X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
25/12/2023 - 07:23:20 am
استخدام الذكاء الاصطناعي في مذابح غزة! بقلم:بكر أبوبكر

استخدام الذكاء الاصطناعي في مذابح غزة!

بقلم:بكر أبوبكر

في تقرير استقصائي مطول ل "مجلة +972 وموقع سيحا مكوميت" كتب يوفال أبراهام  في 30 تشرين الثاني 2023 ومما ترجمه وليد حبّاس تقريرًا عن: (تحقيق استقصائي إسرائيلي: من خلال القصف الجوي بلا قيود واستخدام نظام الذكاء الاصطناعي قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الحرب الأكثر دموية وقتلاً جماعيّاً على غزة!) 

بداعنوان التقرير مثيرًا في ظل المجازر والعدوان ضد الانسانية والقصف والترحيل والقتل فيما يماثل الإبادة الجماعية المقصودة، وكأن أهداف العدوان أو الحرب غير المعلنة هي الإمعان بالقتل انتقامًا وتلذذًا وثأرًا مرتبطا بالحدث القريب، وذاك البعيد، وذاك السحيق. 

هم في الجيش واليمين الصهيوني ينتقمون لذاتهم المهدورة وسمعتهم وانحدار هيبتهم، ومباغتتهم هكذا فُهمت الأمور آنيًا، فيما بالحقيقة هم يقاتلون بالعمق لإثبات تفوق "العرق" بما يفهمه اليمين وتفوق "القداسة لشعب الإله المصاب بالعمى" على ما سواه من أغنام وحيوانات بشرية خلقت فقط لخدمته!

 فكيف وهذه الحيوانات أو الصراصير تتجرأ على تحديه قريبًا أي في 7 أكتوبر 2023 وكيف رفعت رأسها بعد النكبة عام 1948 لتطيح به في انطلاقة المقاومة الفلسطينية انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 ثم عام 1968 وما تلاها من آلاف العمليات ثم تنوع وسائل النضال.

لربما كان  الهدف الظاهر للعدوان على أهل غزة -حسب نتنياهو القضاء على قوة حماس العسكرية واسقاط حكمه لغزة وإرجاع المخطوفين- وهذا متعلق بالبدايات القريبة ومباغتة أكتوبر،  لكن الدفين أو السحيق الذي بدا يتضح هو في السياق التناخي (التوراتي) وما يحمله من شحنات دائمة من الحقد والكراهية والقتل المبرر من الإله العدواني!

عمومًا كان من المهم جدا قراءة التقرير خاصة أنه يأتي من صحيفة إسرائيلية يسارية، فكان لنا أن اقتطفنا بعض المقاطع من التقرير الطويل.

يقول التقرير أن (التفويض الموسع للجيش الإسرائيلي بقصف الأهداف غير العسكرية، وتخفيف القيود المتعلقة بالخسائر المدنية المتوقعة من هذا التفويض، واستخدام نظام الذكاء الاصطناعي لتوليد أهداف محتملة أكثر من أي وقت مضى، قد ساهما في الوصول إلى الدمار الذي شهدناه في المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة).

ويشير أنه يتم تبرير القتل للمدنيين باعتبارهم "أضرارَا جانبية"! حتى لو كان المقصود قتل واحد فقط من حماس يقيم في بناية فيتم تحطيم البناية ومن فيها وعن علم مسبق بهذه الضحايا -وهو يحدث بنفس العقلية أيضًا بالضفة الغربية.

والمثير هنا استخدام نظام اسمه: ""هبسورا" [البشرى]، وهو مبني إلى حدّ كبير على الذكاء الاصطناعي ويمكنه "توليد" الأهداف تلقائياً تقريباً بمعدل يتجاوز بكثير ما كان ممكناً في السابق. هذا النظام من الذكاء الاصطناعي، كما وصفه ضابط مخابرات سابق، يعني أننا أمام "مشروع للاغتيال الجماعي".

وفقاً للمصادر حسب التقرير يمكن تقسيم الأهداف التي قصفتها الطائرات الإسرائيلية في غزة إلى أربع فئات. 

(الأولى هي "الأهداف التكتيكية"، التي تشمل الأهداف العسكرية القياسية مثل الخلايا المسلحة، ومستودعات الأسلحة، وقاذفات الصواريخ، وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات، أنفاق الإطلاق، وقنابل الهاون، والمقرات العسكرية، ومراكز المراقبة، وما إلى ذلك.

والثانية هي "أهداف تحت الأرض" – بشكل أساس الأنفاق التي حفرتها حماس تحت أحياء غزة، بما في ذلك تحت منازل المدنيين. يمكن أن تؤدي الغارات الجوية على هذه الأهداف إلى انهيار المنازل فوق الأنفاق أو بالقرب منها.

والثالثة هي "أهداف تنطوي على قوة"، والتي تشمل المباني الشاهقة والأبراج السكنية في قلب المدن، والمباني العامة مثل الجامعات والبنوك والمكاتب الحكومية. الفكرة وراء ضرب مثل هذه الأهداف، كما تقول ثلاثة مصادر استخباراتية شاركت في تخطيط أوتنفيذ ضربات على "أهداف تنطوي على قوة" في الماضي، هي أن الهجوم المتعمد على المجتمع الفلسطيني سيمارس "ضغطاً مدنياً" على حماس.

أما الفئة الأخيرة فتتألف من "منازل العائلات" أو "منازل الناشطين".)

بجميع الأحوال واستنادًا الى التصنيف أعلاه يصبح الشجر والحجر والبشر أجمعين هدفًا، أي ببساطة كل شيء هو هدف بالحقيقة، وما التصنيفات الا ترقيعات "اخلاقية" لا قيمة لها! 

الى ما سبق ذكرت الصحيفة في الاستقصاء (إن ضابط مخابرات كبيراً قال لضباطه بعد 7 أكتوبر إن الهدف هو "قتل أكبر عدد ممكن من نشطاء حماس"، وهذا كان يعني عملياً تخفيف المعايير المتعلقة بإيذاء المدنيين الفلسطينيين بشكل كبير".) وهو ما حصل فهم مجرد أضرار جانبية. 

وفي التبرير العسكري "الاخلاقي" باعتبار أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الاكثر أخلاقية بالعالم كما الدولة هي الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط كما حاولوا تضليل العالم يذكر التقرير وفقا لمصادر عسكرية (إن ضرب الهدف يعمل في المقام الأول كـ"وسيلة تسمح بإلحاق الضرر بالمجتمع المدني". وفهمت المصادر، بعضها صراحة وبعضها ضمنياً، أن الضرر اللاحق بالمدنيين هو الغرض الحقيقي من هذه الهجمات.)

ولقد جاءت هذه الوحشية والاستشراس والدموية مبنية على العقيدة التي طورها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق "غادي أيزنكوت"، الذي هو الآن عضو في الكنيست وجزء من حكومة الحرب الحالية والقائلة أنه: (في حرب العصابات يجب على إسرائيل استخدام القوة غير المتناسبة والساحقة أثناء استهداف البنية التحتية المدنية والحكومية من أجل إقامة الردع وإجبار السكان المدنيين على الضغط على الجماعات لإنهاء هجماتها.)

اما عن دور الذكاء الاصطناعي-والله يرحم نوبل مخترع الديناميت- وكما يقول التقرير فأنه: (نقل عن مسؤول استخباراتي كبير قوله إنه بفضل نظام "هبسورا" للذكاء الاصطناعي، يتم إنشاء أهداف لضربات دقيقة "مع التسبب في أضرار كبيرة للعدو والحد الأدنى من الضرر لغير المقاتلين.) مضيفًا أن: ("هبسورا" يصدر، من بين أمور أخرى، توصيات تلقائية لمهاجمة المساكن الخاصة) للعدو، وذلك لأن ("هبسورا" يعالج كميات هائلة من البيانات التي "لم يتمكن عشرات الآلاف من ضباط المخابرات من معالجتها"، ويوصي بقصف المواقع في الوقت الفعلي". )

وأوضح ضابط مخابرات سابق أن (نظام "هبسورا" يمكن الجيش من إدارة "آلة عسكرية للاغتيالات الجماعية"، حيث "ينصب التركيز على الكمية وليس على النوعية)!

ويختم التقرير بالقول (وتستمر هذه السياسة الفتاكة حتى اليوم – ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى استخدام الأسلحة المدمرة والتقانة (التكنولوجيا) المتطورة مثل "هبسورا"). ولكن أيضاً إلى المؤسسة السياسية والأمنية التي تحارب حيوانات بشرية وتتصرف وفقاً لذلك . 

وإن تركنا التقرير والإبادة الجماعية والذكاء الاصطناعي والأضرار الجانبية، و"الأخلاقية القتالية"، وعقيدة أيزنكونت الفاشية جانبًا" لاسيما والقتال ضد الحيوانات! فإن عقيدة "الدفاع عن النفس"  تشكل المبرر الآخر لدى القتلة الإسرائيليون (بدءاً من الاستعمار البرتغالي والإسباني، ثم البريطاني والفرنسي، ومروراً بالنازية، حيث عدّ «المتحضرون الغربيون البيض»، أن الدول التي يحق لها الدفاع عن نفسها هي وحدها تلك الأمم التي تمكنت من بناء دولها ومؤسساتها على نمطهم. أما الذين لم يتمكنوا من تحقيق مواصفات الدولة بمعناها المتحقق أوروبياً، فيُعزلون عن مجتمع «الدول المتحضرة»، ويُحرمون من مواطنتهم، و«يجردون من إنسانيتهم»، و... يُذبحون!) كما ذكر الكاتب سمير التقي تحت عنوان: «الدفاع عن النفس» كذريعة للإبادة الجماعية.

إن السياسة الإسرائيلية في محاولة اجتثاث الشعب الفلسطيني سواء عبر الآلة العسكرية المدمرة أو بالطرد والإحلال، أوعبر الآلة الاعلامية المدمرة أوعبر تصوير دولتهم الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط! أوعبر الرواية الخرافية السحيقة أو ب"أخلاقية جيشهم" الدينية المتوهمة لن تكون ذات أثر في إصرار كل الأجيال الفلسطينية على تحرير أرض فلسطين، وتحرير دولتهم وتقديم القتلة الى العدالة، لاسيما و"المقتلة" الحالية لم يشابهها بالتاريخ الا ما يحرص الإسرائيليون -نيابة عن اليهود الالمان- على فرادته بحقهم منذ العام 1938 وليلة البلور.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت