أدب وشعر
20/01/2012 - 04:10:48 pm
كل بلدة بتصلها تذوق ثومها وبصلها بقلم : حسين الشاعر – شفاعمرو
موقع الغزال
رحم الله أجدادنا، حيث أتذكر حديث جدي عندما قال لي:" ابن لك بيتاً في كل بلدة عربية، وكل بلد بصلها تذوق من ثومها وبصلها، وفي بلدك ابن مركزك الاجتماعي والسياسي وحافظ على الجار، وحافظ على الشركاء، وان تكون نواياك صادقة مع نفسك ومع الآخرين وان تكف بعض الأشخاص عن لعب الأدوار والتلوّن وان تكف عن ممارسة دور اللعب على حلبة سامة مع استمرار اللعب في الحلبات الأخرى كبعض الشخصيات التي تسبح وتصطاد في المياه العكرة". قد يكون العنوان غريباً، ولكن بالرغم من ابتعاد الانتخابات للمجالس المحلية والبلديات أضحى المواطن يراقب ما يحدث في بلده عن قرب وينتظر التعثر ويتطلع الى الإخفاقات ولكن هنالك فئة تتطلع الى النجاحات والإنجازات.لقد مرت في عدة مدن وقرى عربية ثلاثة أعوام على الانتخابات الأخيرة وشهدت الساحة السياسية تحركات مكوكية وائتلافية و قوى أخرى أخذت معسكر المعارضة مركزاً لها، باعتقادي آن الأوان لوضع النقاط على الحروف وأن نسمى الأمور بمسمياتها، وخاصةً ان الرجل السياسي وبالأحرى المنتخب الذي فاز بالانتخابات عليه أن يمثل جمهوره و كل بلده على أكمل وجه ويقدم الخدمات لهم. لن أخوض في تفاصيل التركيبات السياسية في كل بلدة ولكني أدعو الجميع الى الاستشعار بالمسؤولية وتغليب مصلحة الجمهور على المصلحة الذاتية التي يتغنى باسمها البعض.ولكن من يراقب المشهد السياسي في وسطنا العربي يرى بعض القوى تمارس لعبة الأدوار المزدوجة ، وبالتالي تنعكس سلباً على القائد، بالرغم من النقاش السياسي والإعلامي الذي دار بيني وبين عدد من الزملاء حول الاستعدادات للانتخابات خرجنا بقرار في هذه المرحلة على الأقل يجب أن يكون الجميع على قدر من المسؤولية، والعمل للصالح العام.ولكن يتطلب من الزعيم والحكيم ان يدرك تماما من هي الأطراف التي ستؤثر في الشارع ومن هي القوائم التي تمثل أكثر من دور في الحلبة السياسية، ويجب وضع النقاط على الحروف من اليوم، وخاصةً أن المواطن في مجتمعنا دائماً يخمن ويتوقع ويحلل كيف ما شاء، من وجهة نظره الخاصة. إن التجربة في المعترك السياسي ليست نزهة على شاطئ البحر ولكن بإمكان الرئيس أن يشم رائحة النوايا في كل قائمة من أساسها وبالذات بعد أن تذوق من ثومها وبصلها، وفي نفس السياق الابتعاد عن النفوس البغيضة التي تحاول دائماً زرع فتيل الفتنة ومحراكاً للشر وهذه الفئة رائحتها كريهة بين المجتمع وحتى أن بعض القوائم أصبحت تشمئز من تلك التصرفات، فيجب أن يتحرك البعض للعمل للمصلحة العامة وكما قال لي جدي أن البصل له جذور في الأرض والثوم له جذور في الأرض فحافظ على الأرض الخصبة التي أوصلتك للثمار كي تحافظ عليك في كل وقت.
اضف تعقيب