تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الجواب
نعم هناك إمكانية لتحقيق السعادة فالرسول صلعم قال " احرص على إسعاد غيرك تكن
أسعد الناس". نفهم من هذا القول بأن العلاقة مع الآخر هي المدخل الأوّل
للسّعادة، فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبيعته، باحترام الآخر ومحبته، والحرص على
مصالحه، وإعطاءه الإحساس بالثقة والأمان، فلا نغتابه، ولا نغشه، بل نعززه، ولا
نبخسه أشياؤه، ولا نحسده، ولا نحاول إفشاله فيكون المردود من جانبه مماثل في
الغالب لما فعلنا معه، فيبادلنا الاحترام، والمحبة، والثقة، والأمن، لأن العقل
السليم ينحو دائمًا الى اختيار الحقيقة، فما جزاء الاحسان إلا الاحسان، مما يؤكد
معادلة متكافئة لهذه العلاقة، وهنا نمتلئ كلانا بالسعادة، ونتذوق طعمها وحلاوتها. فالبحث
عن السعادة من الغرائز القوية عند الإنسان، وهو في حالة مستمرة ودائمة لتحقيقها،
فكل مخلوق بشري يصبو الى السعادة. من هننا نقول بأن السعادة لا تحقق بالحظ ولا
بالصدفة ولا عفوًا، فالإنسان بطبيعته يتأثر بما يحيط به، يشعر ويحس، ويرى ويفكر،
يستنتج ويفعل، يأمل ويعلم ويجهل، يصيب ويخطئ، يعجب ويحتقر الخ...
لا شك ان
البشر متساوون بإنسانيتهم، لكنهم مختلفون بقدراتهم ومهاراتهم، بطموحهم وكسلهم،
بجدهم واهمالهم، بحرصهم وفوضتيهم، بثقافتهم وجهلهم الخ...
لذلك أرى
بأن أول خطوة على طريق تحقيق السعادة تتوقف على معرفة الفرد لنفسه، بمعنى أن يعرف
ويتعرف على قدراته وإمكانياته ومميزاته ومهاراته ومعرفته، بما يصبو اليه من عمل،
عندها يحدد الوسائل والاليات التي يجب أن يتبعها لتحقيق ما اختاره وحدد من أهداف
يمكنه تحقيقها، فيبدأ مطمئناً ولا يشعر بالخوف والتردد، ولا يسيطر عليه الاحساس
بالفشل. فالمثل الشعبي يقول " على قد فراشك مد رجليك" هذه الطريقة
بالتأكيد تؤدي الى النجاح والنجاح أساس السعادة.
أما
النمط الذي يبحث عن السعادة بخياله وتمثيله فقط ولا يعرف قدراته وإمكانياته ويحدد
لنفسه أهداف وامال واحلام بعيدة المنال، لا يمكن تحقيقها، عندها يقطف الفشل،
والفشل نقيض السعادة، لأنه يفتقد الى المعرفة وإحباط وعندها يصبح إنسانًا تعيسا.
باختصار فالشاعر يقول
" لا تحسبن المجد ثمرًا أنت اكله لن تبلغن المجد حتى تلعق
الصبرا"
أما
الخطوة الثانية لتحقيق الساعدة ولذة حلاوتها، تعتمد على نفسية الفرد، لان النمط
الأوّل كما بينّا اعتمد على القدرات والفهم والجد والنشاط وتحديد أهداف ممكنة كما
ذكرنا. أما هذا النمط التي تتميز النفسية بالغيرة والحسد والانانية وحب الذات،
مراقبة الناس ومحاولة إفشالهم واستغابتهم والبحث عن كل ما يرى أنه يفشلهم، منطلقًا
من مبدأ أنا فاشل فلماذا لا يكون سعي بإفشاله فيصبح مثلي ونرتاح منه. مهما اقول أن
هذه الصفات كالحسد والغيرة والأنانية والاستغابة والكراهية للآخر تحتاج الى جهد
وعمل لا يقل عن الجد والاجتهاد والطموح والعمل بفهم ووعي. فهذا الذي يتميز بالصفات
السلبية مصيره محتوم ويحصد المرارة والفشل، ويمضي حياته تعيسا "من راقب الناس
مات هما" والشاعر أبو تمام يقول:
"
الحسد كالنار تأكل بعضها بعضًا إن
لم تجد ما تأكله"
وحكيم
اخر قال خيرًا لك أن تكون محسودًا وليس حاسدًا، فالحسد والغيرة والاستغابة
والانانية يحذرنا منها الله سبحانه وتعالى حيث يقول: " من شر حاسد اذا
حسد" ويقول " لا يغتب بعضكم بعضًا".
من هنا
نقول بكل تأكيد، هناك تنافر بين السعادة وبين الحسد والكراهية والانانية
والاستغابة فهما ضدان لا يلتقيان.
في مقال
تابع سأتطرق الى أنواع السعادة في حياتنا وهي متنوعة وكثيرة منها العملية،
الوجدانية، الفردية والفكرية الخ ...