X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
24/03/2024 - 08:36:38 am
نظرات ثلاثة وثقافة الدماء بقلم:بكر أبوبكر

نظرات ثلاثة وثقافة الدماء

بقلم:بكر أبوبكر

في العنف والعدوان الذي فاق التصور البشري فيما يحصل في قطاع غزة الفلسطيني تجد ثلاث حالات من النظر الأساسية لما يحصل.

 فالنظرة الأولى وهي النظرة الاستعمارية، الاستعلائية المتغافلة عن آلام وعذابات المحطمين، وهي الغافلة عمدًا وبقصد عما يدور من إرهاب وقتل وتدمير، وكأن القتلى بالثقافة الغربية بالفعل وحوش بشرية وليسوا بشرًا (كما كان الاستعمار الأوربي يبرر استعماره ونهبه واستعباده للعالم)، إنها نظرة تصِل الموروث الثقافي الأوربي القديم بالقائم، فلا تفهم الا وفق رؤيتها الأحادية المنحازة لمن يماثلها عنصرية وبطش ومذابح، وهي تلك النظرة التي لا ترى بما يفعلة الجيش الإسرائيلي الا كل الحق! والحق فقط للقوة وسطوة ثقافة الغرب الاستهلاكية المهيمنة، فيتم تبني أو تبرير أوتحوير أوتخفيف وطأة حرب الإبادة الإنسانية والعمرانية والثقافية والنفسية التي يصنعها العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين والفلسطينيين.

إن العقل الإستعماري الأوربي المؤازر والداعم الأبدي للاحتلال ظالمًا ومظلومًا! يبريء ويبرر ما استطاع كل ما تفعله "إسرائيل" ليس فقط  للتكفير عن ظلمه واضطهاده لمئات السنوات لليهود من المواطنين الاوربيين، وليس للتكفير عن "المحرقة النازية" ضد يهود ألمانيا، وإنما لما هو قبل ذلك بكثيرجدًا أي لأن "إسرائيل" في قلب العالم العربي تمثل مصالح قومية عليا لدول أوربا الاستعمارية العنصرية في غاية إخضاعها للأمة العربية والإسلامية منذ تفتق الذهن الاستعماري عن الفكرة العام 1840 م، ثم بإضافة الولايات المتحدة الامريكية التي تسلمت راية الهيمنة وقيادة الاستعمار الجديد.

وتجد في الطرف الثاني  أو النظرة الثانية حالات من ثقافة الخوف العظيم، أو الرعب أو الحذر أو التخاذل من المسّ بالاحتلال الإسرائيلي "المقدس"، وإرهابه المقبول لدى هذه الاطراف أوالدول عمليًا! والمفهوم أن الإسرائيلي هو شرطي أمريكا والغرب الذي يجب الانصياع له عبر التتبيع والركوع لهيمنته، حفاظًا على المصالح السلطانية والشخوص الخاضعة.   

إنها نفسية و"ثقافة الخضوع الطوعي" للقوة العظمى للحفاظ على الحكم والسلطان. وفي الحد الأدنى نفسية الحذر لما تعني "إسرائيل" المزودة بسوط التأديب.

أنها الثقافة التي تبرر التواطؤ والتخاذل بل والتعاون في تدمير الشعب الفلسطيني وقضيته وثورته بلا أي اعتبار لا لمباديء جامعة، ولا لإسلام ولا لقيم فقدت قيمتها عند أمثال هؤلاء القادة منذ تحول لديهم الدين إما لطقوس احتفالية، أو على الطرف الآخر لاستغلال الدين بممارسة عمليات تنزيه وتقديس الذات، وإرهاب أوقتل أوتخويف للناس، ودفعهم لكراهية الدين دفعًا!

كما تجد على المقلب الآخر أي النظرة الثالثة أن الثورة العالمية التي أطلقها ضحايا قطاع غزة، وأطفالها الأبطال الذين تنتثر دماءهم من شاشات البث المباشر على وجوه المشاهدين قد أصابت عقول وقلوب الشعوب الحيّة التي انتفضت ومازالت الى الدرجة التي أصبحت فيها قضية فلسطين ووقف الإبادة الجماعية (الجسدية والمادية والثقافية والروحية) في غزة في قلب الانتخابات الامريكية، وجدول يوميات شعوب العالم الحر.

كوفية الخالد ياسر عرفات وشارة النصر والانطلاقة وفدائيته ذودًا عن الجماهير وحبًا لها، وتضحيته الشخصية وكل الإطار الثوري والمقاوم والمكافح لعشرت السنين قد صنعت لفلسطين صورتها الذهنية الخالدة، بعد أن انتشلتها من تحت الرماد أو من أدراج النسيان في الأمم المتحدة، فشكلت الثورة الفلسطينية بالعالم ثقافة الثورة والتحرر والحرية والمساواة والسلام والعدالة في العالم، وللشعب الفلسطيني الذي بحراك شعبه البطل الذي لم يهدأ من بداية القرن العشرين رفض الدفن تحت رماد الدول المهيمنة أو المتواطئة، فيعلن قيامته كل يوم من بين الأموات.

إن ثقافة الوعي الجديد وثقافة الثورة التي لطالمها كرستها كفاحية الشعب الفلسطيني بكافة الأشكال (الميدانية والفكرية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والإعلامية والجماهيرية...) عادت لتضيء بمساحات أوسع على الحق الفلسطيني والعدالة التي ترتبط بفلسطين العربية من حيث كانت.

ومن حيث أصل الرواية ما نفهمه بشعارات من النهر الى البحر التي تترد في مظاهرات شباب وجماهير أوربا وأمريكا لتعني دولة ديمقراطية واحدة متسامحة بلا عنصرية ولا إرهاب ولا صهيونية ولا تطرف ديني يميني أوفاشية، ما يؤكد ما ذهبت اليه الفكرة الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت