لا نصدق نتنياهو

بقلم - المحامي علي احمد حيدر 

لقد شاهدت المقابلة التي أجراها السيد بسام جابر مع رئيس الحكومة نتنياهو في أطار برنامج "بسام جابر يحاور في إطار تلفزيون هلا". لم يتطرق نتنياهو للقضايا  المهمة التي تقض مضجع المجتمع العربي( والتي كان من المفروض أن يطرحها بسام جابر): قانون القومية، سياسة هدم المنازل وقانون كامينتس، العنف والجريمة المستشريان في المجتمع العربي، ضائقة السكن، إنهيار الجهاز التربوي وتعميق المراقبة والسيطرة عليه،  إزدياد ظاهرة الفقر في المجتمع العربي وخصوصا لدى الاطفال، ممارسات الاذلال في المطارات والمعابر، والفجوات في شتى مجالات الحياة: العمل والتعليم والصحة والرفاه والمسكن والبنى التحتية. أضف الى ذلك، لم ُيسأل نتنياهو عن تحريضه المستمر ضد المجتمع العربي وقيادته والملاحقة السياسية، ومعاداته للمجتمع العربي، بل واصل من خلال المقابلة وكرر هجومه وتشهيره واستهزائه بالقائمة المشتركة وممثليها الذين يمثلون غالبية المجتمع العربي. 
لقد إستغل نتنياهو هذه المنصة من أجل بث الاكاذيب والمعلومات غير الحقيقية وغير الدقيقه وواصل سياسة الفصل بين القائمة العربية والجمهور. كما واصل تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال مبرزا علاقته مع بعض قادة الدول العربية المتواطئين والمطبعين  معه والذين لا يعبرون عن وجدان الشعوب العربية الواقعة هي  نفسها تحت سيطرة  نظم سياسية مستبدة. ان القوانين والتصريحات والقرارات العنصرية التي نفذتها حكومة نتنياهو هي العلامة  التي  تميز طبيعة علاقته مع المجتمع العربي. إدعى نتنياهو بأنه شخصية ليبرالية. نتنياهو من رموز الليبرالية الجديدة التي تجعل الاغنياء اغنياء أكثر والفقراء فقراء أكثر، لا بل هو يميني شعبوي لا يؤمن بأسس النظام الديموقراطي بل يسعى الى تقويضه. إن النجاحات الفردية للطلاب وأصحاب المهن في المجتمع العربي هي نجاحات فردية وشخصية رغم كل المعيقات التي وضعتها الدولة أمامهم ( ويعود الفضل بنجاحهم للأهالي).  ان قرارات الحكومات بتخصيص ميزانيات للمجتمع العربي أغلبها  لم تطبق، وقيمة المساواة غير موجودة في القوانين الاسرائيلية بل على العكس من ذلك، فقد عمق قانون القومية الاستعلاء والفوقية اليهودية. 
إن ما قاله نتنياهو هو مجرد دعاية إنتخابية رخيصة لا يمكن تصديقها ولا يمكن لأي عاقل أن يحملها على محمل الجد مضمونا وشكلا وتوقيتا. ولا يمكننا في هذا السياق ذكر كل الفظائع والاجواء الذي قادها ونفذها نتنياهو ضد العرب. وفي المقابل فنحن نحترم ممثلينا في البرلمان الذين يعبرون عن طموحات المجتمع العربي وقضاياه ولا نرضى بالتحريض ضدهم والمس بشرعيتهم. القائمة المشتركة ليست جزء من الحكومة. ومن غير المتوقع منها أن توزع الميزانيات وهي معارضة أقلية وطن لا تستطيع سن القوانين. فخلاصة المقال لا تصدقوا نتنياهو وأحسنوا الظن في ممثلينا العرب( مع كل النقد البناء الذي نوجهه دائما من أجل تحسين الاداء). وإياكم والتصويت لنتنياهو الفاسد والمتهم بالغش والخداع وخيانة الامانة والرشوة والمحرض الرئيسي ضدنا، بل التصويت للقائمة المشتركة. وأخيرا، إن إقحام نتنياهو لآيات من الذكر الحكيم والقران الكريم في دعايته الانتخابية هو إعتداء وإستهتار بالعقيده الاسلامية، ومس بشعيرة الحج ومساس بالتماسك الوطني العربي وتعميق سياسات فرق تسد.