غدًا ستسقط آخر ورقة من روزنامة األيام، ورقة قد نذكرها

بالخير وبالدمعة حينًا آخر، ورقة كانت خضراء ناضرة ،حملت

وقتها اآلمال ، ومألت نفو َسنا باألماني.

لقد خيّبت ظنّنا في كثير من االمور، قت

وحق بعض آمالنا هنا وهناك ّ

، آمال شخصية وفردية وعائلية.

لقد أصبحت أو كادت ان تصبح السنة الفائتة ماضيًا وتاري ًخا

وذكرى ، ولك ّن الحكمة اإللهية تقول أن نمتدّ دو ًما الى االمام ،

فالحارث الحاذق يجب ان ينظر الى االمام ابدًا ال ان يلتفت الى

الخلف، وان حدَث والتف َت فلتكن التفاتة قصيرة يستمدّ من خاللها

شذا ال ِعبرة وأريج التوا ُصل.

لقد انقضى عام ، ووِلدَ لنا في مذود الحياة عام جديد...عام مقموط

را ال ا،

 ع باألسرار ،عام نريده با ًّ

ًّ باألماني ، ُمسرب ل بالنور و ُمتلفّ

عاق

يحم ُل في حقوْي ِه الخير والهناءة والسالم، عام تسقط فيه ورقة التين

عن عْورة الظلم أينما ح ّل في األرض ، وتُد ّك فيه عروش االستبداد

، ويحتضر فيه الجوع والجهل والمرض.ُمتجبّر انّنا نرنو الى

عا م تتب ّخر فيه الدكتاتوريّة واستبداد األغلبية ال

التسل والتز ّمت والظالمية واالنانية ّ ،وتطير الى غير رجعة عهود ط

ودْو الحقوق والحريات، وانتهاك الحرمات والمقدسات. الضيّقة س

ب الحمائم بهديلها المرنان عنان السماء ِ نتوق الى عام تَشُق فيه ي ُض

وهضبات االرض ،عام تخض ّر فيه االماني وتنزرع البسمات على

ك ّل بقعة من ِبقاع االرض.ٌعام نكنس فيه الظلم ِشفاِه األطفال في

واالرهاب واالسلحة بك ّل انواعها واشكالها و ُمسمياتها!!ٌعام نو ّزع

فيه قدر المستطاع خيرات البالد على اصحابها وبالتساوي.

عام يحصح ُص فيه الح ّق اإللهي ، ويُبر ِع ُم فيه الخير ويزهر من

خالل ثناياه االمل.

عام ال نقول فيه سقى هللا تلك االيام ، بل نقول فيه :ٌ"ما احيلى هذه

االيام ، ورحم هللا االيام الخوالي بك ّل نورها وديجورها.

ا الى باقة من االمل حتّى ولو كانت اصطناعية

ما أحوجنا اليوم حقًّ

، خيالية ، حالمة، فيها الكثير من التفاؤل والقليل من الواقعية.

لكن ال بأس فاالشتياق الى االفضل والى االمل النابت على جنبات

قُدًما في مدارج االيام . اآلتي يشدّاننا الى التم ّسك بالحياة ،والسير

َم قال ْن

أ ّن االيام تسير القهقرى، وأ ّن الخير يتب ّخر من الدّنيا ؟!

من قال ا ّن االيام الخوالي كانت تا ًجا ر ّص َع جبين الماضي ؟!

والطُمأنين لك ّل ًال الى عالم جديد يحمل الخير والسالم ة اننا نتوق فع

البشر ، الى السود والبيض وال ُصفر وال ُح ْمر وشتّى االلوان.

وبصد الى َم ْن يزرع البسمات على شفاه الجياع ق اننا نتوق

والمظلومين والمرضى ، فيفتك بالسرطان الملعون ، ويقضي على

,ٌويُجه ُز على بُعبع اإلرهاب والداعشيين والجهل والتزمت.

االيدز ،ما اجم ّل أن نكنِ َز لنا في االرض أمالً وفي السماء زادًا ، فالمحبة

كانت وما زالت زاد المالئكة، وزّوادة الحياة الفُضلى وعنوان

الخير ، ورمز المستقبل األبهى.

بالمحبة وحدها نداوي االوصاب والعلل ونشفي الجروح والقروح .

جدا ال ِعداء ، ونقطع َر بالمحبة فقط نبني جسور التواصل ونهدم

وقُ ّط الطُرق. الدرب على اللصوص اع

,ٌمحبة يسوع ص

ّ بالمحبة فقط

ُمخل

ًى ال نعطي لإلنسانية لونًا

ٌ,

ومعن

ونُل حياتها بالحياة . ّون

لقد انقضى عام او كاد ووِلدَ لنا عام .

ونتهل به، وننتظر من خالله أمالً ّ لنا طف ل جديد ، فلنفرح ل ُو لقد ِلدَ

اخض َر.

وكل عام والجميع بخير.