مانيفستو الإمام

(10)

"ماذا فعلت بالوردة?"

يوسف حيدر

إمامي

لي شهية

كي أتذوق

ما يُشتهى من الحياة

مذ تركت الياسمين وحيدا

ما عدت افتح نافذتي

للعصافير

وللفضاء النحاسي

حينما فقدت صبري

لم اعد أتذكر ألوان

الألم

والغضب الراسي

في صدري

أحاول أن لا أحب أحدا

وأقيم بعيدا في الحلم

وأحاول أن لا أقرأ

جريدة الصباح

لأبدأ صفحتي من التعازي

كي احفظ سجل الراحلين

الليل لي

والنهار للآخرين

إمامي

ليس لي رغبة كي أتخطى

إرادة نملة

عنيدة

حين تغدو وحيدة

في اجتياز

حبة القمح

الثقيلة

إمامي

كيف أتحاشى الشذى

وأغيب عن البكاء

هذا مساء حزين

أراقب به

ما أشاء

وأتذكر ما لا يرى

وأكون لغة

غير مفهومة

وأكون الجنون

فيها كل شيء ذوى

الماء والتراب

والقرنفل والضحكات

والظنون

إمامي

أنا وحيد في السواد

لا احد هناك

لا احد هنا

لا فرح هناك

لا فرح هنا

سأصير يوما سيفا

يدعو الحمام الأبيض

إلى المجزرة

سأصير يوما حرفا

يدعو البلاغة الانتحار

على المحبرة

سأصير يوما

حتفا

يهرب من اسر

وقيد المقبرة

إمامي

كل ذاكرة الأيام تنسى

اسمي

ووقتي المبهم

يضيع

في ندم التاريخ

مثلي من مثلي

يركض من مخيم لمخيم

ولا يستريح

كحصان وحيد

عنيد هائج

يخاف

أن تسبقه الريح

إمامي

اقسم أن لا أكون دميتك وتعيسك

اقسم أن انزع تيجانك المزيفة عن كتفي

اقسم أن لا اسمع نداء المستغيث العاجز

اقسم أن لا اركض وراء أيمانك

اقسم أن اقلل عدد أعوانك

اقسم أن لا انطفئ من اجل سعادتك

اقسم أن لا ادمع دمعة واحدة على فراقك

اقسم أن لا أكون سجل فتواتك

اقسم أن لا أكون فريسة ظلك

اقسم أن لا أناديك

واقسم أن احمل هم بلادي بدونك

وان احمل هم العالم

من دون

هم كتابك

اقسم أن امشي وحدي

وآه من وحدي

الصديق الوحيد

الذي لم يخن

عهدي

واقسم كلما عثرت على عقلي

أن اهتف:

وجدت دربي

وجدت دربي

وجدت دربي

وجدت دربي

إمامي

أخيرًا

من قمة آلهة الكلمات

أسمو إلى بقايا بيان

ضل

وضلل

سأفني روحي بفتوى

الضياع بين الحروف

تتلألأ

في مدارات

الخيالات

قاطعا شكي بيقيني

اسبح حرا في لجة

الغيابات.

(انتهى الخطاب)

السبت 29/1/2011