نعم، بيتي نعمة.. وأشعر  بين جدرانه براحة أكثر من أي مكان آخر، أقرأ وأكتب وألعب مع الأولاد.. ولكن لا أقصد التحدث عن بيتي بحجارته وجدرانه والوانه وحجم الصالة، إنما اعني تلك اللبنات التي تحتضنه، وتلك النفوس التي تترعرع كل يوم ويعلو بناؤها البشري وليس بناؤها الحجري.. بناء الأبناء على البر والإحسان والإيمان.. وما اجمل ان نتوج بيتنا بالشهر الفضيل بالطاعة والسلوك والأخلاق في أجواء من المشاعر الدينية.

في هذه الأيام العشر الأولى للشهر الفضيل ننشط في التفكير يومياً كيف ستكون المائدة والبعض يتسابق على تصوير المائدة الأجمل ونرسلها عبر الفيسبوك الى أصدقائنا كما تنشط الأسواق ويغدو الليل كالنهار كله حركة وحياة بيننا..

في البيت لا يستغني الأب أو الأم أن يربوا أبناءهم على سنن الفطرة والنظافة وآداب الاغتسال والطعام فإنها أسس هامة في بناء البيت، وعلينا ان نعلمهم الوضوء والصلاة وتلاوة القرآن وهذا يترتب عليه جهود كبيرة للوالدين.

لذلك علينا ان نعمر بيوتنا بالعلم والإيمان، فكلاهما سلاح الدنيا، إن عمرت بيتك بالعلم والطاعة فأعلم عزيزي القارئ أنك في نعمة في الدنيا والآخرة.

ولكن لو نظرنا الى غالبية المجتمع من خلال الفيسبوك ومشاهدة بعض المسلسلات.. فنجد لديهم همة ونشاطا وعزيمة لا توصف نحو التنافس بين الأفراد بالأقوال والصور، ولكن هل سيبقى هذا التنافس والعزيمة في التنافس على فضائل رمضان وفي اعمالنا وصلاتنا وأداء الفرائض الدينية والإيمانية.

إذاً علينا أن نتميز بهذا الشهر الفضيل عن الأشهر الماضية، ان نتميز في الأداء الكيفي قبل الكمي، يجب ان نحرص على الصوم الحقيقي والصلاة بوقتها والحرص على الأذكار.

وأخيراً.. ومن خلال هذه السطور القليلة واتمنى ان تكون هادفة، أؤكد ان الوالدين هما أفضل نموذج للأبناء لذلك، إذاً على الآب ان يكون قدوة واسوةً لأبنائه بخلقه الحسن وبمحبته لهم ولكل العائلة حتى يشعر بدفء البيت، لأن البيت أحلى بهذه الأجواء الروحانية والإيمانية والتعليمية، فليكن شهر رمضان شهر الخير والمحبة والتآخي والتسامح ابتداءً من البيت، وليكن شهر القرآن وهو طريقك الى الريادة الإيمانية.