أدب وشعر
07/12/2012 - 08:41:59 am
القطيعة نسمات لاذعة يكتبها : زهير دعيم ( خاصّ بكلام الأوّل )
الكتاب المُقدّس يحكي عن
القطيعة والعداوة بين البشر في أواخر الايام
.حيثُ تقوم امّةٌ على امّة ، وشعب على شعب.
أتُرانا في أخريات الأيام ؟!,
وهل بدأت هذه النبوّة تتحقّق, والاّ فما بال شيّمنا الشرقية الرائعة قد بدأت تتبخّر
وتطير ؟ ...فأنت لو راقبتَ من بعيد أو قريب علاقات الناس والبشر ، لرأيتَ بعينيْك
العداوة تضرب أطنابها بين أبناء الشعب الواحد والعائلة الواحدة، فالأخ يقاطع
أفراح أخيه ويتحجّج بألف حُجةِ وألف عُذرٍ أمام وسطاء الخير، هذا انْ وُجدوا!!
ما كانت الحالة لتحدث في الماضي البعيد وحتّى القريب،
فماذا حدث وماذا اصاب
القوم ، حتّى دبّت الفُرقة والعداوة في كثير من العائلات ، وضربت القُربى في الصميم؟!
ماذا دهى القوم حتى بات المُصلحون وأهل الخير ورأب
الصّدَع قِلّة ونُدرة،
فلا تجد من يرأب الصدع ويجبّر الكسور والخواطر ، وأضحى الفرد مُنطوياً على
نفسه وبيته ، وكأنّ المياه التي تجري خارج المجرى لا تهمّه بشيء.
لا دخلَ لي
يقولُ لك...دعني , ففي البُعاد عن الناس راحةٌ!!!
وتبقى العلاقات بين الأقارب
والجيران والطوائف مُهلهلة ، مُتوترة وأحياناً ساخنة تهدر وتفور كما البركان
.
من يُداوي الاوصاب، ومن
يعالج المشاكل والخلافات بين الأهل بالمحبّة ؟ أين
طارت النخوة العربية والشرقية الأصيلة وأين نحن من الكلمة الذهبية" تصالحوا مع
الله" ، بل مع إخوتكم البشر ؟
والأغرب من هذا وذاك ، انّ
القطيعة قد تمتدّ
على مدى الحياة، فيُقابل المرء ربّه وهو على خِلاف ٍ مع أخيه وابن عمّه وجاره ، ولو
بحثتَ في جذور المشكلة والخلاف لوجدت انّ الأمر تافه ، والاسباب باهتة ، وانّ هناك
مَنْ قد نسي هذه الأسباب ، في حين ظلّت القطيعة على حالها.
الاّ انّ الامر
المُضحك والمُبكي في وقت واحد ، انّ هذه العداوة تزول او تخفّ وطأتها عند فقدان
احد الطرفيْن ، فتجد الاخ المُقاطع والقريب المقاطع يقفُ يتقبّل التعازي ويذرف
الدّموع الحرّى المدرارة ، ويأبى ان يُكفكف هذه الدموع , فهو يموت حُبّاً بالفقيد،
انّ مُصابه جَللٌ!! اين المحبّة التي تتأنّى وترفق
ولا تُقبّح ، ولا
تحتدّ ولا تظُنّ السّوءَ، وتحتمل كلّ شيء ، وتُصدّق كلّ شيء ، وتصبر على كلّ شيء؟!.
أين طارت هذه المحبّة
الرائعة ، والتي تجلّت بالمُساعدة والحٍسّ المُرهَف
والمشاركة بأحلام الغير وأفراحهم وأتراحهم وأتعابهم؟
اين المحبّة الي
كانت تملأ أركان البلدة ، فيعيش الناس في طُمأنينة ، وتعيش الطُمأنينة في الناس؟
أين رجال الله ، أليست هذه هي إحدى مهمّاتهم الأساسية ؟ سؤال اطلقُ ساقيْه للريح
عساه يصل إلى العنان والقلوب!!