تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
لنعبر عن نقمتنا على حفاري القبور، بالنداء الجديد للاحياء، فشظايا نهضتنا ستحرق عليهم قصورهم البلورية، التي ما عمرت الا بسواعد العمال وعرقهم وكدحهم، الا بوجعهم وألمهم البروليتاري .
وخيارنا الاوّلي كان وسيكون وسيبقى لصالح العمال وقضيتهم معمرو البلاد ...!
وآن الاوان لدوامة الحروب والعنف المصطنعة ان تتوقف وتنتهي، تلك الدوامة التي يلجأ اليها حفارو القبور للخروج من ازماتهم، وعلى عالمنا البروليتاري ان يتوحد حتى يخلق السياسة الجديدة والبديلة التي تقوم على وحدة العالم وتضامنه الاممي على اسس العدالة الاجتماعية، وتوزيع الموارد العادل على جميع الناس، وترشيدها لضمان قلع الحاجة والفقر والجهل من حياتهم وحاضرهم ومستقبلهم. وحدة العالم وخاصة على اتحاد وثيق ومتوازي مع "العالم الثالث". والهدف الاول لتوحيد قوى العمل والسلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية هو تهميش السلطة الاقتصادية للسيّد الحالي في البيت الابيض، وهذه هي نقطة ضعفه التي يبني عليها قوته العسكرية الضاربة، طويلة اليد واللسان، ومتطورة التدمير والموت والخراب. وحتى يبنى المشروع بشكل منظم وخطوات، تعمل على تحقيقها الاحزاب اليسارية المنحازة حقا لمهام الطبقة العاملة الديمقراطية والثورية،بتضامنها واتحادها الاممي وتنفيذه في كل بلد وبلد وموقع وموقع في هذا العالم الفسيح الرحب، الذي غدا قرية صغيرة قريبة بسبب الثورة العلمية التقنية، والمعلوماتية والقمرصناعية المتطورة ... وعلى الخطوات هذه ان تبدأ:
بالحرب الاقتصادية بزيادة الكساد الاقتصادي الامريكي وتقليص السوق الامريكية عن طريق السلاح الاول .. المقاطعة وعلى المستوى الغذائي اولا والعمل على تحرير تبعية الدول الغنية والمصدرة للنفط بأمريكا.. وتحويل وجهتها نحو اوروبا الجديدة واستغلال موارد نفطها وثروتها في تطوير وتعليم وتغذية شعوبها الجائعة وبناء نظام يختلف عن نظام الارغام الذي يتبعه صندوق النقد " والعبودية" الدولي، وبنائه على اساس المقايضة والانتاج والتخلص من طغيان العملات الاجنبية التي يجري على اساسها المقايضة .. فتعالوا ايها المناضلون ضد العولمة والاحتكار الامريكي البغيض نبدأ بالكوكا كولا والافلام والاسطوانات الامريكية والمكدونالدز والسيارات وحتى المخدرات الامريكية وغيرها وغيرها لنتحرر ولنغير من نهج حياتنا الذي يغلب عليه النمط الامريكي. هكذا بالمقاطعة بامكاننا ان ننتصر على امريكا بدون سلاح، فلا نحتاج الى صواريخ ولا دبابات ولا قنابل ورصاص بل الى ارادات حرة متحدة متحررة .. والمقاطعة ليست عنيفة وبامكانها ان تكون موجها، تحيي الصناعات، التي قتلتها المنافسة الامريكية في كل بلد وبلد وتنعش اقتصاده وتحيي علومه وثقافته، وتبني تراثه الجديد " المبني على الانسان فقط الانسان الجديد الحر المتعاون الواعي " والشبعان" . وفي المقاطعة ايضا استغلال واستهلاك ما نحتاجه كضروري لحياتنا لا كمالي ..فبأمكاننا من رحيق الحبق وزيته ان نصنع مزيل الرائحة الكريهة العربي...! ... والكفاح من اجل التضامن والحوار والاعتراف بالآخرين الشمال والجنوب وانتهاج منهج الاخصاب المتبادل للثقافات ... المقاومة والادانة الدائمة لاسطورة ديمقراطية السوق وايجاد وخلق ارستقراطية التضحية.
" وعي الخلاص "
(فارس التحرير بالكلمة.. فارس الحرية الشهيد غسان كنفاني 1936-1972)
متى يموت العجز في حياتنا؟!
رغم ما قدمه كل الابطال والرجال والفرسان من تضحية.. جعلتهم يشهدون على عصرهم... وشهداء بمدادهم ودمهم!
لا بد من كلمة ليست عابرة.. عن فارس الحرية.. الشهيد غسان كنفاني (1936-1972) وسط سخونة القضية الفلسطينية…
المولود في عكا سنة 1936، وغادرها مهجّرا، لا مهاجرا سنة 1948، اثر مذبحة دير ياسين، وحط به الرحال مع اهله وقومه في منطقة الغازية، بالقرب من مدينة صيدا (عاصمة محافظة لبنان الجنوبي)، ومنها كان له رحيل الى دمشق، وعَود على بدء الى بيروت التي شهدته شهيدا في 11/7/1972.
هذا الصحافي، الفلسطيني العربي، الفنان والاديب، والمثقف العضوي والناقد الملتزم، والمقاوم الحر لاجل تحريرين، بالكلمة والبندقية، في هذا الشهر الساخن، تناثر جسمه داخل سيارة مفخخة، اشبه بارض فلسطين التي لم تكف عن التفجر والالتهاب والغليان وحتى اليوم.
هذا الجواد العربي المقاوم!
فارس التحرير بالكلمة، والذي ترأس تحرير مجلة "الهدف"، يوم صار ناطقا رسميا بلسان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
السياسي غسان كنفاني، الصحافي الفنان، الباحث، المسرحي، القاص الروائي، الشاعر غير المعلن.
عشية حرب حزيران، وضع سنة 1966 في التداول كتابه البحثي الاول: "ادب المقاومة في فلسطين" مقدما صورا عميقة لمواجع الاهل هناك، مقاومة متواصلة، حتى الصمت، وشعر ونثر، وادب قصصي ومسرحي، وعادات وتقاليد، وحتى ازياء وملابس لا تغير الوانها ولا اشكالها، فتسهم بمقاومة ما. فكان هذا البحث الاضاءة الاولى والمهمة لوعي ثقافي عربي يستعلم عن فلسطين وشعبها ومآلها، وردا على الخطاب القومي العمومي، عبر المحطات الاثيرية الضاجة الجاهلة بما يجري داخل الوجع الفلسطيني. وبعد سنة 1967 فتح لنا فرصة التعرف على الوجه النقيض للمقاومة الفلسطينية، فالف كتابا بعنوان "في الادب الصهيوني" فاتحا وجها آخر لوعينا وعي العدو كما هو بالاضافة لوعي الذات بالذات.
ومن شان النرجسية ان تفرض عماهة على وعي الذات، وتشويها لوعي الآخر، بحجة انه خصم او عدو مبين، مبرزا شجاعته في نقد الادبين الفلسطيني والصهيوني.
فعاود سنة 1968 التركيز على "الادب الفلسطيني المقاوم" لا سيما المعاصر بعدما قضى ثلاثة اعوام ونيف على انطلاقة الرصاصة الفلسطينية، ثم انطلاقة المقاومة الثانية بعد سنة 1967 وفي العام 1970 تناول "المقاومة ومعضلاتها"، وبعد استشهاده صدر له سنة 1974 "ثورة 36- 1939".
وتصديا لمحاولات تغييب الشخصية الفلسطينية تمهيدا لالغائها، نبغ غسان كنفاني بالرغبة الابداعية الصارمة، الى تجديدها واحيائها بمجموعاته القصصية التي خلفها، خمس مجموعات وضعها بين 1961-1968 مثل "موت سرير رقم 12"- 1961، و"ارض البرتقال الحزين"- 1962، "عالم ليس لنا" - 1965، "عن الرجال والبنادق"- 1968 و"القميص المسروق".
هذا الروائي المميز الذي بدأ قاصا.. روائيا في آن، والذي لم تنته رواياته حتى بعد رحيله، حيث نشرت في حياته بين 1963 و 1969 واشهرها التي نشرت سنة 1963 "رجال في الشمس"، التي حظيت باهتمام فني ونقدي كبيرين ومثلت على المسرح عدة مرات، ثم اصدر سنة 1966 رواية "ما تبقى لكم" ورواية "العاشق" (مرحلة حبه لغادة السمان حسب رسائله سنة 1963 – سنة 1966)، وفي العام 1969 صدرت روايته "عائد الى حيفا" و "ام سعد".
وفي اواخر ايامه، وعله كان يدري، ترك روايات تدل على توجهه العميق في اتجاه الارض: سقوط الجليل، برقوق نيسان، الاعمى والاطرش، من قتل ليلى الحايك؟ (رواية منشورة سنة 1980).
هذا اللاذع الذي اكتشف اهمية "السخرية اللاذعة" في تقويم الاعوجاجات الفكرية والسياسية والاجتماعية المرافقة لحياتنا في تلك الحقبة، حيث كتب لعدة صحف ومجلات مجموعة مقالات ادبية ونقدية ساخرة جمعها وقدم لها الاديب المناضل محمد دكروب ( فارس فارس: غسان كنفاني، دار الآداب بيروت سنة 1996) حيث تقع هذه الاعمال ما بين سنة 1965، سنة 1972 من حياة الكاتب.
لهذا المسرحي المقلّ ثلاث مسرحيات ظهرت في نصوص، ولم تفرض نفسها - بقوة - داخل المسرح العربي المعاصر، لا سيما المسرح السياسي الملتزم، او المقاوم، كان ظهورها ما بين سنة 1964 و سنة 1967: مسرحية الباب 1964، جسر الى الابد سنة ،1965 القبعة والنبي سنة 1967، ومن ابطالها الارقام والمتهم والشيء:
يقول الشيء: "تعساء لاننا لا نتألم ولا نموت؟
المتهم: نعم!
الشيء: لا بد ان خطأ ما موجود في عقولكم، او انكم تجيدون الاحتيال بصورة فريدة.
المتهم: ان الشجار لن يجدينا نفعا.
الشيء: حين تحدثت عن الشيء الذي سميته امرأة، كان وجهك يشرق بتوجه غريب، ان هذا الشيء كما يبدو لي اغلى كنوزكم". (ص 34).
حين انفجر اللغم الذي وضعه الاعداء في سيارته، قتل غسان، وكتموز وادونيس، الهي الخصب في الاساطير القديمة، كان غسان شابا جميلا يقتل قبل الاوان. ولكن الطبيعة لم تبكه، كما تقول الاسطورة اليونانية، ولم تنتحب عليه نساء اورشليم عند الهيكل كما ورد في العهد القديم، ولن يبعث غسان ثانية الى الحياة الدنيا معلنا عودة مواسم الخصب والنماء للارض.
فما كان غسان اسطورة بل كان رجلا فلسطينيا يحمل قلمه وبندقيته ليدافع عن حق شعبه في التحرر.
اقول ما بكته نساء اورشليم عند الهيكل بل سارت نساء فلسطين مع رجالها، يحملن البنادق على الاكتاف ويزغردن، كن يزغردن. وينشدن الاهازيج، فان كان غسان قد قُتل فها هي الامة تنبعث وتنهض.. تحتضن شهداءها.. وتستمر مستكشفة لها طريق وعي الخلاص.
(تمت كتابة هذه السيرة استنادا على مصدرين: موسوعة اعلام العرب المبدعين في القرن العشرين من ص 995-999. وبحث الدكتورة رضوى عاشور (الطريق الى الخيمة الاخرى) دراسة في اعمال غسان كنفاني).
"ظاهر العمر والتاريخ المنسي "
ظاهر العمر الثائر ضد الحكم العثماني الجائر .. ثائر من اهل البلاد ... آمن بالوحدة العربية وعمل على تحقيقها في عصور الانحطاط والتخلف الذي زرعه الباب العالي العثماني.
كثير من المدرسين للتاريخ العربي الحديث يمرون بهذه الحقبة سريعا، ولا يعيرونها الاهتمام، من منطلق انها حقبة مظلمة من تاريخنا الحديث، ويتناولونها باشارة بسيطة انه " كان في عكا حاكم يسمى ظاهر العمر اتصل بالشهابيين فاحبوه... الخ " ،ويقف عند هذا الشرح المقتضب القصير، بدون التطرق للحقبة التاريخية والاتجاهات السياسية والاجتماعية التي سبقت ظهور الزيادنه في اواخر القرن السابع عشر وما صاحبها من حزبيات وعصبيات في ظل " الاقطاع"، ولا الخصومات الداخلية في الجليل، كالاحتراب القيسي – اليمني، التي رفعت ظاهر العمر، واباه عمر من قبله، الى سدة الحكم، ولا الاثر الذي تركه في بلاد الشام وتجرؤه على مقاومة ومقاتلة الدولة العثمانية، اكبر دولة في العالم آنذاك كانت حدودها تمتد من اواسط اوروبا غربا حتى ايران شرقا بما في ذلك الجزيرة العربية وشمالي افريقيا بكاملها، متحديا اعظم حاكم في ذلك العصر وهو السلطان" سليل آل عثمان ووارث الخلفاء ... سلطان السلاطين وخاقان الخواقين مانح التيجان المسيطر على البحرين الابيض والاسود ومالك آسيا والبلاد العربية وافريقيا واوروبا، اخو الشمس وابو النجوم وابن عم القمر وظل الله الظليل على الارض"، في وضع كله اسى ويحز في النفس ان تستطيع تركيا ذات الرقعة الضيقة والموارد المحدودة التحكم في شعوب العالم ونهب خيرات بلادهم مئات السنين . واكتفائه بالقول ان احمد الجزار كان ظالما بل مسرفا في الظلم مهملا العوامل السياسية التي وقفت خلف هذا الحكم الجائر. ان ثورة ظاهر العمر الزيداني على الحكم التركي، كان الدافع الاول والمباشر لها، الظلم الذي لحق بالفلاحين من جراء اساليب التراك والاقطاعيين العرب الفظة في جباية المال الميري التي كانت تصل في اكثر الاحيان الى النهب. وكانت مظالم الجزار بمثابة تطهير، اوعز الجزار باجرائها لاجتثاث جذور الحركة التحررية من ارض العرب وابادة قادتها وانصارهم.
لذا على الكتاب والمؤرخين التماشي مع حاجات الشعب العربي واوضاعه في مختلف اقطاره، وعلينا التوسع في ان يقابل بين ظاهر العمر وبين احمد الجزار من حيث وظيفة كل منهما ففي حين كان ظاهر العمر الزيداني، شيخا اقطاعيا ثائرا من اهل البلاد، واحمد باشا الجزار موظفا تركيا مرتزقا .
من روائع الشاعر الفارس توفيق زياد (1932-1994م)
أُحِبّ لو استطعت بلحظةٍ
أن أقلب الدنيا لكم : رأسا على عَقِبِ
وأقطع دابر الطغيانِ
أحرق كل مغتصبِ
وأوقد تحت عالمنا القديمِ
جهنما ، مشبوبة اللّهبِ
وأجعل أفقر الفقراء يأكل في
صحون الماس والذهبِ
ويمشي في سراويل
الحرير الحرّ والقصبِ
وأهدم كوخه .. أبني له
قصرا على السُحُبِ
أحبّ لو استطعت بلحظة
أن أقلب الدنيا لكم رأسا على عقبِ
ولكن للأمور طبيعة
أقوى من الرغبات والغضب
نفاذ الصبرِ يأكلكم فهل
أدى إلى إرَبِ ؟؟
صمودا أيها الناس الذين أحبهم
صبرا على النُوَبِ !!
ضعوا بين العيون الشمس
والفولاذ في العَصبِ
سواعدكم تحقق أجمل الأحلام
تصنع أعجب العَجَبِ