قدمت المحاضرة لمياء نعامنة، مركزة جمعية "السوار" وهي جمعية لدعم الضحايا الجنسية ورفع الوعي في الوسط العربي.

بدأت لمياء بمحاضرتها بطرح سؤال: هل هذه ظاهرة موجودة في قرانا ومدننا وأحياءنا.. وأشارت لمياء إلى أن الاعتداءات الجنسية كثيرة وهي مشكلة كبيرة تمس كل واحد منا ولا نستطيع أن نقول هذا الموضوع لا يهمني.. ويرافق الاعتداءات بشكل عام حالة إنكار، حيث نسمع دائما من يقول: في بيتي هذا لا يحدث، في بلدي لا يحدث، ليس في عائلتي ولا ضمن طائفتي.. الإنكار ليس بالصدفة، لأنه ليس من السهل التحدث بموضوع الاعتداءات الجنسية والاعتراف بوجوده.. من منا يستطيع أن يعترف بأنه اعتدي عليه، وهذا يحدث عند كل الطبقات الاجتماعية، ولا يمكننا تمييز بروفيل المُعتدي.

وأضافت أن الاعتداءات الجنسية عند كل الديانات هو جريمة، والمتعدي لا يهمه الدين والدين لا يردع المجرمين. 

95% من المعتدين هم ذكور

الاعتداءات تحدث من قبل رجال ونساء، 95% من المعتدين هم ذكور، وهناك اعتداءات من قبل إناث، الاعتداءات من ذكر على أنثى وذكور على ذكور، في جيل الطفولة نسبة المعتدى عليهم من الذكور والإناث متساوية.. الاعتداء الجنسي يؤثر تأثيرا كبيرا على المعتدى، وممكن أن يكون على شكل فعل أو قول أو إشارة، ودائما يتضمن غرض جنسي ومن دون موافقة الضحية.. الاعتداءات تضم في طياتها تحرش جنسي كلامي تمس بحيائنا وأيضا استراق النظر، الكشف عن أعضاء جنسية وهذا النوع من الاعتداءات موجود بكثرة في المدارس.. كذلك عن طريق الانترنيت يوجد تحرش جنسي.

ذوي الاحتياجات الخاصة هم شريحة ضعيفة والإيقاع بهم سهل

اي عملية اعتداء جنسي هي عملية مخططة لان من يخطط الاعتداء يختار ضحيته وعادة تكون الشخصية الضعيفة حوله، وذوي الاحتياجات الخاصة هم شريحة ضعيفة والإيقاع بهم سهل ولا يمكنها التعبير عن ذاتها بسهولة.. حسب الإحصائيات في السوار 50% من الاعتداءات تحدث من داخل العائلة ويليها من البيئة المحيطة ونادرا أن يكون المعتدي غريب.

علامات ما بعد الاعتداءات الجنسية:

علامات جسدية مثل جروح معينة، تقرحات حول الفتحة الشرجي أو المهبل أو عضة أو مصة، علامات حمل، ألعلامات السلوكية مثلا: تبول ليلي، تراجع في التحصيل العلمي، تغيير في عادات الأكل، وعدم التركيز أو العزلة ، الصمت، موجات غضب، بكاء كل الوقت.

الأفلام الجنسية لها تأثير على الاعتداءات، وهنا يأتي دور الأهل ليفحص ويستفسر من ابنه ما حدث، وعلينا أن نشرح لأولادنا ماذا يرون والأولاد يريدون أن يجربوا ما رأوا.. مفضل أن لا يكون تلفزيون أو حاسوب في غرفة الأولاد ودورنا كأهالي مهم جداً. 

التوجه إلى الشرطة

عند وجود حالة اعتداء يجب توجيه المعتدى عليه إلى معالج الذي يفحص إذا كان عليه أن يوصل القضية إلى الشرطة.. قسم من  التوجهات التي تصل إلى جمعية "السوار"، تصل إلى الشرطة، وحينما لا نخبر الشرطة يواصل المعتدي اعتداءه. هناك مراكز في البلاد تعمل مع المعتدين، من عمال اجتماعيين ومعالجون يعلمون المُعتدي أن يختار اختيار آخر غير الاعتداء الجنسي أن يرد بطريقة أخرى..

ذوي الاحتياجات الخاصة ً لهم مشاعر وأحاسيس، ربما لا يعبرون عنها ولكن علينا أن نشعر بهم ونطور طرق تعبيرهم لنصل إليهم، وعلينا كأهالي أن نطور حديثنا إليهم، أن لا نقول لهم عيب وحرام، يجب أن نشرح لهم ما يحدث من خلال حوار مفتوح، نسمعهم ونحاورهم. وننمي عند أبناءنا الشعور بالأمان ولا نلومهم وان لا ننكر إذا حدث اعتداء داخل العائلة.

وفي نهاية المحاضرة شارك الأهالي بطرح الأسئلة، لأنهم يجابهون الخوف فأولادهم ذوي احتياجات خاصة ولا يمكنهم التواصل مع الأهل، وقالت رفقة سليم- رئيسة فرع أكيم في عبلين: إن المخاوف عند الأهل تتزايد، حيث أبناءهم موجودون في مؤسسات خاصة.

وأضافت: بان محاضرة واحدة لا تكفي لتثقيف الأهالي وزيادة وعيهم وجرأتهم للحديث في هذا الموضوع الشائك.