تربية الأمل 
المحامي علي أحمد حيدر

 
تجتاح العالم؛ للاسف، موجه من فقدان الثقة؛ وانصراف التفاؤل، وعدم الوضوح واليقين، عدم الامان الشخصي والجماعي؛ وفوضى الراهن؛ واستقالة الارادة، والنزوح عن الجوهر؛ وتفشي الانتهازية ونظام التفاهة والظلم   ..وأحيانا الاستسلام والتسليم. وظواهر ومشاعر اخرى..وكأن هذه الامور هي قَضاؤنا الحتمي ولا يمكن تغييرها.
هذه الظواهر والمشاعر، دون الخوض حاليا في أسبابها المتعددة؛ تخلق حالة من الخوف والكآبه والحذر والتردد والتوجس والشك والانحسار والارتداد والتوجس وأحيان تؤدي الى "الشلل" الخ... 
يترتب علينا؛ أخد دورنا في التاريخ؛ وتحمل مسؤولية مصائرنا؛ أفرادا وجماعات،  وتربية الامل والربط المتين بين العلم والعمل والقول والفعل والتربية للعطاء للمجتمع والموازنة بين المصالح الفردية والجماعية؛ والتدرب على تجاوز المعيقات وتجاوزها فعليا والايمان بالخير والاخلاق وممارستهما والابداع في خوض التجارب المدروسة والخروج من مناطق الراحة؛ والتعلم منهما؛ والتفاؤل بالمستقبل وبناء الثقة واحياء الارادة والعمل على التغيير للافضل" فالانسان الطيب هو الذي يعطي الدنيا اكثر مما يأخذ منها". 
نحن لا نعيش الحاضر فقط، بل نعيش جزء من الماضي الذي نرث منه أمورا كثيرة بحلوها ومرها، ونشكل مدماكا للمستقبل. فحركة التاريخ لا تتوقف، وإن لم نتحكم في حركتها قد تقودنا إلى مهاوي الردى والانحطاط والعكس صحيح. 
في كتابه  " العقل ضد السلطة" يقول المفكر الكبير نوعم شومسكي، " إذا نحن تخلينا عن الأمل واستسلمنا الى السلبية، كنا نساعد على حدوث اﻷسوأ؛ وأما إذا حافظنا على الأمل، وعملنا بجد واجتهاد للدفع بوعودة الى التحقيق، فإن من شأن ذلك أن يدفع بالأوضاع نحو اﻷفضل". في هذا الموقف الاخلاقي وكأن تشومسكي يتكاتب ويتناص مع تراثنا الروحي  والفكري الذي يؤكد العلاقة المتينة بين الأمل والعمل فإذا مات اﻷمل انقطع العمل ولذلك يجب أن نحيي الأمل ليتواصل العمل. 
ونجد في مقولة جبران خليل جبران الحكيمة بأن الحياة  لا تتوقف  "بسبب بعض خيبات الأمل، فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة" مقولة محفزة ودافعة للعمل والإخلاص به ومن ثم الاستقامة والوفاء لان التاريخ يتقدم إلى الأمام ويجب علينا أن نترك بصماتنا وأثرنا الطيب فيه، عندها سنغيير في ذواتنا وفي   العالم.