أحيت أسرة مدرسة البرج بطاقمها المكون من الإدارة والمعلمين والطلاب وأهالي الطلاب، على مدار يومين متتاليين مشروع تراثي بعنوان " الّلي ما إلو قديم ما إلو جديد " وقال مدير المدرسة المربي عمر خالدي، ان هذا المشروع يأتي ضمن أهداف وزارة المعارف حول ضرورة المحافظة على الإرث الثقافي القومي للشعوب المختلفة، وقد عزمنا هذا العام على النهوض بمشروع " تراثنا العربي – إرث لنا"، إذ تم تكريس الفصل الثاني من السنة الدراسية الحالية  للعمل  على المشروع بكل جوانبه بشكل مكثف، من حيث التخطيط، التنفيذ والمتابعة.

ويفيد مراسلنا ان المدرسة نفذت هذا المشروع تحت اشراف مدير المدرسة  الاستاذ "عمر خالدي" ومركزة التربية الاجتماعية المربية "ايزيس ابو رحمة".

 ومن بين أهداف المشروع التعرف على الإرث الحضاري الأصيل لشعبنا (الأكل  الشعبي ، اللباس ، العرس العربي ، الحنه  والاغاني والاهازيج ، العاب شعبيه، الآلات الموسيقية ، الأمثال والحكم، الأعشاب الطبية والتداوي بها، القصص الشعبية) بالإضافة  لتذويت  قيم  اجتماعية ايجابية موروثة  وبالتالي غرسها في نفوس الطلاب.

وقال خالدي   "إن  نجاح المشروع   بأهدافه المختلفة  التعليمية،  التربوية  والاجتماعية  ناجم عن التعاون  والتكاتف لأسرة المدرسة، الطلاب والاهالي  والتواصل فيما بينهم  والدور الذي قام به الأهل من آباء وامهات  وأجداد في إلقاء محاضرات وإرشاد للطلاب في المحطات المختلفة."

وقد تميز هذا المشروع بغنى المواضيع والمحطات التي تحاكي كل جوانب التراث بشكل تربوي وترفيهي للطلاب والمعلمين والأهل، حيث اشترك في تقديمها الأهل والطلاب معًا، وقد سجّل هذا المشروع اشتراك لعدد كبير من الأهل من مختلف الطبقات والصفوف بفعاليات عدة : كتحضير  وجبة " المسخن" التي تعد من المأكولات التراثية الشعبية التي تم تجهيز مقاديرها  مسبقًا وتحضيرها للطلاب بيومي التراث وقدمت كوجبة فطور لهم، كما شاركوا  بتحضير الحناء وتجهيزه لمحطة العرس العربي لطبقة الرابع  ورافقت هذه الفعالية أغاني تراثية تتردد في الأعراس من قبل الامهات والطالبات مما جلبت اهتمام وحماس شديدين لدى طلاب المدرسة الذين انضموا الى الحفلة وشاركهم في ذلك المدير والمعلمين .

 إضافة الى خواطر تراثية، عادات وتقاليد قدمها المشايخ والوجهاء: الحاج ابو امين سواعد، الحاج ابو محمد سواعد، الحاج ابو خضر سويطات ,الشاعر الحاج ابو جهاد حجيرات والحاج ابو عوض محمدات . بالاضافة الى الجدات اللواتي تحدثن عن اللباس وأجزائه وأنواعه، الذكريات القديمة والقصص المشهورة في تراثنا العربي،الأمر الذي استقطب اهتمام وتفاعل طلابنا. فتجلت قيمة المشاركة الاجتماعية التي هي ركن أساسي بسياسة المدرسة ونظامها وهي القيمة المذوّته فيها في كل جوانب الفعاليات المنهجية واللامنهجية.

ومن ضمن المحطات والبرنامج المخطط لمشروع التراث تحت إطار "تواصل المدرسة مع المجتمع" كانت هناك مشاركة من قبل طالبات "مدرسة نعمت" اللاتي قمن بتمرير مشروع من إعدادهن بعنوان "شفاعمرو بعيون شابة" والذي يهدف لتثقيف وإرشاد وإعطاء معلومات للطلاب والمعلمين على حد سواء بموضوع الأماكن الأثرية في شفا عمرو: كالقلعة، المغر البيزنطية ... ، وقد لاقت المحاضرات أصداءً ممتازة واستحسانًا لدى الجميع.

كما شمل البرنامج دروسًا موجهة ومحوسبة بشتى مواضيع التراث حضّرها  المعلمون  بمواضيع ونواحي مختلفة كالقصص الشعبية، العملة النقدية  في الماضي ...، وقد برز بالموضوع  أمناء الحاسوب الذين نسقوا المواد بمواقع خاصة بهم، وابدع الجميع بهذا العمل الذي واكبه الحماس والتفاعل على مدار ساعات البرنامج، اضافة إلى تنوع المنتجات الصفية المتعلقة بالموضوع .

اجمالاً أيام التراث  أسعدت طلابنا  الذين علّقوا على مجمل الفعاليات بقولهم :" كتير حلوة الفعاليات " ، " عملنا أشياء حلوة " ، " ما بكفي يومين بدنا أكتر ".

 كما  أسعدت الشريك الآخر للمدرسة، ألا وهم أهل الطلاب الذين عبروا عن فرحتهم وسعادتهم بالزوايا، المحطات وفعاليات البرنامج . وقد شكروا مدرسة البرج على إتاحة الفرصة لهم للتقرب أكثر من المدرسة، وإبراز طاقات وروح المشاركة  لديهم و ذلك من خلال تعليقاتهم التي عبرت عن سعادة عارمة  بالجو العام وتجلت بالشكر وطلب المزيد من الفعاليات المشابهة.

وأضاف الأستاذ عمر خالدي،  مدير المدرسة :" حقا إللي  ما  إلو قديم ما إلو جديد". نحن نعتز بحضارة آباءنا وأجدادنا ..فهم موسوعة علميه  وتجاربهم وعاداتهم نبراس يجب الاقتداء به، فهذا ذخر وكنز غالٍ جدًا يجب  غرسه  عند طلابنا  بشكل دائم . وأتقدم بالشكل الجزيل الى كافه الاهالي -الامهات ،الآباء ،الأجداد والطلاب وإلى اعضاء الهيئة التدريسية وخاصه مركزة التربية الاجتماعية الزميلة  "ايزيس ابو رحمه" على عملها الدؤوب بالتنسيق مع كافه  الزملاء على تخطيط وتنفيذ هذا المشروع الهائل".