المرحلة الدقيقة التي تمر فيها بلداتنا عشية الانتخابات المحلية تستوجب الوقوف في فواصل الاحرف والاسطر والتريث نحدد فيه ومن خلاله توقعاتنا من راس الهرم والجالسين في مواقع القرار, والسلطة المحلية وان وجدت فأنها موقع للخدمات والتسهيل على المواطن في تحقيق حياة شريفة يتمكن من خلالها تربية وتعليم ابناءه بمدرسة عصرية لا ينقصها مختبر وغرفة حاسوب وساحة للرياضة ومدير لم تجلبه حسابات الاصوات  ومركزا ثقافيا يحقق فيه اولادنا طموحاتهم وهواياتهم ,  ومنطقة صناعية تستوعب ابناء المدينة في ورشها ، تشتاق الذهاب اليها وهي خالية من اكوام الاوساخ على جانبيها  وحرقها وتبعثر رائحتها في كل الانحاء , ومؤسسات  صحية بكل معاني التطور حتى اقامة مستشفى في ظل تنوع الامراض المستعصية بدل السفر عشرات الكيلومترات , وبركة سباحة تشتاق الشمس لأجساد اطفالنا بدل البحث عن مربعاتها في القرى المحيطة ,  ومركز تجاري تتنوع فيه احتياجات العائلة بدل  صعود الحافلات للمراكز القريبة والبعيدةوصرف ما في جيوبنا لخزائن الغرباء .

والمرحلة دقيقة يسقط الوان المكياج عن الوجوه المزيفةوحين تحاول تشخيص رأس الهرم في السلطة المحلية لان الامور تحتاج لقرارات حاسمة ,  والبقاء ساعات وايام واشهر لحسم الامور واتخاذ القرارات تحت تاثير المخدر لا يسعف بلدا يبحث عن مستقبل ابنائه .

لا ينزح ولا يغادر وجه المواطن رسم بلده لان صورتها في بؤبؤ العين باقية وهي المتوجة مسكب ياسمين في نافذة افكاره وعقله الشاردة في ربوعها وتحلق في تفاصيل حياته .

السلطة المحلية والبلدية لها هيبتها اذا كان اصحاب القرار في عروشهم وكراسيهم الملكية يدركون هيبتها , والسلطة المحلية يدها الطويلة تبقى في لجان الاحياء وذراعه نحو البناء لان المقربين من الصحون لا يفكرون الا بكروشهم المنتفخة وحساباتهم الخاصة  ,

والسلطة المحلية تأخذ نورها وهيبتها من الذين ملأوا  ضمائرهم بمخافة الله , واليد النظيفة والسلطة المحلية والبلدية لا تحمل في ثناياها احقادا دفينة بل نوافذ تمكن اهل المدينة الصعود بامالهم واحلامهم في زرقة المستقبل ورحابه وامانيه .

تخطي التحديات وجهة النهر المقابل يحتاج  من قبطان السفينة معرفة اتجاه الريح , وتحديد الاهداف وتحقيقها يحتاج للعمل الجماعي والمشورة واحترام الاراء وان كانت مخالفة , والمرحلة دقيقة عشية حسم من يجلس في راس الهرم , فكل الامور تحتاج لتنظيم الاوراق من جديد ولا بأس ان نفكر بما يجول في خواطر الجالسين على قارعة الطريق وان كانوا في عيون البعض ريشة في الهوامش , ولا بأس ان نفكر في ضم اراضي جديدة لمسطح بلداتنا وقسائم للأزواج الشابة التي طال انتظار اصحابها , وبيئة تلطخت في غياب مراكز ملائمة لوضع نفاياتنا وبناء المؤسسة الاولى واعادة هيبتها يحتاج لرجل ورجال ولدوا بهيبتهم وبقوا فيها والسلطة المحلية ليست محطة في حسابات البعض بل مسؤولية عليا يتواصل الاهل من خلالها ويصلون اليها لتبقى منارتهم ونورهم في الانحاء .