يا شاعر جبل حَيْدَر

تمهّلْ

أصمُد فأنتَ الفارس

ولا تترجّل

فهناك فوق القمَّة شعاعٌ

يُنير الدربَ

لِنَفَقٍ جديدٍ

فيهِ التفعيلةُ والترنيمة

من فيكَ

تترتَّلُ

فَيا أيّها الفارس

عُدْ أدراجكَ

مُمتطياً صهوة حصانكَ

ولا ترحل

أمُّكَ تصرخ من باطِنها

لا يا وَلَدي

أنا لستُ مُشتاقة

لا مُتعطِّشة لِنفسِكَ

ولا راغبة بِجسدكَ

فهناك إخوةٌ لكَ

يرفضون الرحيل

فلا تتملمَل

أحبَّتكَ فلسطين

فَعشقتَ سماها

ومروجها الخُضر

وقممها ووديانها

ورائحة الفيجَن والسرّيس

بِقمّة حَيْدَر

فَبِعشقكَ هذا لا تبخَل

لم يَعُد هناك خبزٌ ولا قهوة

ولكنْ

فوق القِمَم نغمات صوتكَ تتفجَّر

وجماهير يوم الأرض تتذكَّر

" تقدَّموا تقدّموا ... "

في وادي النُسْناسِ

مَحوْتَ السرابَ

فَلاحَ لِمحمود وجهُ القمر

في حلكة الظلام

هَمَسْتَ لهُ:

أخي لا تتعَجَّل

فَخرير المياه في بلادي

مُطربٌ

وجبال الجليل

ساحرةٌ ومسحورةٌ

فَتَمهَّل

هناك في الأُفق

لاحَ الأمَل

لِغدٍ مُشرقٍ فيه السرابُ يتبخَّر

*****

أسمُكَ يا هذا ؟!!!

صاح الجلّادُ

أنا لستُ بعبدٍ مثلكَ

يا ابن الأمَةِ

فأنا شامخٌ بِعنفواني

وجذوري فلسطينيّة عميقة

والدي عربيٌّ لا يعرف التملّقَ

وأمّي واعيةٌ لِدروبي

وَهِيَ الرفيقة

بالآلام  وَلدتْني ولم تفزَعْ

من البريطاني ومن المدفع

فوق جبل حَيْدَر تنفّستُ الحريّة

ومن سهل البطّوف

شربتُ ماء الصمود والأُمميّة

عَلَمِي أسود

لكنّ قلبي أبيض لا يعرف الكراهيّة

ولا يستوطنُ الغضبُ فيه

إلّا لِمَنْ جعلَ من وجودي وحياتي آنيّة

في عروقي دَمِي أحمر

فأنا عاملٌ أكدَح

من الصبح حتى غروب الشمس

ولا أتعَب

بعضُ أيّامي كالمروجِ خُضرٌ

كأرضِ الزابودِ في بيت جن الصامدة

وتراب الجلمة في الساحل الأخضر

فيها جعلتُ قلمي يخطُّ

أحلى الكلمات

لأمّتي المقاومة

لِلذلّ والهوان من المَعْتوه

وابن الماكرة

أحببتُكِ فلسطين

فأنتِ عروستي

وأمّي الحانية

فَسَجِّلي يوماً إنْ غدوتُ في ثراكِ نائماً

حروفي حيّةٌ كأشجاركِ المخضرّة العالية

تتنفّسُ الهواء الطلقَ

وتُناجي الرابية

روابي الجليل ماجَتْ وهاجتْ

لِذكرى مَنْ بدمائهم لِذرّات ترابِك صانَتْ

فلا الدين ولا الطائفيّة حادَتْ

عن درب النضال وللكرامة صامَتْ

في البقيعة هناك بِركةٌ

لِأمجاد العُرْبصاحَتْ

أنا للذكريات والبطولات لا أنسى إخوةً

ذَروا الرمادَ بِعيْنِ المغتصب وأباحَتْ

لِشبابها لقمة العيش بكرامة

أبا السعيدِ قُم استقبِل مَنْ زارَكَ

أنتَ وابنُ البِروَة في دارِكَ

فَقهوةُ الأمّ تَجمعكُم

لِمَسيرةٍ جديدةٍمن البداية

عبلين – الخميس 21/8/2014م