استضافت بلدية شفاعمرو، الأربعاء، ورشة دراسية وتدريبية ناقشت موضوع "التربية للهوية المشتركة، شفاعمرو نموذجًا"، نظمها قسم المعارف في البلدية برعاية مركز "دراسات- المركز العربي للحقوق والسياسات"، حضرها عدد كبير من الباحثين في المركز ومديرو أقسام معارف في السلطات المحلية المنضوية تحت مشروع "دراسات"، وممثل عن الاتحاد الأوروبي الذي يموّل هذا المشروع.

 وافتتحت الورشة مديرة قسم المعارف في بلدية شفاعمرو المربية رنا صبح مرحبةً بالحضور شاكرةً مشروع "دراسات" على اختياره شفاعمرو عنواناً لهذه الورشة "ما يؤكد على الدور الريادي للمدينة في المجتمع العربي في المجالات التربوية والثقافية"، مشيدةً بدعم رئيس البلدية ناهض خازم للتربية والتعليم في المدينة من خلال توفير الأدوات الأساسية لقسم التربية والتعليم لتحقيق مشاريعه. وأكدت أن المجتمع العربي يمتلك الكثير من الطاقات "ونحن دائماً نتوخى الدعم لإظهار هذه الطاقات".

ثم رحب الخازم بالحضور وبممثل الاتحاد الأوروبي مشيراً إلى أنها المرة الثانية التي يقيم فيها الاتحاد الأوروبي مشروعاً في شفاعمرو (المشروع الأول "المدينة الخضراء"). وقدم نبذة عن مدينة شفاعمرو وعراقتها وتاريخها على مر العصور وكونها نموذجاً للحياة المشتركة والتربية على الهوية المشتركة كأقلية عربية فلسطينية في إسرائيل. وأضاف أن شفاعمرو تعتبر صورة مصغرة للمجتمع العربي وتركيبته "ونجحت بحكمة كبارها ومسؤوليها في إدارة الأمور بالشكل الصحيح ومن دون أخطاء ومن خلال تقبل الآخر واحترام خصوصياته، "لكننا جميعاً نتقاسم نفس الهواء ونفس الماء والتقاليد، هويتنا كلنا شفاعمرية مبنية على أسس واضحة جداً". وتطرق إلى اهتمام الإدارة الحالية بالتربية والتعليم وبدور المرأة لأهمية مشاركتها في بناء المجتمع.

 ثم تحدث مدير مشروع "دراسات" الدكتور يوسف جبارين فأشار إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن رؤية "دراسات" لتقوية بناء مجتمعنا كجسم معافى وسليم يعتمد هوية وطنية موحدة تؤكد القواسم المشتركة لشعبنا بكل أطيافه". وأضاف أنه تم اختيار شفاعمرو لهذه الورشة لأنها فعلاً تمثل نموذجاً لمجتمعنا كله وهو نموذج ينبغي تعميميه بهدف اعتماده. وخص جبارين بالشكر مديرة قسم المعارف في البلدية المربية رنا صبح "التي باتت عنصراً مركزياً في عملنا وتطوير جهاز التعليم في شفاعمرو لكن أيضاً كنموذج لأقسام التربية في البلدات العربية". وشكر رئيس البلدية "الذي عرفنا عنه اهتمامه الكبير بالتربية والتعليم وليس صدفة انه يتم اختيار شفاعمرو لعدد من المبادرات".

 وكانت الكلمة التالية لممثل الاتحاد الأوروبي سبستيان لورين فقال إن هذا المشروع يندرج ضمن نشاط الاتحاد الأوروبي لدعم التربية والتعليم في الوسط العربي وأن الاتحاد يؤكد أربعة أمور: "الحق في التعليم، تطوير السلطات المحلية بشكل عام، تطوير المجتمع العربي، ودعم المؤسسات الأهلية". وأضاف ان الهوية المشتركة هي عنصر مركزي في إثراء أي مجتمع خصوصاً مجتمعات الأقليات. وأشار إلى أن مشاركة شفاعمرو في هذا المشروع، وقبل ذلك مشروع "المدينة الخضراء"، يراد منها تنمية دور السلطات المحلية العربية في مجالات التعليم والاقتصاد والخدمات العامة. وتحدث عن المشاريع الكثيرة التي يقوم بها الاتحاد في الوسط العربي.

 وبعد الكلمات جرت جلستان الأولى ترأسها الدكتور أيمن اغبارية وشملت محاضرتين واحدة لمديرة قسم المعارف في بلدية شفاعمرو المربية رنا صبح حول جهاز التربية والتعليم البلدي، والثانية للدكتورة ماري توتري في محاضرة بعنوان: "التربية لهوية مشتركة، شفاعمرو نموذجًا". وشملت الجلسة الثانية محاضرة وورشة داخلية تدريبية لطاقم المشروع أدارها بروفيسور محمد أمارة بمشاركة الدكتور رفيق حاج في محاضرة حول دور رأس المال الاجتماعي والعمل الجماعي في تطوير جهاز التربية.