استضافت مدرسة عبلين الإعدادية ثلاثة من رجال الدين الأفاضل ، فضيلة الشيخ جميل خطيب من طائفة الموحدين الدروز ، والأب ديميتريوس سمرا كاهن رعية الروم الاورثوذكس في حيفا وفضيلة الشيخ حسن حيدر امام المسجد القديم في عبلين. وتحدث رجال الدين أمام طلاب المدرسة ومعلميها عن معاني التضحية في الديانات والطوائف المختلفة . وافتتح مدير المدرسة الاستاذ سهيل حاج هذا البرنامج بالترحيب بالضيوف الكرام مشددًا على معاني التضحية التي تنبع من أم القيم وهي المحبة. وعزز مدير المدرسة هذه المعاني التي ترتبط اساسًا بالحياة اليومية، وتحدث عن روح العيد ومعانيه بانها محبة القريب والغريب، محبة الآخر والمختلف ، وتمنى للجميع عيدًا سعيدًا وللحجاج حجًا مبرورًا مسعيًا مشكرًا والعودة سالمين الى اسرهم.

وتحدث فضيلة الشيخ جميل خطيب عن الله سبحانه وتعالى وعن حكمة الخليقة ، وكيف خلق الانسان والازهار والحيوان وكل مكوناتها وجعلها تعتمد الماء اساسًا للحياة ، هذه المادة التي لا لون لها ولا رائحة ولا طعم جعلها شرطًا اساسيًا لاستمرار الحياة وعلينا أن نتخذ من ذلك عبرة.

وتحدث قدس الأب ديميتريوس سمرا عن التضحية الكبرى التي قدمها السيد المسيح فداء للناس جميعًا، وعلمنا ان المحبة هي العطاء بلا حدود، وان الله هو واحد يحب الناس ولا يدعو الى القتل والتدمير ولا يدعو الى الحرب بل يدعونا الى محبة الآخر حتى لو كان عدوه مسترشدًا بوعظة السيد المسيح على الجبل: أحبوا أعداءكم ، باركو لاعنيكم واحسنوا الى مبغضيكم.

وتحدث فضيلة الشيخ حسن حيدر عن أبي الانبياء ابراهيم الخليل الذي أقدم على التضحية بابنه دون تردد استجابة لله عز وجل ، وأكد فضيلة الشيخ على التنوع البشري الذي يعلمنا قبول الآخر لأن الله لو شاء ان يخلقنا امة واحدة لفعل . لكن حكمته في هذا التنوع أن نعيش سوية في حالة انسجام وسلام.

وعاد فضيلة الشيخ جميل خطيب ليجيب عن اسئلة الطلاب واختتم كلماته بصلاة حسب الطقس الدرزي الذي اثار انفعالاً جميلاً لدى الطلاب والمعلمين.