تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أكبر الصغار متضجّرًا يقرأ، استعدادًا للفحص المدرسيّ
القريب...
وُسطى الصغار أمام المرناة مشدودةً تتابع أحداث الحلقة
التسعين من مسلسل لا زال في بداياته...
أصغر الصغار متسمّرًا أمام الحاسوب ينتقل من موقع تواصل
اجتماعيّ، إلى آخر غير اجتماعيّ، إلى لعبة مُلْهِية...
كبيرا المنزل، ربّتُهُ وربُّهُ، يتابع كلّ منهما على حِدَةٍ
أعمالَه –وبعضَ لَهْوٍ- على الحاسوب، كتابةً وطباعةً ومراجعةً، وأحيانًا تشغلهما أعمال
منزليّة لا تنتهي...
كانت
الحركة خارج المنزل قد شُلّت. العاصفة والبرْد والبَرَد والمطر كلّها جعلت الخروج
شبيه مغامرة. على مضض وعلى اضطرار مكثوا بين الجدران. هم قلّما يجتمعون.
فجأة حلّ الظلام فتعطّلت الحواسيب والمرناة وكلّ ما اتّصل
بالكهرباء. بطّاريّات المحمولات تكاد تلفظ أنفاسها. طَوال ساعتين لا تيّار
كهربائيّ في المنزل وفي كلّ أحياء البلدة. المشغول والمنشغل والمتشاغل، اللاهي
والمتلهّي والمتضجّر، كلّهم في لحظة تجمّعوا!
أتت كبيرة المنزل بشمعة كبيرة بدّدت بعض العتمة في غرفة
الجلوس. وأخذ التذمّر والشكوى يملآن المكان...
يتساءل أكبر الصغار: "كيف سأدرس الآن"؟! فيجد
مَن يجيبه: "أتتك فرصة لارتياح مُتعِب لم تكن في الحسبان"!
يتساءل أصغر الصغار: "يا ألله! كيف سأُمضي الوقت
بلا حاسوب إن طال الانقطاع"؟! فيُجاب: "الكثيرون في دنيانا لا حاسوب
لديهم إطلاقًا"!
وتتساءل شقيقتهما: "يا ألله! ماذا مع
المسلسل"؟! فتُجيبها الكبيرة: "لا عليكِ! ما تبقّى أكثر ممّا مضى. حلقات
المسلسل المتبقّية أكثر من الحلقات التسعين الماضية"! ويضيف الكبير: "في
الغد ستعاد هذه الحلقة ذاتها مرّتين أو ثلاثًا"! ويذكّرها كبير الصغار:
"والإنترنت كذلك سيزوّدك بها. لا عليك! الخسارة ليست فادحة"!
وضحك الجميع... من القلوب ضحكوا... وتتابعت الأحاديث والمداعبات
دقائق ودقائق تجمّعت في ساعتين، هناك في غرفة الجلوس حيث تجمّعوا... في لحظةٍ تَحوَّلَ
المنزل إلى بيت! اشتدّ البرد والعاصفة والزمهرير في الخارج، وتسرّب الدفء إلى
الداخل، وأنارت العتمة المكان!
وتَساءَلَ مَن تَساءَل: أكان لا بدّ للضوء أن يختفي كي
يبزغ بعض نور؟!
15/1/2013