اختتمت مساء اليوم المسيرة المركزية لاحياء ذكرى هبة القدس والاقصى الـ 15 في مدينة سخنين ، بمهرجان ختامي حاشد شارك فيه المئات من الوسط العربي ، وكانت المسيرة قد انطلقت من امام مسجد النور وسط مدينة سخنين ، بمشاركة اعضاء البرلمان العرب ، رئيس اللجنة القطرية وبلدية سخنين مازن غنايم ، ووجهاء ورجال دين .

وجابت المسيرة المسار التقليدي للمظاهرات في سخنين مرورا بمركز البلدة القديمة ، وصولا الى مقبرة الشهداء ، ومنها الى ساحة البلدية حيث اقيم هناك مهرجان خطابي ، القيت فيه اربع كلمات ، كلمة رئيس لجنة المتابعة وبلدية سخنين مازن غنايم ، كلمة اللجنة الشعبية في سخنين لماجد ابو يونس ، وكلمة ذوي الشهداء تلقيها السيدة فاطمة عاصلة ام الشهيد اسيل عاصلة .

وصول المسيرة المركزية في سخنين الى ساحة البلدية لبدء المهرجان الخطابي 
وصلت المسيرة المركزية لاحياء ذكرى هبة القدس والاقصى في سخنين الى ساحة البلدية لبدء المهرجان الخطابي ، وتولى عرافة المهرجان منيب طربيه عضو بلدية سخنين الذي رحب بالحضور ، مؤكدا على "رسالة الذكرى الـ 15 وهي قضية القدس والاقصى ، وحماية المقدسات في وجه الهجمة الشرسة على المسجد الاقصى في محاولة لتقسيمه زمانيا ومكانيا" ، مؤكدا "ان الدم الفلسطيني يسفك في ظل الصمت العربي والعالمي المشبوه" .
وشارك في المهرجان نحو ثلاثة الاف متظاهر ، بحضور قادة الجماهيرة العربية واعضاء البرلمان من القائمة المشتركة وعشرات رؤساء المجالس المجلية ورجال الدين .

افتتاح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء
افتتح المهرجان الخطابي بالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء كل الشهداء ، ثم قرأ الشيخ علي ابو ريا ايات من الذكر الحكيم ودعاء للشهداء .
اما الكلمة الاولى فالقاها رئيس اللجنة القطرية ورئيس بلدية سخنين مازن غنايم الذي افتتح كلمته بالاية الشريفة " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون "، واضاف :" يا جماهير شعبنا اهلا وسهلا بكم في سخنين ، سخنين كما عودتكم وكما هي قرى البطوف قلعة وطنية شامخة لا تبخل على شعبها في مسيرة البقاء والتطوير ، هنا نحيي ذكرى ارواح الشهداء الذي رووا بدمائهم هذه الارض الزكية ، هنا نحن موحدون لمواجهة التحديات امام شعبنا في كافة القضايا ، الحقوق القومية والمدينة ، ولكن القضية الاساسية هي قضية وجودنا ، يرديون لنا ان نكون بدون هوية ولا ملامح قومية ، اعتقدت المؤسسة بعد النكبة انه ستمر سنوات حتى ننسى مع تغير الاجيال وهم يصدمون اليوم وفي كل وقت بجيل متسمك بهويته الوطنية لا يقل صلابة وصمود عن الجيل الاول والذي سبقه ، ان شعبنا غير مقطوع من شجرة ونذكر المؤسسة الاسرائيلية اننا اصحاب الوطن الذي لا وطن لنا سواه ، لسنا اعداء احد ، نصادق من يصادقنا ونعادي من يعاديني ونحن جزء من الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة" .
واضاف غنايم : "ان الانتهاكات في حق الاقصى هي لعب بالنار ولن نسكت عليها ، فهذه اهم قضية في حياتنا وهي المقدسات ، وواجب وطني وديني ان ندافع عنها ، فالقدس تواجه اخطر مشروع تهويدي وسرقة التاريخ ونطالب شعبنا الفلسطيني الوحدة لمواجهة التحديات ، في هذا السياق نطالب الشعوب في العالم العربي تحمل مسئوليتهم التاريخية دفاعا عن المسجد الاقصى.
ونوجه رسالتنا من هنا الى المرابطين في المسجد الاقصى ونؤكد اننا جميعا مرابطون واذا كان الرباط في الاقصى خروج عن القانون فكلنا خارجون عن القانون ، ان المعركة طويلة ومفتوحة وتتطلب منا الوحدة والعمل المنظم بعيدا عن العشوائية والسلوك كشعب حي لا مجموعة اقليات ومذاهب وطوائف كما يراد لنا ، وسنواصل احياء ذكرى شهدائنا لاننا نحب الحياة والمجد والخلود لشهدائنا الابرار" .
وانهى غنايم بتوجيه "دعوة عامة لكافة ابناء شعبنا لنصرة المسجد الاقصى يوم الاحد القادم والخروج بجماهير شعبنا الى المسجد الاقصى منذ السابعة صباحا يوم الاحد" .

مقاطعة واحتجاجات خلال القاء والدة الشهيد اسيل عاصلة كلمتها
هذا والقت والدة الشهيد اسيل عاصلة، وقالت في كلمتها :" ابناء شعبنا ، في تشرين ذاك وقبل 15 عاما وفي مثل هذا اليوم كان هناك احباء لنا على قيد الحياة ، ولكن اعداء الحياة قطعوا حياتهم كما يفعلون دائما ، في تشرين ذاك وقعنا في قبضة الحياة وذقنا مرارتها ، ولا زلنا نذوق مرارة ذلك ، اقف أمامكم اليوم لا لابكي ولكن ما اصر عليه هو توجيه كلمة الى هذا الجيل عن شهداء الاقصى هي حكاية الزمن الذي توقف قبل 15 عاما ، حكاية ام نظرت نظرة اخيرة على ابنها الذي احب الحياة ، حكاية مطالبة حقة بمعاقبة المجرمين ، حكاية عائلات لم تجد حولها التضامن الكافي لمعاقبة المجرمين ، اقيمت لجنة تحقيق وشكلت لجنة ذوي الشهداء ووقف ذوي الشهداء طوال سنوات حاملين القضية على اكتافهم وكانت ساعات ركود عملنا على تحريكها " .
واضافت "نعلم ان الواقع مرير وزمن اختلت فيه المعايير وكلنا نعلم ان حكومات اسرائيل تضع قوانين على مقاس جرائمها لا على مقاييس معايير الحياة وحقوق الانسان ، وهذا ما يثبته نهج الدولة وسلسلة القوانين العنصرية ، هذه مؤسسة تحاول يوميا قمع جذور الذاكرة واشغالنا بهموم الحياة اليومية كي لا نفكر في اشياء اخرى ونبقى داعمين لاحزابهم الصهيونية وحولتنا الى افراد تبحث عن سبل الحياة . الاخوة الاعزاء اخص القيادات واقول ان المؤسسة الاسرائيلية قد اغلقت ملف الشهداء بادعاء ان ما من ادلة للادانة ، وهذا هو نهج هذه المؤسسة ولكن ما نقوله ان الملف لم يغلق بالنسبة لذوي الشهداء ونتركه امانة في اعناقكم واناشد القيادات ان لا يهمل ملف الشهداء ،  تتركوا كما حدث اهالي الشهداء وحدهم بدون تنسيق من الاحزاب ودعم جهد ذوي الشهداء ، كثيرون لم يستوعبوا ان قضية الشهداء هي قضية شعب وانه ان الاوان لنضال اكثر نجاعة لان خطاب هنا وخطاب هناك لا يشكل حجر اساس لنضال حقيقي لشعبنا .
نتذكر وقوف ذوي الشهداء وحدهم على المفارق وفي المحاكم ، وحرصا منا على دماء الشهداء قررنا ان نتابع هذا النضال وحدنا ، وكان الطلب من المتابعة وكأنه استجداء ، وكانت حقائق مؤلمة في تلك الحقبة ، استجديت الاحزاب لتقديم العون لذوي الشهداء بما فيها التزامات مالية والتي اضطررنا نحن ذوي الشهداء الى تسديدها ، وكذلك تنكر لنا مجلس عرابة من أي التزام مالي لتسديد ديون نشاطات ونضالات ذوي الشهداء . هذه التكاليف لم تكن مناسبات عائلية لذوي الشهداء وانما جزء من نضال ذوي الشهداء الذي تنكر له كثيرون ، وكذبك استمر التجاهل لقضية تغيير اسماء الشوراع التي اطلقت على اسماء الشهداء فهل ضاقت شوارع عرابة ان تتسع لاسماء شهدائها ؟" .
وشهدت كلمة ام الشهيد اسيل عاصلة مقاطعة واحتجاجا على النقد الى ان تم ايقاف كلمتها بسبب التدخلات الكثيرة لجمهور كبير .

ماجد ابو يونس: مدينة القدس تشهد هجمة غير مسبوقة
أما الكلمة الاخيرة فكانت لعضو اللجنة الشعبية في سخنين ماجد ابو يونس الذي قال :"اهلا بكم في سخنين بلد الشهداء ، ان اللجنة الشعبية في سخنين هي الهيئة الوطنية لكافة الاطر السياسية والشخصيات الوطنية في سخنين"، وعدد ابو يونس دور اللجنة الشعبية الكبير في سخنين .  
وتابع قائلا :" تشهد مدينة القدس هجمة غير مسبوقة وتقوم قطعان المستوطنين بانتهاك حرمة الاقصى بحماية جنود الاحتلال والاعتداء على المصلين والمرابطين ، وتقوم بلدية الاحتلال بسياسة العقاب الجماعي بهدم البيوت ، ويقوم المستوطنون بالاستيلاء على بيوت الفلسطينيين بالغش والاحتيال والتي يساهم فيها للاسف نفر من ابناء جلدتنا وهي ذات السياسة في الضفة الغربية مع ارتكاب الجرائم بحق شعبنا من تخريب وحرق بيوت ومزروعات .
وكانت جريمة دوما ذروة الجرائم التي استشهدت فيها عائلة دوابشة ومنها الطفل الرضيع علي ، والابشع ان السلطة لم تعتقل احدا بعد من منفذي الجريمة" .
واضاف :" نناشد من هنا قيادة حركة فتح وحماس بوضع حد للانقسام الداخلي الذي يسدي معروفا للاحتلال ، ووضع برنامج وحدوي لانهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وهي ذات الرسالة الوحدوية لشعبنا في الداخل للحفاظ على مؤسساتنا الوطنية التي تحققت بعد صراع مرير مع السلطة" .
وانهى ابو يونس موجها "تحية لطلاب سخنين الذين قاموا بدور طليعي حين خرجوا للتضامن مع الاقصى بمبادرة ذاتية، ونشجب التصريحات العنصرية المطالبة باقالة مدراء مدارس سخنين وندين تصريحات البعض التي جاءت لارضاء ليبرمان، واختتم هنا على صدوركم باقون" .