X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
31/12/2011 - 05:10:36 pm
نظيفة يا بلدي بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر
موقع الغزال

عندما غادرت بيتي في الصباح القارس اليوم ، مبكرًا، في حوالي الساعة السابعة والنصف، فوجئت برؤية ثلاثة شبان يحملون مكانس وينظّفون الرصيف.

وبعد قليل رأيت، من نافذة سيارتي، تجمهرًا، حشدًا من الشباب ذوي العزيمة المباركة يشمّرون عن سواعدهم ويهمّون، هم أيضًا بإشهار مكانسهم وتنظيف الشوارع، الساحات العامة، الأرصفة والحيز العام في بلدتي.

مبادرة مباركة وهمّة شبابية تأخذني إلى محطات جميلة من الحرص على البلدة ومقدّراتها، تعيد إليّ مشروعًا جميلًا كنا ننخرط فيه خلال "أيام الشباب" في مدينة الناصرة، فكنّا نلبي نداء رئيس بلديتها الراحل أبي الأمين وتتكاتف الجهود لرفع الحمل الأنيق بتجميل بلداتنا وتنظيفها والحفاظ على اشراقتها الوضاءة.

وتحضر في ذاكرتي القصّة التي يتعلّمها الطلاب في مدارسنا حول نظافة إحدى القرى، وعند الاستفسار عن عدد عمال النظافة فيها، يجيب مغزى القصة التربويّة الهامّة أنّ كلّ أهالي المدينة هم عمّال نظافة، لأنّ كلّ واحد منهم يتولّى النظافة في حيّزه العامّ وحيّزه الخاصّ.

وهكذا تتاح للطلاب الفرصة بأن يروا كيف يتمّ تطبيق فحوى الحصة على أرض الواقع ليغدو واقعنا أبهى، أنقى وأرقى.

ومدرسة أنيقة، فازت بجائزة من شدة نظافتها، سألت مديرها في إحدى مقابلاتي معه: من ينظّف مدرستكم بحيث فزتم بالجائزة؟: "كلّ طلابنا هم عمّال نظافة. في مدرستنا لا نستعين بعاملين من الخارج". أجابني على الفور. "وكل الطاقم الإداري والتربوي"، أضاف.

نظّفوا بلداتكم بحبّ، أحبّوها واسقوها من فرح القلب لتزهر خيرًا وبركات. "حلوة يا بلدي"، تقول كلمات الأغنية المعروفة، "نظيفة يا بلدي".

ليتنا في كل بيت من بيوتنا نتخذها عبرة نسير طبقًا لمضمونها وبدلًا مِنْ أن نرمي بأوساخنا في الطريق العام، مفضلين نقاء ساحة بيتنا، على نظافة الطريق، علينا أن نبدأ بتنظيف الحيز العام، حتى قبل الخاص، فنظافة بلدي هي نظافة بيتي، هي نظافتي أنا أولا، ثم نّ النظافة، كما تعلمنا في أصولنا الإنسانية والعقائدية هي من الإيمان.

من اليوم فصاعدًا، ربما لن نقارن بين نظافة البلدات اليهودية والعربية، فالمواطن العربي يحب بلدته نظيفة، يريدها نظيفة وسيجعلها كذلك.

بورك أصحاب الفكرة الفذّة وبورك المنفّذون والمنظّفون.

                                                                            بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر
















Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت