خارطة طريق موجزة للقائمة المُشتركة

عشية انتخابات نوفمبر  2022

بقلم:مرزوق حلبي

فيما يلي خارطة طريق موجزة لـ"المشتركة" كي تزيد من قوتها وحضورها. أوردها كمحطات ينبغي أن يتمّ الانتقال من واحدة إلى أخرى كي يصحّ المسار ـ القفز عن أي محطّة مبعث للتعثّر. وسأكون صريحا كعادتي وواضحا.

أولا ـ إعداد مشروع سياسي شمولي جديد للصراع وللعلاقات بيننا وبين الدولة والمجتمع اليهودي يستند إلى إعادة قراءة الحالة كحالة استعماريّة (أقترح أن تكون المصالحة التاريخية في مركزه). استثمروا الموارد البشرية والنصوص التي أنجزت ـ التصورات المستقبلية. الهدف هو مشروع يُخاطب المجتمع العربي واليهودي ويفتح الأفق الذي سدّته السياسات الإسرائيلية. يعني استعادة "السياسيّ" كمحور أساس يُشتقّ منه "المدنيّ" وليس كما هو الوضع الآن.

ثانيًا ـ توسيع الإرادة الجامعة التي بدأت مع تشكيل المشتركة فلا تنحصر في أحزاب ثلاثة مشاركة بل تطال قيادات ميدانية وشخصيات مستقلّة ومحلية ومجتمعًا مدنيًا وقطاعات شعبنا كلّه. هيئة موسّعة تُدير المشتركة هي إرادة جماعية أقوى وأكثر دمقراطية.

ثالثا ـ توسيع قاعدة التمثيل في المشتركة فلا تستأثر الأحزاب المشاركة بكل شيء ولو من قبيل حقيقتين واضحتين وضوح الشمس. 1. أن نسبة التصويت في المعارك الأخيرة في حدود 45% بالمعدل. 2. إن المشتركة وحدها لا تحصل على أكثر من 33% من أصوات المواطنين العرب. التوسيع ضروري لزيادة معدلات المشاركة الانتخابية. مفتاح التوسيع يُمكن أن يُناقش لكن يُمكننا الاستفادة من حكمة الجماهير أو حكمة الهيئة الإدارية الموسّعة.

رابعا ـ بناء تنظيم متكامل حول المشتركة من ناطق بلسان ومحاسب وهيئات متخصّصة ـ في التشريع وفي الاقتصاد وفي التعليم وما إلى ذلك. هذا بحدّ ذاته يعزّز التمثيل.

خامسًا ـ الرجوع إلى الناس في استفتاءات ومشاورات واستطلاعات لتحديد سلّم أولويات وإقامة صلات ثابتة مع الناس كـ"مشتركة"، كجسم تمثيليّ واضح المعالم والرؤى، وليس كنواب أفراد فيها يتواصلون مع أناس في مناطق الراحة!

سادسًا ـ إقامة جسم لتسوية الخلافات التي قد تنشأ قبل الانتخابات أو بعدها. لدينا حقوقيون أكفاء وحقوقيات رائعات. المشتركة ونحن بحاجة إلى آلية تتجاوز "لجنة الوفاق" ودورها الذي تراجع حدّ التلاشي في الجولة الانتخابيّة الأخيرة.

حتى يتم تنفيذ المهمّات في هذه المحطّات ينبغي على المشتركة والأحزاب الممثلة فيها أن:

ـ انتهاج أسلوب عمل يقوم على المسؤولية تجاه المجتمع العربي كمجتمع وليس كمجموعات ناخبين منغلقة على هذا التيار أو ذاك، وتجاه الجمهور في إسرائيل ـ ألّا تحصر خطابها في القضايا المدنيّة وإلّا لن يكون هناك أي فارق جوهري بينها وبين "الموحّدة".

ـ الظهور بمظهر القيادة المسؤولة في مستوى الإقليم كلّه وليس في مستوى بلدة عربية في الجليل وناخبين في المثلّث. وهذا مشروط بوعي أهميّة دور الفلسطينيين في إسرائيل في الصراع وتسويته والخروج من وعي الضغط لتوفير خدمات أو ميزانيات يستطيع رئيس بلدية "قويّ" أن يستقدمها.

ـ الانفتاح على الناس وعدم البقاء أسرى المرجعيات الحزبية على احترامنا لدورها. الدنيا والتنافس يتمّ أساسا مع اليمين في الحقل وليس في كواليس الأحزاب ـ مع احترامنا لها. إذا كنا أعلنا أن من مهماتنا الأساسيّة منع اليمين الفاشي من تشكيل حكومة فإنه من الضروري تسخير كل الوسائل لذلك بما فيه تعديل تركيبة القائمة لغرض جلب المزيد من المصوّتين. وهذا لن يحدث بالطرق ذاتها أو بنسخ معركة الانتخابات الماضية.

ـ التحلّي بقدر كبير من الشجاعة لدى توسيع التمثيل ـ أي في تركيب القائمة والاستعداد للتضحية.

ـ تقوية التمثيل والحضور العربي الواعي هو مفتاح تغيير السياسة في إسرائيل. بيد أن هذا بالذات يحتاج إلى تغيير الكثير من أساليب العمل لا سيما في إعداد حملة الانتخابات على ما تعنيه من ميزانيات ومضامين واستراتيجيات. هنا، أيضًا، المطلوب تغيير جذريّ في توزيع المهمّات وفي تسمية منفّذيها.

للحديث بقيّة.

(دالية الكرمل)