تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يتوجّه المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ في عبلّين، من منطلق المسؤولية والغيرة على الصالح العام، يتوجّه إلى الأهل في عبلين، آملاً أن يكون نداؤنا هذا فاتحة لحل معضلة نعاني منها جميعًا، ولا تجد حلاًّ لها في ظل غياب التوجيه والترشيد واتّخاذ القرار الجماعيّ.
نحن نشهد، خلال السنوات الأخيرة، تفاقمًا ومغالاةً في مظاهر الأعراس، حتى باتت عبئًا يثقل كاهلنا مادّيًّا وصحّيًّا واجتماعيًّا، وفي الوقت نفسه لا يُبذَل أيّ جهد لوضع حد لهذه المعاناة، وذلك أنّ الحلّ يكمن في توافق جماعيّ يبادر إليه جسم تمثيليّ، لحساسيته وارتباطه بالعادات والتقاليد التي يصعب تغييرها بمبادرات فرديّة. إن الخوض في موضوع الأعراس يستوجب تدخُّل المحلّلين الاجتماعيّين والنفسيّين والاقتصاديّين، ولكننا نُؤْثر هنا أن نكتفي بالتأكيد على وجود المشكلة والتنبيه إلى تداعياتها ومخاطرها وطرح بعض الحلول، لعلّه بندائنا هذا تتفتّح الأبصار والأذهان فنبدأ جميعًا بابتكار الحلول للتخفيف من وطأة المشكلة.
قد يكون نداؤنا هذا مؤلمًا للبعض، وقد يرى فيه البعض الآخر تدخّلاً في خصوصيّات الفرد، وتعدّيًا على الحرّيّات الشخصيّة؛ لكنّ الأمر ليس كذلك! فقضية الأعراس لم تعد قضية فردية، وإنما هي وباء ينخر جسم مجتمعنا ويهدّد أمنه واستقراره الاقتصادي والصحي والثقافي والاجتماعي. لقد دخل مجتمعنا العبلّينيّ إلى دوّامة لا يستطيع حِـيـالَها أيّ منّا أن يزعم أنّه بالتجاهل والتقاعس إنّما هو يمارس حرّيّته الفرديّة؛ فاليوم أنت صاحب العرس وتفعل ما بدا لك، وعلى الآخرين تحمُّل تداعيات قراراتك الخاصّة، وغدًا ستكون في الجانب الآخر حيث عليك تحمُّل تداعيات قرارات الآخرين! وفي ظلّ نظرتنا المادّيّة للأمور والأخذ بحجم النفقات مقياسًا للفرح والجاه والمكانة الاجتماعيّة والاقتصاديّة، فالسبيل إلى الهاوية مفتوح على مصراعيه.
نحن في المجلس الملّيّ الأرثوذكسي ندعو الجميع إلى نبذ مظاهر البذخ والإسراف والتبذير في الأعراس، كما ندعو أصحاب العرس لتقليص عدد المدعوّين إلى أدنى حدّ فتقتصر الدعوة على الأقرباء والأصدقاء (المعارف ليسوا بالضرورة أصدقاء)، واعتماد الحفلات المشتركة للعروسين ،وتقليص طقوس العرس وتقليص محتويات الوجبات التي تقدَّم في البيوت أو في القاعات وتقليص النفقات الجانبية. كما نناشد المدعوّين وغير المدعويّن أن يؤازروا إخوانهم أصحاب العرس، ودعمهم في إجراءاتهم التقليصية، وغضّ الطرف عن أيّ تقصير قد يحدث هنا أو هناك، وعدم الإثقال عليهم بعبارات العتاب والانتقاد؛ فكلّنا أهل.
سيتابع المجلس الملي الأرثوذكسي معالجة هذه القضية، من خلال حلقة نقاش ستعقد في قاعة الكنيسة، ويُعلَن عنها لاحقاً، للبحث في تداعيات المشكلة، وطرح الحلول التوافقية بما يخدم الصالح العام.
المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ في عبلّين
آب 2012