X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
12/05/2023 - 01:50:48 pm
الحِصار قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم

الحِصار

قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم

كان إبراهيم ؛ الطفل الأسمر ذو الشّعر الفاحم والعنينين السوداوين الواسعتين وابن جباليا في القطاع ، كان ينتظر عيد الأضحى على أحرّ من الجمر ، ينتظر الأيام والدقائق لكي تمرّ ، وكثيرًا ما تبطئ فيتأفف ويتذمّر قائلاً : أفٍّ ما أطول هذه الأيام ؟ .
  وأخيرا جاء العيد ، ويا ليته ما جاء ، فالدموع منذ ذلك اليوم وهي تملأ عينيه ، وتُبلّل خدّيه.
   يبكي ويصرخ ...لماذا ؟!  أين هو ؟ ..ولماذا تأخر؟!
   وتجيب الامّ وهي تحاول أن تخفي دمعةً في عينيها.
 " الغائب عذره معه يا بُنيّ ..."   وتُتمتم بصوتٍ منخفضٍ  : لعن الله الشرّ ...لعن الله الحِصار .
  ويرفض إبراهيم أن يقبل الأعذار ، ويرفض أن يتناول طعامه !! هذا الطعام المُتبقّي في البيت !!   ...وكيف يقبل والعيد مرَّ جافًّا ، باهتًا  ، فلا نقود ، ولا العاب ولا هدايا ، ولا لحوم  ، والأهمّ لا كرة قدم ، نعم كرة قدم ، فالأب سافر كعادته قبل شهرين إلى مدينة ليعمل هناك .
 ويحاول إبراهيم أن يتذكّر اسم هذه المدينة  ، ولكنه يفشل ، فيروح يسأل امّه : 
  أين يعمل أبي  يا أمّاه  ؟ 
   نا.....تقول الام ...نابلس ...نعم نابلس يصرخ إبراهيم  ، إذن لماذا لم يعُد لنا من نابلس ؟ ألم يعدني بكرة قدم أثناء عودته ؟ ألم يقل لي أنَّ هديّة العيد ستكون كرة قدم مُلوّنة ؟ لقد مرّ العيد ، مرّ العيد يا أمّي وأبي لم يعُد .
وسالت دمعتان على خدّيّ الأم وهي تُعانق ولدها ؛ وحيدها وتقول: 
  سيأتي يا بنيّ ...قريبًا سيأتي ...قريبًا سيفرجُها الله ويفكّ الحِصار. 
   حِصار ..حصار  ...حصار  صرخ ابراهيم ..مَن هذا الحِصار؟    انّه يقتلني .....يُعذّبني  !!..أريد أن أراه لأسأله عن أبي وعن كُرة القدم ...خُذيني إليه يا أمّاه ...خُذيني إلى الحصار .
  وتبكي الأمّ ..ويبكي إبراهيم ..ويبكي البيت ..... وتبكي الثّلاجة القديمة الفارغة .




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت