الزمن أغلى ما نملك في هذا الزمن، وينال منه الإنسان ما باستطاعته، ولكنه لا يستطيع أن يشتري القلب الطيب والعقل الكبير،ويبقى جمال الروح هو الشيء الوحيد الذي لا يباع ولا يشترى...

 قد نتغافل وحتى نتغابى في بعض الأحيان في التعبير، بغية تمرير جملة أو كلمات، مهما كانت رقيقة، إلا أنها تحمل في طياتها معاني أخرى، قد تصدر دون معرفة وقدرة على التعبير في فهم الآخرين.

القلب ليس فقط وظيفته النبض وضخ الدم لكافة جسم الإنسان.. إلا انه يحوي بستانا من الحب والتسامح ،الرحمة، العطف والحنان، ولكن قد أكذب على نفسي وعليكم بأن جميع  هذه الصفات وأخرى حميدة تجتمع كلها بشخصية واحدة ، فالكمال لله وحده ولا يمكن ان يكون شخصاً كامل الأوصاف .

ليس سهلاً أن تكون محبوباً في هذه الأيام ، وهي ميزة لا تتوفر إلا لشخصيات نادرة، لكن أن تحاول (أن تكون محبوباً) فهذا أمرٌ ليس صعباً على الإطلاق وثق بأنك متى ما وصلت لهذا الحال فهو سيفتح لك أبواباً مغلقة ويجعلك ذا حضور وقبول لدى الآخرين .

سؤال أطرحه بين نفسي حينما أتأمل حال أشخاص يعيشون حياتهم، وكأن أحد أهدافهم أن يكرهوا الآخرين فيهم.. هل يمكن أن يتعمد شخص أن يجعل الآخرين يكرهونه؟ ..لا أدري هل هو تعمد أم (طبعٌ) يغلب على الشخصية وللأسف تكتشف فيما بعد أنهم يكرهون أنفسهم!!.

فهؤلاء.. من الصعب أن يكون قلبهم أبيض جميل، حتى لو كان وجههم جميل، وكما قال الكاتب المصري محمد مستجاب: ( أن القلب الجميل قادر على التصالح أسرع من الوجه الجميل).. وانا أقول: "القلب الجميل أجمل من الوجه الجميل"... فما ينطقه القلب هو مرآة الإنسان بما داخله من نعمة أو نقمة وليس مظهره الخارجي... وهنا مدرسة الحياة يكون لها دور أن نتعلم منها أهم الدروس من مخالطة الآخرين، فالدرس الأول أن تكون محبوباً أو على الأقل حبب الآخرين فيك.

وذلك من خلال تواضعك.. فأحسن الظن في ربك وفي نفسك وفي الناس، لأن الحب يزرع بكلمة طيبة وتصرف جميل تصطحبه ابتسامة من أعماق القلب، والجَمال في كيف تتصرف، وليس كيف تتجمل، الجَمال الجسدي:ليس شيئا إذا قوبل بجمال العقل.

عزيزي القارئ، عليك أن تحذف من قاموسك ألفاظ الشتائم والقذف واللعن والاستهزاء..هنالك أشخاص يلدغون مثل العقرب ويهيجون كالثور، ومنهم من يمكر بعقله... فهذا يجب عزله عن المجتمع أما الإنسان المحبوب فهو قصيدة جميلة في مهرجان الحياة، ويصبح حكاية حلوة بين أفواه الناس، ويستطيع أن يبني له عرشا من الحب في كل قلب، والمحبوب ملك غير متوج، وغني بلا ثروة تحبه الأرض وترحب به السماء وتوده الخليقة ويكون قريباً  للقلوب وتدعو له الألسن.

القلب المفرح.. مفتاح الابتسامة الحقيقية.. إلا أن الكثير يبخل في توزيع الابتسامة هنا وهناك.

 قد يسألني البعض أن العنوان بعيد عن الواقع.. ولكن بالفعل على أرض الواقع قد نرى الإتجاه المعاكس للعنوان.. أحياناً نلمس ان أشخاصاً.. قلبهم ضيق وتفتح لهم مجالات التقدم ، ومنهم يأتيه الحظ من حيث لا يدري.. لا يكون قلبه جميل ولا حتى كلامه جميل...

يقال ليس الشطارة بكثرة الأصدقاء بل بقلة الأعداء.. فإن الصديق يحصل في سنة.. والعدو في يوم، فطوبى لمن حببه الله الى خلقه.. ولكن هنالك فئة من الناس مثل ورق الدفتر اللي ما يعجبك.. فشقه من الدفتر، ومن قلبك..دعه يتبخر...أحياناً عليك أن تكون مثل الطائر الذي يأتيه رزقه صباح مساء، ولا يثق بأحد، ولا يؤذي أحداً، خفيف الظل..ولكنه قلبه جميل ويغرد بصوت جميل ويبقى محبوباً بين الجميع!!.