أوّل أهداف اليمين الاستيطاني: التخلّص من الجبهة والعربية للتغيير

يسعى معسكر اليمين العنصري إلى محو الحضور السياسي للمواطنات والمواطنين العرب، من خلال ضرب تمثيلهم. وهو يضع أمامه، كأول الأهداف الرئيسية تطبيقًا لذلك، العمل على إسقاط قائمة الجبهة والعربية للتغيير. لأنه، كما يقرّ هذا المعسكر ويخشى، لو نال من هذه القائمة التحالفيّة وتخلّص منها، فستكون الطريق مفتوحة أمامه على اتساعها للهيمنة المطلقة على الحكم.

لسنا في لعبة المعسكرات بأيّ شكل، لكن هناك معسكر يعلن الحرب علانية، جهارًا نهارًا، على كل الجماهير العربية ويراهن، بالعمل والمال والتحريض، على إسقاط القائمة التي تشكّل العقبة الأساسية في وجه احتلاله الحياة السياسية. وعلى هذه الحرب يجب الردّ!

هذه ليست تقديرات بل إنه وصفٌ دقيق لحقيقة مخطط وسلوك المعسكر الفاشي الاستيطاني الذي يقوده نتنياهو ومعه بن غفير وسموتريتش. فوفقًا للقناة التلفزيونية الإسرائيلية 12، نتنياهو استثمر عشرات ألوف الشواقل في حملة إعلامية بالعربية "لتخدير الشارع العربي وإحباط رغبته في الخروج للتصويت"، وذلك "بعد أن فهم نتنياهو أن عدم عبور قائمة الجبهة والعربية للتغيير نسبة الحسم، يعني ضمان انتصاره وتشكيل حكومة يمين كاملة" كما قالت القناة حرفيًا.

وجاء في تقرير آخر للقناة، أن حزب الليكود قرر شطب النائب أيمن عودة والنائب أحمد الطيبي من حملته الإعلامية "بهدف تخدير مصوتي قائمة الجبهة والعربية للتغيير وعدم تحفيز الناخبين العرب للخروج والتصويت لقائمة الجبهة والعربية للتغيير، لكي لا تجتاز نسبة الحسم" كما قالت القناة حرفيًا.

رئيس معهد الاستطلاعات الشهير مانو جيفاع قال في مقابلة: "ما سيحسم هذا الانتخابات هو ما يجري مع الأحزاب العربية، فقائمة الجبهة والعربية للتغيير على حافة نسبة الحسم، إذا لم تتجاوز نسبة الحسم، فسيكون ذلك هو العامل الحاسم في هذه الانتخابات، وقد يمنح الانتصار النهائي لنتنياهو ومعسكره".

من هنا، توجد علاقة قوية ومباشرة بين توسّع وتفشّي هيمنة معسكر الاستيطان والعنصرية والتحريض والعداء، وتطبيق مخططاته هائلة الخطر علينا، وبين خَفض نسبة تصويت الجماهير العربية، الذي ستتجسّد أهم نتائجه وفقًا لحسابات ذلك المعسكر بالتخلّص من قائمة الجبهة والعربية للتغيير. الوضع مقلق، لكن مواجهته تتم فقط بمضاعفة العمل والأمل.. فمن واجبنا، من واجب كل الغيورات والغيورين في جماهيرنا الخيّرة والمجرّبة خربطة هذه الحسابات وتويضها وتغيير كل المعادلة! وما تبقى من أيّام قليلة على يوم الانتخابات يجب أن يكرّس بكل نشاط ومسؤولية وثقة لهذا الهدف.

(نقلا عن موقع الاتحاد - https://www.alittihad44.com/)