X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
10/09/2015 - 11:36:52 pm
أفكار للحل وليست فشّة خلق

محمد بهلول

على الرغم من العودة النسبيّة إلى الحياة الطبيعية في مخيم عين الحلوة عقب الأحداث الأمنيّة الأخيرة (22 آب)، إلا أن حالة التوتّر والخوف لا زالت هي السائدة بين أوساط السكّان، ويتجلّى ذلك بالانتقال الكبير لأعداد الطلاّب إلى مدارس الأنروا خارج نطاق عين الحلوة، واتّساع حالات تبديل السكن من داخل المخيّم إلى خارجه. ان غياب الحلول الجدّية والإفتقار إلى اقتراحات واقعيّة يلعب عائقاً واضحاً أمام إعادة الثقة إلى النّاس وتجديد دورة الحياة الطبيعية.

من المفيد القول، ان خطورة  الأحداث الأخيرة كانت في امتدادها الجغرافي ليشمل كافّة أحياء المخيّم (لأوّل مرّة منذ سنوات طويلة) والذي ترافق مع تصريحات وتسريبات إعلاميّة حول الحسم النّهائي، وغني عن القول أن الحسم من أي طرف هو أبعد عن الواقع والحقيقة ليس بسبب وقائع توازن داخليّة فحسب، إنما أيضاً بفعل  عوامل خارجية، وهذا ما يدعو جدّياً الحريصين من قوى سياسية ومجتمعية ومبادرات شعبية وحتى أفراد للعمل الجاد والمتواصل لتقديم اقتراحات وإيجاد حلول واقعيّة تضبط قواعد التعايش الإجباري المفروض ولذلك فإن عنوان "المخيّم للجميع" إنما يدل على مصلحة وطنيّة وشعبيّة شاملة لا يجب النظر إليه إنطلاقاً من تصنيف "جلاّد وضحيّة".

لا شكّ، أن الأحداث الأمنيّة العبثيّة والمتكرّرة تشكل تبخيساً لتضحيات شعبنا وتقزيماً لأهدافه وتطلّعاته الوطنيّة وادخال جوّ اليأس والإحباط على أهلنا ونشر أجواء الرعب والخوف بين أوساط السكّان، مما يشكّل ممرّاً طبيعيّاً لأعداء الشعب  للتسرّب وتمرير مشاريع مشبوهة. لذلك فإن من المفيد على الجميع، طرح توصيات وأفكار واقعيّة تهدف إلى العمل المتدرّج لإعادة الأجواء إلى طبيعتها ونشر أجواء التفاؤل بين الناس.

وغنى عن القول في هذا السّياق، ان الغياب الواقعي لإمكانيّات الحسم على الأرض يجب أن تجد منطقيّاً صداها في غياب الحسم في الاقتراحات والمبادرات، فلا يجوز على الإطلاق طرح مبادرات ومطالب تفوق القدرة السياسية والفصائليّة، على إنجازها،  فليس بالإمكان  التحويل الفجائي للمخيم من الحالة الموجود فيها بتشابكاتها وتناقضاتها وموازين القوى إلى "سويسرا" مثلاً بجرة قلم، فمثل هذه المبادرات والإقتراحات محكومة بالفشل مسبقاً، وما هي إلاً فشّة خلق لا تغنى ولا تسمن من جوع.

على هذا الأساس، فإن الترحيب ب بيان الشباب المسلم الذي صدر قبل أيام، ينطلق من هذه الزاوية تحديداً، وعلى رغم العديد من الملاحظات عليه شكلاً ومضموناً وأداء على مرّ الأيام، إلا أنه خطوة بالاتجاه الصحيح يجب المراكمة عليها من خلال الحوار والضغط ودعوة من هو قادر وتحديداً القوى الإسلاميّة والمبادرات الشعبيّة لتطوير هذا البيان وتحويله إلى مبادرة واضحة بعناوين محدّدة.

وهنا أيضاً، لا بدّ من مباركة الجهود التي تقوم بها القوى الإسلاميّة وتصريحها الإعلامي بأنها بصدد إطلاق مبادرة للحلّ، وهنا لا بدّ أن نشير إلى أن انتشار أجواء التفاؤل وتسارع عجلة الحياة الطبيعية انما يتوقفان على ان تضمن القوى الإسلاميّة تعهّدات الشباب المسلم، وهو ما سيفتح المجال للإنطلاق باقتراحات ومطالبات محدّدة تجاه الجهات الأخرى.

ان دعوة كل الفصائل والقوى السياسيّة الوطنيّة والإسلاميّة بما في ذلك الشباب المسلم إلى إصدار مواقف علنيّة واضحة تدعوا إلى نبذ استخدام السّلاح في حلّ التناقضات والتجاذبات العقائديّة والسياسيّة، وإدانة كلّ عمليّات الإغتيال والقتل والدعوة الصريحة لتسليم أي مدان من خلال لجان التحقيق أو إجماع القوى السياسيّة أو المعرفة الشعبيّة والإعلاميّة الواضحة هو الممرّ الإجباري الوحيد لتنظيم التعايش بين كافّة الأطياف السياسيّة والمجتمعيّة والإرتقاء بشعار المخيّم للجميع إلى واقع مجسّد يعيد إليه بريقه كعنوان وطني وسياسي يمثّل النسيج المجتمعي الفلسطيني المتكامل، وحقّ سكّانه بالعيش بطمأنينة وأمان تمهيداً لإعادة أخذ دوره الطليعي والطبيعي في النضال المتواصل لإنجاز تطلّعات وأهداف شعبنا الوطنيّة.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت