X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
12/01/2024 - 02:50:35 pm
سنستمر في رفع صوتنا حتى نوقظ الضمير الإنساني محليا وعالميا

سنستمر في رفع صوتنا حتى نوقظ الضمير الإنساني محليا وعالميا

بقلم:توفيق كناعنة

يؤكد الواقع ان حكام إسرائيل لا يريدون ان يتعلموا شيئا من دروس التاريخ التي مرت على العالم بشكل عام وعلى منطقتنا وبلادنا بشكل خاص، مر عليها محتلون وزالوا لان هذه الدروس تؤكد ان كل احتلال الى زوال وان كل شعب محتلة ارضه مهما كان صغيرا لا يمكن له ان يهدأ او يستكين الا بتحرير ارضه.

مهما طال الزمن على الشعب الفلسطيني الذي رحل عن ارضه وتسلب امام عينه على مدار عقود من الزمن، لم ولن يهدأ الا بتقليع المحتل وإقامة دولته المستقلة.

ان حكام إسرائيل نتيجة لنظرتهم الاستعلائية للغير لا يريدون ان يفهموا هذا الواقع ولذلك يقامرون بمستقبل أبنائهم ومستقبل أبناء الشعب الفلسطيني وحتى على مستقبل المنطقة برمتها.

وكل هذا كي لا يتنازلوا عن كبريائهم الفارغ من المضمون الإنساني. ان النظرة الاستعلائية لم ولن ترهب الشعب الفلسطيني من الاستمرار في نضاله العادل من اجل الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة.

ها قد مر على هذه الحرب الاجرامية أكثر من ثلاثة أشهر ولم تجلب الا الموت والدمار وخلالها سالت دماء كثيرة من كلا أبناء شعبي هذه البلاد. ومع استمرار مثل هذه الحرب يستمر سيل الدماء. ومهما طالت لن تجلب السلام مثل هذه الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني.

ان الهدف الحقيقي لهذه الحرب هو في الواقع إبادة الشعب الفلسطيني وترحيله عن ارضه التي عاش فيها منذ قرون من الزمن. والحديث عن حماس هو في الواقع الشماعة التي تتغطون بها من اجل اهدافكم الحقيقية ولكن الشعب الفلسطيني مهما جابه من مصاعب سيبقى يعيش في وطنه لأنه لا وطن له غير هذا الوطن ولن يقبل له بديلا. ان حكام إسرائيل والولايات المتحدة ودولا استعمارية أخرى يحاولون حصر القضية بحماس وهذا عمليا كذب وافتراء من اجل تنفيذ أهدافهم الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني. هذه الدولة الاستعمارية هي في الواقع سبب البلاء والمصائب لشعوب هذه المنطقة وبشكل خاص الشعب العربي الفلسطيني المعتدى عليه والمغتصبة ارضه منذ عقود من الزمن، الذي هو الوحيد الذي له الحق في الدفاع عن نفسه وليس غيره لان الاخرين هم المعتدون على ارضه، وحق هذا الشعب في الحرية والاستقلال والذي يريد ان يعيش كباقي الشعوب بهدوء وسلام. وهؤلاء الذين يتشدقون بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها اين هم من حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه الذي يجري الاعتداء عليه يوميا في الضفة والقطاع؟ لماذا كنتم وما زلتم منخرسون عندما يُعتدى وما زال يعتدى يوميا على ارضه ومدنه وقراه وأنتم صامتون صمت اهل القبور، اليس هذا أيضا شعب يستحق الحياة؟

هل الدفاع عن النفس هو إبادة شعب او ترحيله او قتل اطفاله ونسائه وشيوخه وتدمير المباني على رؤوس أصحابها؟ هل هذا دفاع عن النفس ام مخطط واضح لإبادة شعب على مسمع ومرأى العالم اجمع؟ اين الضمير الإنساني اين حرية الانسان التي تتشدقون بها يا من تسمون أنفسكم حماه الديموقراطية في العالم وأنتم السبب في كل الويلات.

 هل الدفاع عن النفس هو تجويع وتعطيش ومنع الدواء عن أكثر من مليونين انسان؟ هل الدفاع عن النفس هو حرث وتدمير المستشفيات، هل هذه هي ديموقراطية العالم (المتنور) هل ديموقراطيتكم في تسليح المستوطنين الذين يعيثون فسادا في الضفة الغريبة وفي البلاد وبدعم كامل من وزراء في الحكومة وكم الافواه هي أيضا ديمقراطية؟ هل منع الجماهير العربية في هذه البلاد من التعبير عن غضبها ضد الحرب وضد القتل المستمر لأبناء شعبهم ديمقراطية؟

لا ولن نتوقف عن قول الحق في ظل نظام جائر.

انني بالرغم من القلق والخوف على مستقبل شعبَي هذه البلاد وبالرغم من السوداوية التي اتحدث بها وبالرغم من سماعي (الدرر) من بعض الوزراء التي يطلقونها، ارى الضوء في اخر النفق عندما أقرا او اسمع عن بعض الشخصيات التي تواجه هذا المد العنصري. أتفاءل خيرا وبشكل خاص مع بعض الشخصيات التي تواجه هذا المد العنصري. أتفاءل خيرا وبشكل عندما أسمع عن الدعوة الى المظاهرة الكبرى التي ستجري يوم غد السبت القادم بتاريخ 13/1/2024 في مدينة حيفا وبدعوة من عدة أحزاب واطر سياسية وشخصيات اجتماعية واكاديمية يهودية وعربية. أرى بها الامل لمستقبل شعبي هذه البلاد خاصة وانهم يطرحون الشعارات الواقعية والإنسانية التي نحن بحاجة لها خاصة في مثل هذه الأجواء السوداوية والتي يجب العمل بكل مثابرة لدفعها الى الامام والتي تقول أولا وقف الحرب ثانيا صفقة تبادل فورية الجميع مقابل الجميع، ثالثا الدفع نحو حل سياسي يؤدي الى السلام، رابعا وقف الملاحقة العنصرية والسياسية وتعزيز المساواة القومية والمدنية ووضع حد لإهمال الشرائح المستضعفة والمهمشة – وهي اول من يدفع ثمن الحرب.

ان هذه الشعارات هي شعارات وحدوية وصادقة ويجب العمل من اجلها وفي النهاية هي التي ستكون المنتصرة حتما. لأنها هي الطريق التي سوف تجلب السلام والامن والحرية لكلا شعبي هذه البلاد وليس طريق الحرب والعدوان. كم من الحروب أشعل حكام إسرائيل وجميعها لم تجلب إلا الموت والدمار. وخاصة عندما يكون حكام استعلائيون ولا يفكرون الا بالانتقام وهذا الفكر لم يجلب الا الدمار والقتل وهذا ما لا يريده شعبا هذه البلاد لأنهم لا يريدون ان يكونوا أعداء بل يريدون العيش جنبا الى جنب بتآخ وحرية ومحبة.

كلمة أخيرة اود ان اقولها بصدق بحق الرفيق عوفر كسيف صاحب الصوت الواضح والجريء والذي يسبح هو ورفاقه بكل صلابة ضد التيار؛ الرفاق القدماء والجدد في الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة الذين يخوضون معركة قاسية في جو عكر بكل جرأة وثبات من اجل مستقبل أفضل لشعبي هذه البلاد الحقيقية؛ انني اعتز وافتخر بمعرفتي وعلاقاتي ونضالي المشترك مع مثل هؤلاء الرفاق على مدى عقود من الزمن.

ان موقف وطريق عوفر كسيف ورفاقه يفتخر بهم وهو في النهاية هو الطريق الذي له المستقبل. مهما تمادى العنصريون لا يمكنهم اسكات هذا الصوت الصادق والمسؤول وسوف نستمر يهودا وعربا ندوي بأصواتنا الصادقة والمخلصة حتى يصحو الضمير الإنساني محليا وعالميا ويعرف حقيقة شعبنا العربي والفلسطيني. ويا رفاقي يهودا وعربا ويا كل الذين يؤمنون بحق الشعوب المظلومة بالحرية والاستقلال هاتوا ايديكم من اجل الدفع الى مستقبل أفضل لشعبَي هذه البلاد وشعوب العالم ونستمر ونقول كما يقول المثل (يا جبل ما يهزك ريح).

عرابة البطوف




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت