X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
28/08/2019 - 08:44:36 am
بينوكيو بيرتس يحلق شاربه بقلم برهوم جرايسي

بينوكيو بيرتس يحلق شاربه بقلم برهوم جرايسي 

*محطات عديدة لعمير بيرتس تثبت دجله السياسي، كي يبقى في الواجهة *يخاطب "عَرَبِه" بالكلام المعسول، بينما يتباهى باللغة العبرية بحربيه على الشعبين الفلسطيني واللبناني *"انجاز" بيرتس الوحيد الجيد ، سيكون الدفن الأخير لحزب "العمل"*

اختار رئيس حزب "العمل" عمير بيرتس، أن يجعل من حلق شاربه "التاريخي" حدثا انتخابيا. إذ قال في مقابلات صحفية، إنه قرر حلق شاربه الضخم، بعد عشرات السنين، ليرى الجمهور حركة شفتيه وهو يقول إنه لن ينضم لحكومة نتنياهو. ولكن عمير بيرتس لا يقول الحقيقة، وسلسلة أحداث على مدى 30 عاما من وجوده في الكنيست، تثبت أنه متلون. ولربما حلـْق شاربه الآن، قد يكشف طول انفه، الذي سيتمدد مع كل كذبة يطلقها، كما هو حال الدمية الخشبية الأسطورية "بينوكيو".

قبل أكثر من 40 يوما، أعلن عمير بيرتس، العائد إلى رئاسة حزب "العمل" المتهاوي، عن اغلاق باب المفاوضات التحالف مع حركة "ميرتس"، ليختار تحالفا هشا مع أورلي ليفي، النائبة السابقة، المنشقة عن حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان. وهو تحالف لم يأت بجديد للحزب، الذي تتوقع له استطلاعات الرأي، حضيضا آخر، أدنى من حضيض انتخابات نيسان الماضي، أقل من 6 مقاعد.

شاء بيرتس أم أبى، فإن تهمة لجوئه لخيار تشكيل قائمة على أساس طائفي يهودي شرقي قد لصقت به، فهو الأول، والثانية أورلي ليفي، وثالثهم ايتسيك شمولي، ذو الأصول العراقية. وكما يبدو فإن بيرتس يعتقد أنه سيكون بإمكانه استقطاب أصوات اليهود الشرقيين، الذين صوتوا لحزب "كولانو" المنحل، بزعامة موشيه كحلون.

ولكنها هذه ورقة باتت مهترئة، وحزب "العمل" بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهذا ثمن تلعثمه السياسي، ورقصه في حلبات اليمين الاستيطاني؛ متراجعا عن التحولات المحدودة التي شهدها الحزب في نهاية سنوات الثمانين، وسنوات التسعين الأولى.

بعد يوم من إعلان بيرتس إياه، قالت حركة "ميرتس" إن المفاوضات توقفت لأن بيرتس رفض الالتزام لها بأنه لن ينضم لحكومة بنيامين نتنياهو؛ وهو أمر لم ينكره بيرتس، الذي قال لاحقا إنه لن ينضم الى حكومة بنيامين نتنياهو، إذا وجهت له لوائح اتهام بالفساد، ما يعني أن فرصة الانضمام قائمة.

وحركة ميرتس ليست بهذا القدر من المبدئية، فقد هربت من مخاطر عدم اجتياز نسبة الحسم، الى أحضان مجرم الحرب إيهود باراك. وبدأت "ميرتس" تٌظهر مواقف متملقة أكثر لليمين. فالمرشح الثالث في القائمة، مندوب إيهود باراك، نائب رئيس أركان جيش الاحتلال حتى العام الماضي 2018، يئير جولان، أطلق تهديدات بالقضاء على قطاع غزة، أسوة بتهديدات جنرالات تحالف كحول لافان.

وبالتزامن مع هذا، أعلنت الرئيسة السابقة لحركة ميرتس، والمرشحة الآن في القائمة، إنه "يجب السماح" لعصابات المستوطنين بأداء صلواتهم في باحات المسجد الأقصى المبارك، دون أي اعتراض من ميرتس.

ومعروف عن عمير بيرتس، أن مشروعه الأول والأخير هو: "عمير بيرتس"، بمعنى أن يبقى في الساحة السياسية، ولأجل هذا الهدف فهو مستعد للتقلب في المواقف من لحظة الى أخرى.

فحينما كان رئيسا لحزب "العمل" في العام 2006، قبل بالانضمام الى حكومة كديما، برئاسة إيهود أولمرت، مقابل توليه وزارة الحرب، رغم أنه جاء من رئاسة اتحاد النقابات "الهستدروت", وجلس في تلك الحكومة، وبعد شهرين ونصف الشهر، شن جيشه حربا على قطاع غزة، تبعتها حرب على لبنان، وفي الحربين ارتكبت مجازر راح ضحيتها حوالي 3 آلاف فلسطيني ولبناني. وفي ذات الوقت، جلس بيرتس صامتا، أمام السياسة الاقتصادية الشرسة التي تبنتها حكومته.

في اليوم التالي لانتخابه رئيسا لحزب "العمل" مجددا، في مطلع شهر تموز الماضي، ركض بيرتس ليلتقي أتباع حزب "العمل" العرب، وأعلن أنه سيجرف أصواتا عربية. وثرثر هناك في مدينة طمرة، عن السلام والمساواة، وما شابه. ولكن في اليوم التالي، نشر في صفحته على الفيسبوك، شريطا دعائيا، يتباهى فيه بتوليه وزارة الحرب، وبالحربين على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

لا يمكن حسم نتائج الانتخابات المقبلة، منذ الآن، استنادا لاستطلاعات الرأي، ولكن حزب "العمل" ورغم تحالفه، فإنه سيهبط عن 6 مقاعد، وقد يحصل على 5 وحتى 4 مقاعد، أي في محيط نسبة الحسم. وفي حال تحققت النتيجة، فإن كل الاحتمالات واردة لدى بيرتس، ليضمن لبنيامين نتنياهو أغلبية مطلقة لحكومته المقبلة؛ إذا لم ينجح نتنياهو بضم ليبرمان الى حكومته من دون شروط ضد "الحريديم".

يقول لي صديق عزيز، إن عمير بيرتس ورّط رسامي الكاريكاتير، الذين كانوا يبرزون شاربه الكبير. فيما قال لي صديق عزيز آخر، حينما سمع مني فكرة المقال هذا، إن حلق شارب بيرتس، سيكشف لنا طول أنفه، كعلامة كذبه.

لربما إذا اجتاز حزب "العمل" نسبة الحسم وتمثل في الكنيست، ستكون هذه المحطة السياسية الأخيرة لعمير بيرتس، لينهي حياته السياسية، بلقب "دجال السياسة الإسرائيلية". ومن ناحيتنا فإن "الإنجاز" الأهم لبيرتس، سيكون دفن حزب "العمل" كليا، هذا الحزب الذي انفرد في الحكم الإسرائيلي في السنوات الـ 29 الأولى، وهو واضع كل سياسات التمييز العنصري، وهو الناهب الأكبر لأراضينا العربية، وحصار بلداتنا، وهو الذي خاض كل الحروب التوسعية، وهو الذي شرع باستيطان الضفة والقدس المحتلة.

وهو الحزب الذي استدرك في منتصف سنوات التسعين، أن التحولات "المحدودة إيجابيا" التي شهدها منذ نهاية سنوات الثمانين، وحتى منتصف سنوات التسعين، على وقع انتفاضة الحجر الباسلة، وانعكاسا للتحولات "الإيجابية" الشارع الإسرائيلي، ستخربط حسابات المشروع الصهيوني الأكبر. فاستحضر الحزب إيهود باراك لرئاسته بعد اغتيال يتسحاق رابين، وشرع في القضاء على كل تلك التحولات، ليعود "العمل" الى اصوله، الحربية الدموية، والعنصرية الاستعلائية.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت