تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
زائر تحت زخات الـمطر (للأطفال) أدلين أسعد- زهران
31 آذار 2019
بانت عليه منذ نعومة أظفاره جاذبية غير عادية، وبكل سهولة يبني علاقة ودّية فيألَفه الطير والحيوان.
تحت زخّات الـمطر الغزيرة، صادف يوسف زائرا غريبا واقفا على درج البيت، يرتعد من البلل، حمله بكل رأفة وحنان، نظره فرآه صغير الحجم غير متمرس في الطيران وأبواه يحومان يدوران ويسقسقان.
"ماذا عساي فعله؟" سأل يوسف.
الليل قد بدأ وأخشى عليه من قطة جائعة. فأدخله إلى الدار، وبرفق جفف ريشاته الزهية وأحضر له ما يلزم من طعام وافترش له كرتونة وجعلها مسكنا للزائر غير الـمنتظر.
قضى يوسف سهرته مع الصغير وعلى كفه وضعه. فصار يحلق في الداخل بضع أمتار ثم يعود إلى اليد الحنونة.
وفي الصباح نهض يوسف مسرعا يتفقد الصغير فرآه منتظرا يعزف الزقزقات، وحينما انتصف النهار حمل يوسف العصفور متجها إلى سقف البيت علّه يلتقي بأبويه مجددا.
وهناك كان الأبوان في الانتظار يرفرفان حول الدار، فترك يوسف العصفور وترقب من بعيد قدوم الأبوين نحو الصغير. وما أن تأكد بأنه آمن عاد إلى البيت يخبر أمه عما فعله.
بعد مضي دقائق معدودة إذ بالزائر يطلّ مجددا من الشرفة الغربية للبيت، ومطر السماء يتساقط بلا رحمة على جسده الطريّ. فخرج يوسف مسرعا نحوه مادّا يده وبسرعة قفز العصفور وتشبّث به. قد عاد إليه مجددا بعد أن أطلقه.
وللمرة الثانية يداعبه ويلاطفه، وقلبه يطير فرحا.
نظر إلى أمه وقال:" أرأيت قد عاد ". فلم تجب الأم بكلمة.
في هذه الأثناء لـمح يوسف الأبوين واقفين على دَرَبزين الشرفة.
حمله مرّة ثانية مع الكرتونة، صعد به إلى السقف منتظرا والديه هناك، وما أن لاحا الزوجان حتى تركه مجددا معهما.
انتظر يوسف وقال: أحبك يا صغير لكن حريتك لا يضاهيها حب.
|