X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أخبار حيفا
اضف تعقيب
15/11/2012 - 12:44:12 pm
صورة عائدة داود تركي ام بشار وهي تستلم شهادة تخرجها من ثانوية الكلية العربية الارثوذكسية حيفا وهي الان تعيش في دمشق

ما اعذب الصَّباح وما أروعه، حين تستيقظه على صوت فيروز العذب وتسمعه ينشد صدَّاحًا في جوقة متكاملةٍ مع زقزقة العصافير وهديل الحمام، عندما يستأذنك من على شرفتك لتنصُت له، منذ بزوغ الفجر، وترى أمواج البحر في خليج حيفا تحمل رذاذه من بعيد وتصبَّ ملحه وماءه على وجوه النَّاظرين والمتمتِّعين بصوت هديره وتغريد الطُّيور وهي تحلِّق في سمائنا حاملة سلام البعيدين عنَّا والقريبين منَّا، على شرفتك تصفِّق بأجنحتها محتفلةً بمطربة الصَّباح، التي تشدو لهم ومناشدةً إيَّاهم أن تحطَّ على الأصص لتنهل من قطرات الطَّلِّ التي تطلُّ عليهم مبتسمةً، حين تسيل من اوراق وأعناق الازهار ومن كؤوسها وتيجانها وتَرِدُ العصافيرُ الورودَ لتعدَّ حبيبات النَّدى، وتشربها لكي تروي ظمأها وتنقل من حيث لا تدري غبار اللقاح بين زهرة وأخرى وترقص بين الزهور التي احمرَّت خجلاً وفرحًا، بعد أن تمَّ الاعلان عن موسم الخطبة وجماع الورود، بعد أن بدأت الأفنان تزهو بتمايلها وبحفيف نداء أوراقها التي احتكَّت بعضها ببعض فرحًا وغبطةً وشوقًا لعرس العذارى وإعلان المحبَّة ومناجاة الأهل والأحبَّاء..

ترُى هل هذه العصافير التي ترنو شرفتي هي نفسها التي تقترب من شرفتها في قُدسيَّا أو دُمَّر أو الرَّأس الأحمر، في فيحاء مشرقنا العربيِّ، باديتنا، ففيروز نسمعها من نفس الإذاعة وعلى نفس الموجة ومن أثير يُثير فينا الشَّوق واللوعة على الفراق القسري، نلتقي في التَّوقيت إيَّاه ونحن ندري أنَّنا على موعدٍ كلَّ صباح، حيث

نُلقي تحيَّتنا على بعض من خلال جملة الشَّارة الاذاعيَّة "مرحبًا يا صباح"..

ويكفي أنَّ أثير دمشق يصِلُنا حاملاً عطر إم بشَّار ويوصلنا بها وبأحبَّائنا لكي

نتواصل معهم ويتواصلون معنا، حين نجلس بين طرفَي المذياع، متحدِّين

ومتجاوزين الأسوار والحواجز والحدود، السَّاقطة لا محالة، التي تفصل أبناء الوطن عن أبنائهم، وتقسِّم الوطن الواحد..

ودون أن ندري إن كانت تأتي هذه الطُّيور من الفيحاء إلى ساحلها لتحملَ من شرفتي قطرات النَّدى بمنقارها وغُبار اللقاح إلى هناك لِتُسقي زهورَها من ندى مسقط رأسها أم لتلقِّح أزهار الغوطة وريف دمشق من لقاح حيفا أم العكس..

وحين تُغنِّي فيروز من كلمات الشَّاعر الأخطل الصَّغير:

يَا رُبَى لا تَتْرُكِي وردًا ولا تُبقي أقاحا

مشت الشَّام إلى لبنان شوقًا والتياحا

فافرشي الطرق...قلوبًا وثغورًا وصداحا

فهي تقصد جميع أرجاء الوطن العربيِّ بمشرقيْه، هناك وهنا سيَّان..

واسم ابنتي الصُّغرى رُبَى الحبيبة، قريد العشّ، هو من الاسماء التي شابه اسمها في مطلع القصيدة،  فصباح الخير لأمِّ بشَّار وعائلتها ولكل من تحبُّ أن تراه، وأطمئنك يا ابنة عمِّي أنَّ الليل زائل والاحتلال إلى زوال، والفتنة لن تمرّ.. 



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت