أكدت قيادة لواء الشمال في الشرطة، بالمعطيات والأرقام، ان انخفاضاً ملحوظاً ومتواصلاً طرأ على عدد الحوادث الجنائية (الجريمة) التي سجلت في شفاعمرو في السنوات الأربع الأخيرة (2009-2012)، فيما طالب رئيس البلدية ناهض خازم القيادة بتكثيف تحقيقاتها للكشف عن قتلة الشاب المرحوم ياسر مطاوع والقبض على الجناة الذين ارتكبوا جرائم إشعال حريق في مصلحتين تجاريتين في المدينة في الفترة الأخيرة.

 ووردت تأكيدات الشرطة وحديث خازم خلال استقبال الأخير لقائد لواء الشمال في الشرطة الضابط روني عطية، في لقاء عمل يوم الأربعاء في دار البلدية. ورافق عطية عدد كبير من ضباط اللواء بينهم قائد شرطة منطقة شفاعمرو رامي نيمريك. وحضر اللقاء رئيس بلدية طمرة عادل أبو الهيجاء ورئيس مجلس عبلين المحلي مأمون الشيخ ورئيس مجلس بئر المكسور المحلي الدكتور ياسر حجيرات والقائم بأعمال رئيس بلدية شفاعمرو جريس حنا وأعضاء البلدية يونس حجيرات وزهير كركبي وفرج خنيفس وأجود زين وزياد الحاج وإبراهيم صبح ونسيم جروس.

 وكان خازم، يرافقه مدير عام البلدية عمر الملك والناطق الرسمي أسعد تلحمي، استقبل الضابط عطية عند محل "سيلكوم" الذي تعرض مؤخراً للحرق والتقوا صاحبه رجل الأعمال جميل مباريكي الذي طالب قائد الشرطة بالتحرك الأفضل لمنع تكرار أعمال مماثلة في المدينة. ثم اصطحب خازم الضابط عطية في جولة في عدد من المواقع في المدينة التي تستوجب وجوداً مكثفاً للشرطة للحيلولة دون قيام شباب، غالبيتهم من خارج المدينة، باستخدامها بؤراً للفساد.

 وفي قاعة الاجتماعات رحب الخازم بقيادة الشرطة وبزملائه الرؤساء وبالحضور معتبراً زيارة قائد لواء الشمال، بعد حادث القتل المروّع للشاب ياسر مطاوع، دليلاً على رغبته بالتواصل مع المسؤولين والسكان ليكون على اطلاع عن كثب عما يدور ويتابع الحوادث الجنائية بشكل شخصي. وأضاف ان جل ما يريده المواطن من الشرطة هو أن يشعر بأمان في بيته وفي كل زاوية في بلدته وأن تنخفض نسبة الجريمة من خلال نشاطات رادعة تقوم بها الشرطة.

وقدم ضابط التحقيقات في اللواء ابراهيم حليوة عرضاً بالشرائح عن "وضع الجريمة" في اللواء وتحديداً في البلدات العربية الأربع المشاركة في اللقاء.

 ووفقاً للمعطيات فإن الحوادث الجنائية في شفاعمرو تسجل منذ العام 2009 انخفاضاً متواصلاً تلّخَص بنسبة 12 في المئة (من 1170 حادثة عام 2009 إلى 1032 في العام 2012) في مقابل ارتفاع بنسبة عالية في الكشف الجناة وارتفاع في تقديم لوائح اتهام ضد الجناة.

وطبقاً للأرقام أيضاً فإن مدينة طمرة تشهد في الأعوام الأربع الأخيرة ارتفاعاً في نسبة الجريمة بينما سجلت عبلين وبئر المكسور انخفاضاً بنسبة (25 في المئة في عبلين و13 في وبئر المكسور). وانخفض عدد إطلاق النار في شفاعمرو من 23 حادثة في العام 2009 إلى 9 في العام 2012. كذلك سجل انخفاض كبير في هذه الحوادث في عبلين وبئر المكسور مقابل ارتفاع في طمرة. كما أشار التقرير إلى انخفاض حوادث الطرق في شفاعمرو في العام 2012 (40 في المئة) قياساً بالعام الذي سبقه وفي طمرة (12 في المئة) والمكسور 13 في المئة في مقابل ارتفاع عددها في عبلين (25 في المئة).

 ثم تحدث رؤساء بلدية طمرة ومجلسي بئر المكسور وعبلين عن المشاكل الأبرز في بلداتهم وطالبوا الشرطة بتكثيف نشاطها ضد المخالفين للقانون خصوصاً الذين يعرضون أمن المواطنين إلى الخطر. كما طالبوا بتكثيف نشاط الشرطة الجماهيرية.

وتحدث باسم المعارضة في بلدية شفاعمرو عضو البلدية زياد الحاج فشكر قائد لواء الشمال على حضوره إلى شفاعمرو "هذا اللقاء الحيوي والمهم" وقال إن الأرقام تضلل لأن حوادث كثيرة مثل حرق سيارات لا تبلغ الشرطة، لاعتقاد الناس أن لا فائدة من الشكوى لعدم قدرة الشرطة على الكشف عن الجناة. وطالب بأن تعزز الشرطة نشاطها لمواجهة تفاقم العنف والانفلات في الشوارع (التراكتورون) وهناك الكثير الممكن فعله مع كل هذه المعطيات الجميلة مثل زيادة افراد الشرطة في شفاعمرو. وطالب بأن تعمل الشرطة على الكشف عن قتلة الشاب ياسر مطاوع.

 ورد ضابط الشرطة روني عطية على أقواله بالتأكيد على دقة الأرقام مشيراً إلى أن من لا يتوجه للشرطة بالشكوى لم يفعل ذلك ايضاً في سنوات سابقة، مضيفاً أنه لا يعقل أن لا يتم تقديم شكوى في عملية قتل، ومع ذلك فإن الأرقام تؤكد انخفاض حوادث القتل. ودعا رؤساء السلطات المحلية والمواطنين إلى التعاون مع الشرطة لضمان جودة حياة أفضل.