ارتفاع معدل نتائج البجروت في مدرسة المتنبي بشكل لم يسبق له مثيل، وبالتالي زيادة مشرّفة لنسبة الطلاب الحاصلين على شهادة البجروت في المدرسة

تعتمد الرؤية التربوية لمدرسة المتنبي الثانوية الشاملة في حيفا على إيمانها بأن كرامة الإنسان هي قيمة عليا ومؤسِّسة للمسيرة التربويّة، وعلى بناء شخصية هذا الإنسان ليصبح عضوا نافعا، يخدم مجتمعه خصوصًا والمجتمع الإنسانيّ عمومًا. كما تؤمن المتنبي بقدرات طلابها على التعلم ومواجهة المصاعب، وبأن كل طالب يستطيع تحقيق أهدافه إذا تحققت الظروف المناسبة له. وتهتم مدرسة المتنبي أيضا بالمعلم – المربي، وتسعى على الدوام إلى توجيهه ودعمه وتزويده بآليات ناجعة حتى يقوم بعمله على أكمل وجه.

إنّ  فلسفة المدرسة وسعي العاملين فيها إلى تطبيقها بكل إخلاص وأمانة أدى إلى ارتفاع نتائج البجروت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وبقفزات ملحوظة، بحيث وصلت نتائج البجروت في المتنبي إلى أعلى من معدّل نتائج البجروت في الوسط العربي بكثير، ومن نتائج البجروت في عدد من المدارس الخاصة في الوسطين اليهودي والعربي. وهذا كله وليد للسيرورات التربوية، التنظيمية والاجتماعية داخل المدرسة والتي توظف من أجل تحسين الأداء الذهني التحليلي، وبذلك تحسين التحصيل العلمي لدى الجميع.  أضف إلى ذلك إن مدرسة المتنبي تذوّت لدى طلابها أهمية الصدق والأمانة على الدوام، إذ تخلو النتائج من فوارق بين العلامة الواقية وعلامة امتحان البجروت، وهذا يعود إلى نزاهة الامتحان أولا وأخيراً، بحيث تصل نسبة الغش في الامتحانات إلى الصفر. ولقد أشادت وزارة المعارف وبلدية حيفا بهذه النتائج التي تعكس السيرورات المذكورة وإيمان المعلمين والعاملين بقدسيّة العمل التربوي والعطاء غير المشروط، وذلك في جلسة التقويم لعمل المدارس العربية  التي عُقدت يوم الأربعاء 18.9.2013 في مدرسة المتنبي بحضور الأستاذ فريد غنايم المفتش في وزارة المعارف، والدكتور ماجد خمرة مدير قسم التعليم العربي في بلدية حيفا. كما حضر الجلسة الأستاذ رائف عمري مدير مدرسة المتنبي، والمربية كريستينا برزخيان مركزة البجروت في المدرسة، وعدد من مدراء المدارس الابتدائية في حيفا وخارجها. ولقد أثنى الأستاذ فريد غنايم على عمل الأستاذ رائف عمري الدؤوب والمتواصل لتحسين نتائج البجروت في شتى المواضيع، وعلى عمل مركزة البجروت التي تابعت كل شاردة وواردة في ما يخص موضوع البجروت.

وجدير بنا أن نؤكد  في هذا السياق على الأهمية الكبيرة التي توليها المدرسة للسيرورات التربوية والاجتماعية، إذ تحتلّ التربية الاجتماعية حيّزا كبيرا في الفعاليات والأنشطة الاجتماعية والثقافية. وإن الفعاليات المذكورة تدور حول قضايا ثابتة ، مثل الأعياد لدى الطوائف الثلاث، والأيام العالمية مثل يوم الطفل ويوم المرأة ويوم الإيدز، وقضايا البيئة وغيرها، وتهدف الفعاليات المتعلقة بالأعياد بشكل خاص إلى خلق مجتمع مترابط متكاتف يسوده التسامح والمحبة والإخاء. وأما النشاطات التي تنظم ضمن السلة الثقافية في المدسة فتهدف إلى بناء إنسان مستهلك للثقافة، بحيث يذوّت ثقافته وينكشف على ثقافة الغير باعتباره جزءا من مجمل العالم. كما تعنى التربية الاجتماعية بالقضايا الجارية ، مثل الممارسة الديمقراطية وفكرة الديمقراطية، الزواج المبكر، حوادث الطرق، الكحول والمخدرات وموضوع الجنسانية.

إن مدرسة المتنبي تعمل بشكل منهجيّ على رفع الأداء الذهني لدى طلابها لزيادة تحصيلهم العلمي، وتؤمن بأن الإبداع كامن في كل إنسان، والمدرسة تلعب دور المحفز لإخراج الطاقة الكامنة في كل فرد إلى حيّز النور، واختلاف الأفراد هي ميزة إيجابية إذا تم بناؤها بتوافق منهجي مبنيّ على المساواة والحرية والندية. وترافق المدرسة كل طالب من لحظة دخوله المدرسة، وذلك من خلال متابعة وضعه في محطات ثابتة، يلتقي فيها المربي مع ذوي الطالب لتحديد نقاط القوة والضعف وبناء توقعات نحو المستقبل، ثم نسج خطة لتحقيق هذه التوقعات. تدوّن نتائج الطالب في كل مرحلة للمتابعة والمراقبة، وبناء عليها يتم تحسين الخطة الفردية المبنيّة لكل طالب بدورية خلال السنة الدراسية ، ثم خلال فترة  تواجده  في المرحة الثانوية  بكاملها، وذلك بشكل لولبيّ يربط البداية بالنهاية.

ورغم التآكل والتراجع الذي تشهده مهنة التدريس قطريا وعالميا، فإن مدرسة المتنبي ومعلميها وطلابها وكافة العاملين فيها يسيرون يدا بيد نحو القمة وإعادة المجد لمدرستهم.