في المؤسّسة من جيل صغير، لأنه أصيب بخلل وعاهة مستديمة بعد أن أجريت له عملية جراحية، ومن هناك بدأ المشوار مع المؤسسات الرسمية من أجل وضع خطة معينة أو محاولة مساعدة هذا الولد ودمجه في المجتمع وفي تلك الفترة، كانت المؤسسات قليلة والخدمات لهذه الفئة شحيحة، ولم نتلق الرد الشافي من اجل إعطاء هذا الولد حقه في البيت أو في المجتمع. منذ سنوات الثمانين وحتى سنوات التسعين تم اخراج ابني من البيت إلى مؤسسة، بعد أن تدارسنا الوضع بشكل مدروس مع زوجتي وأولادي، وكانت مصلحة الولد كانت اهم شيء بالنسبة لنا. لم يكن من السهل علينا ادخال ابننا الى المؤسّسة ولكننا وجدنا البديل الصحي والجيد لابني، ومنذ ذلك الحين، أزور ابني بشكل دائم، وأعمل من أجل مصلحته ومصلحة باقي النزلاء في المؤسّسة.

اما العامل الاجتماعي ومدير النزل في كفر ياسيف- إياد الياس، فقد أعطى صورة مفصّلة عن البرنامج اليومي لذوي الاعاقات الذهنية داخل النزل والنشاطات المتعددة التي يشارك فيها النزلاء.

وفي نهاية اللقاء تم توجيه الأسئلة من قبل الأهل للمحاضرين وأشرف العامل الاجتماعي في أكيم كريم مطر، على توجيه الاسئلة واعطاء الاجوبة للأهالي المشاركين في اليوم الدراسي.

ومن بين الأسئلة برزت أهمية تشجيع الأهل على تربية أولادهم المعاقين في البيت والمجتمع. وأن ذوي المحدودية الذهنية، هم جزء فعال في مجتمعنا ولهم الحق في العيش كأفراد عاديين، وإن الإعاقة ناتجة من المجتمع الذي لا يدمجهم بين صفوفه.