X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
06/11/2021 - 07:32:40 am
الطمبوريّة - بقلم:حسن عبادي 

"الطمبوريّة"

بقلم:حسن عبادي 

كانت "شويعرة" في البدايات، أدمنت الشاشة الزرقاء فقتلتها الغيرة، بدأت تنقل الأشعار وتنسبها لنفسها، وأحيانًا تبدّل كلمة هنا وأخرى هناك، محاولة الحفاظ على الديباجة والقالب دون جدوى.

لجأت لتجديد شاكلتها كلّ صباح علّها تبرز بعضًا من مفاتنها، فلم يلمع نجمها على الساحة الثقافيّة، واستعانت بمشايخ الفيسبوك ليكتبوا لها أشعارًا ويكيلوا لها المديح ولكن، لا حياة لمن تنادي.

بكَت لمعالجها النفسيّ وهي مستلقية على سريره فنصحها بتغيير اللوك، وفعلًا توجّهت لأشهر طبيب تجميل وصالون للمشاهير في المدينة البعيدة، عملوا لها العمليّات وصبغوا وجهها بالألوان ومسخوها لتصير دمية مصطنعة، ومنها توجّهت لصالونات أدبيّة في بلاد بعيدة فتحت أمامها أبواب الشهرة ولكن سرعان ما بانت الحقيقة وكشفت عورتها، فدون تلك الأصباغ بدت "لا محظر ولا منظر"، والمنصة التي تستضيفها لمرّة تندم على ذلك ولا تعيد الكرّة رغم مديح أولئك المشايخ.

بعد إلحاح كبير من بكّائاتها رضخ منظّم إحدى الأمسيات الشعريّة في البلدة المجاورة ودعاها للمشاركة، فرتّبت حضور باص من أهلها وزملائها ومعارفها، يرافقها إعلاميّون وطاقم تلفزيوني مدفوعي الأجر، لتغطية الحدث التاريخي وما إن جاء دورها فإذ بعريف الأمسية يدعوها: "والآن مع الشاعرة الطمبوريّة التي قدِمت إلينا من بعيد"، فأجهشّت بالبكاء وأغمي عليها..

كتب إعلاميّ مرافق بعد "أن راحت السكرة وإجت الفكرة" في افتتاحية الملحق الثقافي: حين رأيت الطمبوريّة على خشبة المسرح جاءني ما قاله أبو القاسم الطنبوري في حضرة القاضي: "أريد أن يكتب فضيلة القاضي بيني وبين هذا الحذاء مبارأة شرعية على أنه ليس منّي، وأنا لست منه، ومهما يفعل هذا الحذاء فلا أؤخذ به أنا".

 (نُشرت القصّة في العدد الثاني، السنة السابعة، حزيران 2021، مجلّة شذى الكرمل، الاتّحاد العام للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48)







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت