"الدور عَمين يا اهل البلد"

                            بقلم: الاستاذ عماد زيدان    

هناك من يعتقد ان الامراض هي فقط أمراض الجسد والنفس،ولكن هناك امراض أشد بئساً واكثر ضررا ودمارا من هذه الامراض.

فما رايكم باللامبالاة.اليس هو مرض اجتماعي بشري له عواقب وَخيمة ومدمرة ،فالمرض الجسدي أو النفسي يمكن أن يضر أو يقضي على شخص, اما اللامبالاة فهي مرض ان استشرى يمكن أن يقضي على عائلة،على مجتمع على قرية،على شعب، والتاريخ اصدق شيء لقولي ولصرختي هذه ، فأنا اطلق هذه الصرخة وأنضم بذلك الى بعض الاخوة الذين أطلقو صرختهم عبر أحد مواقع الانترنت في عبلين ليدقوا ناقوس الخطر ، خطر اللامبالاة الذي تمر به هذه القرية . لامبالاة لعدم البحث والتَقصي عن استفحال مرض السرطان في قريتنا العزيزة.

توفي الكثيرون من القرية بسبب هذا المرض الخبيث، وكل يوم نسمع عن حالات جديدة اخرى لاناس اصيبوا بهذا المرض من كهول وشباب وصبايا وربما هناك حالات لا نعرف عنها.

نسمع ننصت نقول " الله لا يضر حدا،الله يشفيه" ونستمر في هذه الحياة ، دون ان نبادر أو نقوم بشيء أو نتساءل لماذا ؟..لماذا هذه الكثرة من الحالات .

وكأننا مُحَصَنون من هذا المرض لن يقترب الينا،لن يصيبنا, هو بعيد عنا .

لا نريد أن نصبح مثل جحا..عندما قال لهم " طلعت نزلت بعيدة عن ظهري..بَسيطة".

لا أحد منا يضمن دهره وظهره ,لا أحد منا يستطيع ان يشفي نفسه وأبناء عائلته من هذا المرض او غيره.

لا أحد يعرف متى يقرع هذا المرض باب داره ..لا نريد أن ندفن رؤوسنا في الرمل ولا نريد أن نرى وان نسمع.

علينا جميعنا بالمشاركة  وبالتقصي عن تعداد حالات المرض بالسرطان ..علينا جميعا كأفرادومؤسسات  وجمعيات وأطباء وسلطة محلية ...

ربما هناك اسبابا في هذه القرية ,اسبابا ملموسة يمكن أن تكون السبب الرئيسي لهذه الكمية الهائلة من المصابين بمرض السرطان .

أنَصمُت ونجلس مكتوفي الايدي ، لا نحرك ساكنا ولا لسانا وننتظر ونقول" الدور عمين بالمرض"

هناك من يقول لا بل الكثيرين بأن هذه مشيئة الله وقضائه ..وأنا مؤمن ولا اعتراض على مشيئة الله وارادته ولكن ..اعقل وتوكل.

لو أن كل ما يحدث في هذه المعمورة ارجعنا سببه الى الله، واعفينا البشر من اسبابه لجلس كل منا في بيته منتظرا ماذا يخطط له الله, ولكن الامور لا تسير بهذا النحو وبهذا المنطق .

الصرخة موجهة بشكل خاص الى المجلس المحلي ورئيسه السيد مأمون شيخ أحمد .ورؤساء السلطات المحلية في المنطقة,نحن نعرف كمية المسؤوليات التي في أعناقهم,وهي كثيرة, ولكن ايضا حياة الانسان اهم بكثير من اشياء عدة.  عليه ان ياخذ زمام المبادرة بأن يشكل لجنة خاصة من المختصين من ابناء القرية وخارجها وظيفتها البحث والتقصي عن تزايد حالات مرض السرطان في القرية هل هي تحصيل حاصل او ان هنالك مسببات اخرى موجودة في القرية او حولها مثل اشعاعات ، هوائيات، حرائق قد تكون هي السبب الرئيسي لهذه الافة الملعونة التي تصيب  الاخ والاب والابن والقريب والصديق وغيرهم وغيرهم ..

صرخة اطلقها لعلي أجد اذنا صاغية او اذانا صاغية لدى المسؤولين في السلطة المحلية ولدى ابناء هذه القرية العزيزة لنعمل سوية على ايجاد السبب او الاسباب لما يحدث ولا نريد أن نجلس في بيوتنا وننتظر ونقول "الدور عَمين يا أهل البلد ."

نتمنى الصحة والعافية للجميع وان لا يصيبنا ويصيبكم أي مكروه, ولكن هل الامنية والتمني هي وصفة كافية للوقاية, وهل نيل المطالب والبحث عن الحقيقة والصحة في هذا الظرف يأتي بالتمني . بالطبع لا وألف لا .