حَكَمَ عَليَّ الزمانُ أَن أَكونَ سجينةَ الأَحزانِ

سِنينَ عَبَرتْ وَمَضتْ سَميّْت نفسي بَخنساءِ الزمانِ

ثَكَلتُ الإِبنَ والأَخَ وأَبناءَ الخال وَالوالدانِ

لَنْ أَنساهُم

لِيرْحَمهُمِ الرحمن

لَنْ انساهُم ما زالَ دَمي يَنْزِفُ والقلبُ في خفقانِ

ذَهَبتْ أمثالكُ يا ابا فطينْ يا لوْعةَ قلبي

يا حسرةً نفسي

جُرحُ فِراقِكَ في صميمِ القلبِ

لَنْ أَنساكَ

يا وردةً خميلةً تَفَتَّحتْ في حديقةِ جميلةٍ

قطفنها زَهرَة العمرِ لتكملْ حياة طويلةٍ

تَرَكتَ الدارَ وَزهرةُ الدارِ

فُراقكَ كانَ دونَ سابقِ إنذارِ

لَنْ أَنساكَ

قضاءٌ وقدرٌ منْ عندِ الرحمن

مُنْذُ الصِغرِ حَرْمَت عَطفَ الأَبوانِ

سِرتَ في دربٍ على خطى ونهجِ الأَبِ

لَمْلَمْتَ جراحكَ وَجَمعتَ من حولكَ أخواتٌ وإخوانِ

أَبحَرتَ على سفينةٍ كنتَ أَنتَ القبطانِ

لِيَرحمكَ الرحمن

جاء دورك في الرحيل

قَطَفَتكَ يد المنون قبلَ فواتِ الأوانِ

أَنعيكَ ونعيِّي ورثائي لك لم يكنْ بالحسبانَ

ليرحمك الله

سَيَظلُ ذكراكَ عِطرَ الدارِ

ذِكراكَ فطينٌ وادهمٌ وهزارَ في الجدرانِ

لَنْ أَنساكَ

حَمَلَّتك السلام لأحبابِ سبقونا بالإيمانِ

سلامٌ عليكَ يا أحمدُ

سلامٌ على راشدٍ بنُ احمدَ الثكلانِ

رُفعَ النعشُ

وَيَدايَّ تُودعُ مرفوعة ترتعشانِ

كأنكَ لم تعشْ

رَحَلَ أبو فطين

قضاءٌ وقدرٌ

نَم قَريرَ العينِ يا أبا فطينِ

قدرٌ مكتوبٌ على الجبينِ

أَصبَحْتَ على فطرةِ الإسلامِ

وَأَمسَيتَ في رحمةِ ربِ العالمين

لا تخزني يا أم أحمد نلقى الاحبةَ

حُراسٌ عند باب الريانِ

إصبري وإصطبري يا أم أحمد

وادعُ لهُ بالرحمةِ والغفرانِ

أقول لكِ كلما أشْعلت في قلبكِ النيرانِ

أثلجي قلبكِ بالدعاءِ وقراءةِ القرآن

لَنْ أَنساكَ

تبكيك أم شريف ودمعها يتساقط كورق الشجر في الخريف

تناديك أم نبيل ودمعها من ماقي العيون يسيل

أي شهر في السنة لم يمض دون بشرى الأحزان

لَنْ أَنساكَ يا أبا تحسين

فكان لك الأخ والأب والرفيق الأمين

وأخ إسمه عاصم. إرتسم على وجهه الحزن والألم

كيف يلملم جراحه وهو في غربته حزنان

سألتك ربي أن تؤنس وحشته

بزقزقة طير في الجنة اسم امه تغريد

وصوت قرآن مجيد

أي جرح يكاد أن يضمد وفجأة يتجدد

هي سنة الحياة

وقضاء وقدر من عند الله

ما أصعب فراق الأحباب

فراق الاحباب أصعب من لظى النيران

 

إبنة عمتك

تغريد نجيب حاج حجوج

( ام راشد)

كوكب أبو الهيجاء