X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أخبار شفاعمرو
اضف تعقيب
27/01/2013 - 06:10:24 pm
لسانٌ ولسانان.. وبغير لسان!! بقلم: الإعلامي حسين الشاعر- شفاعمرو
مريم خطيب

صدق المثل القائل: "زينة الإنسان العقل واللسان"، واللسان عضو صغير، ولكنه ملفت للنظر فهو الوحيد من بين اعضاء الجسم بدون عظام، ولكنه عندما ينطق يحطم العظام، ولكنه ايضا ربما يرممها.

قبل أيام معدودة شهدت البلاد انتخابات الكنيست، وعادة في مقالاتي لا أتطرق الى المواضيع السياسية وأتركها للسياسيين والذين يسيسون انفسهم، ولسانهم لا يقف عن الثرثرة وعن التحليل بدون وعي وعمق تفكير ودراية لما يدور من حولهم، والواحد منهم فقط يحرك فكيه ليثبت وجوده ان كان موجودا أصلاً.

ما يثير في موسم الانتخابات هو ما نراه من تحركات البعض الذين يغردون كالطيور هنا وهناك ولكن باصوات مختلفة وبعضها نشاز، ويطيرون من مقر الى آخر، ومن حزب الى آخر حتى يصبح الواحد منهم، وهم كثر في مجتمعنا، موضعا للسخرية، فلهم نقول ان الانتخابات مبدأ وضمير فكفى تلاعبا واحفظوا بعض ما تبقى من ماء في وجوهكم.. وأمسكوا عليكم ألسنتكم.. واحفظوا ما بقي لكم من كرامة..

من المؤسف ان هؤلاء وامثالهم لا يعرفون قيمة واهمية اللسان، فمن الناس من ينطق جواهر ولآلئ وتسجل كلماتهم وتحفظ جيلا بعد جيل لانها خرجت من لسان صاحبه ذو مبدأ.. ومنهم من ينفلت لسانه بالاكاذيب والاراجيف والكلام الفارغ، ومنهم من يتحدث بكلام في الصباح ثم ما ان يحل المساء حتى يمحو حديثه ما نطق به لسانه في الصباح.. وهذا بالطبع صاحب اللسانين.. ومن الناس، حقيقة، من يفضل ان يكون بلا لسان..

الكلمة كالرصاصة اذا انطلقت من اللسان لا تعود للبندقية، والكلمة ان خرجت من اللسان لا تعود للفم، وفي الانتخابات نعاني من هذه الظاهرة السيئة المعيبة.. علينا ان نعي ونقرر أن ضميرنا ليس لعبة تباع وتشترى، بل هو صخرة صلبة لا تقبل التفتت ولذلك لا بد ان يبقى لساننا نظيفا ومعبرا عن توجهاتنا مواقفنا دون مواربة أو خداع.

وفي سياق الحديث عن اللسان ومدى خطورته في تحطيم وبناء الشخصية.. فان اللسان قادر على هدم الطموحات في نفس صاحبه وفي نفس الوقت هو قادر ايضا على قتل الاحلام ودفن المواهب وغيرها..

عزيزي القارئ .. لقد تعلمت كثيراً وعلى جلدي من خلال العمل واللقاءات مع الناس عدة امور ينبغي علينا الانتباه اليها حتى لا نتعثر ، فلو تمعن بما تنطق ألسنة بعض الناس، لوجدنا انهم في كثير من الاحيان يمارسون ضدنا جريمة قتل المعنويات وتحطيم الطموحات بحديثهم السلبي، وربما يكون هؤلاء من أقرب المقربين الينا.. وهؤلاء علينا ان لا نسمح لهم بقطع أفكارنا الجارية في وديان أوردتنا العقلية ومستقبلنا وطمحوتنا.

عزيزي القارئ.. كلام الناس لا ينتهي وسيبقى اللسان مصدراً للقيل والقال، ولكن علينا أن نعي ان كلامنا له اهمية وله أوعية يجب ان يجري من خلالها.. ولذلك ينبغي ان يكون كلامناً واضحا، معبرا بصدق عن ايماننا ومواقفنا وثوابتنا، وان يكون مصدر ما ينطق به لساننا صافيا من ينبوع ذواتنا ليكون شافياً ويروي الظمآن، وان يغتنم كل واحد منا نعمة النطق والبيان التي منحنا الله لنا { علمه البيان } ليكون كلامنا محفزاً للمحبطين، مشجعاً لكل من يحتاج الى صوتنا وكلامنا.. والاهم من ذلك وقبل كل شيء ان يكون لساننا رطبا بالشكر للباري عز وجل على نعمة اللسان.

والى أصحاب الكلمة والمثقفين.. لتكن كلماتكم نابعة بصدق ومحفزة لروح الثقة والمعنويات وليس كلاماً يحمل دبابات من الرصاصات القاتلة للطموحات..

وأخيراً اتمنى أن نضبط ألسنتنا على موجة الصدق والشفافية والثبات على المبادئ والقيم.. وان نكون اصحاب لسان واحد لا لسانين، وان نزين ألسنتنا بذكر الرحمن والكلام الطيب لأن اللسان يمهد للنجاح في الطريق من البداية ويغني عن الهلاك في النهاية..

واختم بنقل رسالة وصلتني على هاتفي النقال فيها دعاء يقول : "يا شارح الصدور وميسر الأمور إجعل حياتي وحياة احبتي نور على نور".




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت