ثقافة السلم المجتمعي تتجسد في وحدة البلدة

مقابلة د. عزيز سمعان دعيم

مع الأستاذ محمود حاج

في مجال السلم المجتمعي

المربي والأستاذ محمود حاج هو مدير مدرسة ابتدائية عبلينية متقاعد حديثًا، وله تجربة طويلة في عملية التربية والتعليم، إنسان دمث الأخلاق وجميل المحضر. في مقابلتي مع الأستاذ الفاضل محمود حاج والتي تمحورت حول ثقافة السلم المجتمعي، يعتبر الأستاذ محمود حاج أن ثقافة السّلم المجتمعيّ هي أن يعيش الناس بأمان ومحبة وتسامح وترابط اجتماعي في الأفراح والأتراح. وأن نشر ثقافة السّلم المجتمعي في المدرسة أو المؤسسة التربويّة تتم عن طريق ايصالها للطلاب من خلال حصص التربية الاجتماعية، والفعاليات التربوية، وتعزيز القيم الإنسانيّة، إضافة لنشرها للأهالي من خلال المحاضرات. وكما ويشير لأهمية دور رجال الدين من الطوائف المختلفة في تواصلهم وحوارهم المشترك حول أهمية الترابط الاجتماعي بين إفراد مجتمع المدرسة. ويؤكد أنّ دور الإدارة المدرسية في نشر ثقافة السّلم المجتمعي هام جدًا، إذ من المهم أن تكون البلدة وحدة واحدة تربطنا معًا علاقة الصداقة والأخوة، ولا يستطيع أحد أن يفسخ بيننا، أو يضع شرخًا بين أطياف وشرائح المجتمع. يشير الحاج لأهمية التكاتف وانفتاح الناس للمحبة والتسامح كأهم عوامل لنشر ثقافة السلم المجتمعيّ، أما الأمور المعيقة والعقبات فتتجلى في الأمور السياسية، والانتخابات المحليّة، والتشرذم في المجتمع، زد على ذلك المصالح الشخصيّة، و(الأنا) بمفهوم الأنانية. وفي طرحه للحلول يشير إلى ضرورة تنشيط العلاقات الاجتماعية بين الطوائف والعائلات، إقامة لقاءات مشتركة بين الطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانويّة، وتفعيلهم معًا من خلال أنشطة بلدية، ومعالجة الأفكار المسبقة. ومن الأنشطة الإضافية التي يقترحها لدعم ونشر ثقافة السلم المجتمعي التوعية للإبحار الآمن في الإنترنت، وإقامة محاضرات من قبل رجال دين للطلاب. ويختتم الأستاذ محمود الحاج برسالة يؤكد من خلالها أن نشر ثقافه السلم المجتمعي تبدأ من البيت، بتشجيع ثقافة الحوار، واحترام الرأي الأخر، وتقبل الآخر، والابتعاد عن التعصب بجميع أشكاله. لكي نحقق السلام ونصل إليه علينا أن نتحد جميعًا من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، وعلى كلّ منا عليه أن يتصالح أولًا مع نفسه، وأن يكون محبا للناس والمجتمع.