تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عادت رفيف الصغيرة ذات الفستان النيليّ الى البيت لاهثة، وراحت تقُصُّ على مسامع أخويها: فادي وساهر، ما سمعته من صديقتها رُلى بأنّ امّهم تحمل من السوق هديةً مُزركشة جميلة. فانبرى فادي البكر قائلاً : "صدّقاني بأنّ الهدية ستكون من نصيبي ، فأنا الأكبر وألام ترتاح جدًا في الجلوس إليَّ والتحدّث معي . ولا تنسَيا أنّ علاماتي في الشهر الماضي كانت عالية مُشرّفة ".
فلم يُعجب ساهر هذا الكلام فقال مُحتجًّا : "لا يا فادي ، حتمًا ستكون الهدية الجميلة من نصيبي ، فأنا الابن الذي تبني عليه العائلة الآمال في الموسيقى، فأنا كما تعلمان ،أشنّف آذانكم وآذان والديَّ بموسيقاي التي تسيل شجيّة . فالهدية من نصيبي دون شكّ .
انفجرت رفيف الصغيرة صارخةً : " لا حقّ لكما، ولا صدق في أقوالكما ، فأنا الابنة المُدلّلة ذات الضفيرة الشقراء . وأنا التي تملأ البيت مرحًا وفرحًا كما تقول امّي . انا صاحبة الهدية !!"
طال النقاش الى ان عادت الامّ من السوق ، فسمعت اصوات الجِدال والنقاش من الخارج تملأ أجواء البيت، وما أن دخلت حتّى سكت الأطفال الثلاثة وانتظروا أن تتجه لأحدهم بالهديّة ،ولكن شيئًا من هذا لم يحدث ، فقد ابتسمت الام ابتسامة عريضة وقالت :" لقد سمعت يا أحبائي بعضًا من جدالكم وأنا بعد في الخارج ، ولكن يُؤسفني أن أقول أنّ أحدًا منكم لم يُصِب الهدف ، فالهديّة المُزركشة هذه ستكون ستكون من نصيب عامود البيت ، الذي يتعب ويشقى كثيرًا من اجلنا .
انفجر الأطفال ضاحكين ، وطلبوا بإلحاح أن تفتح الامّ الهديّة ، ولكنها رفضت بلُطفٍ : "لا يا أبنائي ....في هذا المساء ، وعندما يعود الأب مُتعبًا ، سنُخفّف من تعبه بالهديّة المُزركشة ، وعندها فقط ستعلمون سرّها "
فهزّ الأطفال رؤوسهم، والابتسامات تملأ وجوههم.