X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
اخبار محلية
اضف تعقيب
28/11/2011 - 07:13:06 am
"الهويّة والمواطنة"؛ ورشة تواصل شبابيّة فلسطينيّة ومساحة للجدل
موقع الغزال

اختتمت جمعيّة الثّقافة العربيّة (الناصرة) ومؤسّسة مواطن- المؤسّسة الفلسطينيّة لدراسة الديمقراطيّة (رام الله)، السبت الماضي 19/11/2011 في فندق "أنكر سويتس"، ورشة التواصل الثقافيّ "الهويّة والمواطنة" التي امتدت على مدار ثلاثة أيام دراسيّة وجمعت 25 طالبًا وخريجًا جامعيّا فلسطينيّا قياديّا من مناطق 48 و67 في برنامج فكريّ، تثقيفيّ وحواريّ مميّز حول الذاكرة والهويّة الفلسطينيّة، والديمقراطيّة والمواطنة، والقضايا العربيّة، من خلال محاضرات قدّمتها نخبة من المثقفين والأكاديميّين، ونقاشات ساهمت فيها القيادات الشابة المشاركة في الورشة.

قيادات شابة تناقش بنقديّة وتساهم في صياغة المواقف

وشهدت الورشة نقاشات فكريّة مثيرة مع المحاضرين وبين المشاركين بعد كلّ محاضرة، أظهرت الوعيّ السياسيّ والثقافيّ النوعيّ عند القيادات الشبابيّة الفلسطينيّة المشاركة وتوجهاتهم النقديّة التي تسائل المقولات المختلفة ولا تكتفي بالتلّقي بل تتفاعل وتساهم ليس في ميدان الفعل السياسيّ والمجتمعيّ بل في صياغة الفكر والمواقف، حيث طرح المشاركون الأسئلة والآراء وناقشوا الجوانب المختلفة من القضايا المبحوثة. من جهة أخرى، شهدت الورشة أجواء تواصل اجتماعيّ مميّز وانسجامٌ رائع بين كلّ المشاركين فتحوّلت "أرقام" المناطق إلى تصنيفات غير ذات صلّة في كلّ أنشطة الورشة، في النقاشات وفي الأمسيات الاجتماعيّة والثّقافيّة لتؤكّد قدرة الهويّة والوعيّ والثقافة على تقصير مسافات الواقع السياسيّ المغاير لأبناء الشعب الواحد. 

شلحت: للثقافة دور مركزيّ حاسم في صوْن الهويّة الفلسطينيّة
 
بدأت ورشة "الهويّة والمواطنة" عصر الخميس 17/11/2011، وكانت المحاضرة الأولى ضمنها للباحث أنطون شلحت حول "دور الثقافة في صياغة الهويّة"، تحدّث خلالها عن الدور المركزيّ والحاسم للثّقافة في صوْن الهويّة الفلسطينيّة عند الفلسطينيّين في الداخل، وكذلك في مناطق الوجود الأخرى، وأكّد الحاجة للاستمرار في خوض المعركة على صوْن الهويّة لأنّها مصيريّة بالنسبة للشعب الفلسطينيّ كي يحيا حياته طبيعيّة، التي بترت في العام 1948، وكي تنقذ الهويّة الفلسطينيّين من حالة الاغتراب في مختلف مناطق وجودهم وشتاتهم، مركزًا على التجربة الفلسطينيّة في مناطق 48.
واعتبر شلحت أنّ الهويّة الثقافيّة التي تميّز الجماعات القوميّة والوطنيّة هي عنصر هام في صياغة الهويّة الفلسطينيّة، في وقت تخضع الهويّة السياسيّة إلى مشروعات السياسيّين التي لا يمكن أن تحيط بكلّ جوانب معركة الحفاظ على الهويّة الجماعيّة، حيث تلعب مضامين الثّقافة ومجالات العمل الثقافيّ والفكريّ دورًا شديد الخطورة والأهميّة حمت تاريخيًا الهويّة الفلسطينيّة في مقابل المشروعات السياسيّة المقيّدة في واقع وحدود فعلها السياسيّ. 
 
وتساءل المشاركون عن صحّة إغفال الفعل السياسيّ الجماهيريّ الفلسطينيّ في حماية الهويّة والتأثير عليها، وعن إمكانيات الفصل بين الهويتين الثقافيّة والسياسيّة في السياق الفلسطينيّ، وعن ملاءمة تشخيص المحاضر لدور الثقافة في صياغة الهويّة عند كلّ الفلسطينيّين.

فخر الدين: الانتداب البريطاني سعى لبناء شعب ثنائي العرق في فلسطين
 
ثمّ قدّم د. منير فخر الدين، الأستاذ المحاضر في جامعة بير زيت، محاضرة حول التاريخ الاجتماعيّ لفلسطين قبل النكبة، تركّزت بالأساس حول المناهج البحثيّة الأمثل للتأريخ، في ظلّ الإشكاليات الفكريّة والنظريّة للكتابة التاريخيّة التي اعتبرها ساحة صراع سياسيّة أساسيّة، ومبرزًا القصور في التأريخ الفلسطينيّ الذي اعتمد على مذكرات الشخصيات الوطنيّة وأهمل الأرشيف، وقال إنّه على الفلسطينيين خوض معركة كتابة تاريخهم الاجتماعيّ وتوثيق مناحي وجود المجتمع الفلسطينيّ قبل العام 1948 وآثار الانتقال من مجتمع تقليديّ إلى مجتمع مدنيّ مثلاً، وهي مهمة أصعب من كتابة التاريخ السياسيّ.
 
ثمّ فخر الدين إلى حقبة الانتداب البريطانيّ على فلسطين، وقال إننا لا نعرف التاريخ الانتدابيّ وهناك هيّمنة لادعاءات غير دقيقة حول تلك الحقبة، فالانتداب البريطانيّ جاء في البداية ليخلق شعبًا ثنائيْ العرق وحالة من الصراع، وعلى أساس هذا الهدف وضع سياساته الديمغرافيّة وقوانين الأرض، وهذه الاستنتاجات تفتح آفاق معرفيّة جديدة وتتطلب إعادة تفكير بالسياسة البريطانيّة، ففهم عمل السلطة الانتدابيّة على الأرض بناءً على الأرشيف الذي يظهر الاستعمار بلغة قانونيّة وبيرقراطيّة جافة لكنه يكشف عن سياسات كنا نجهلها بسبب اعتمادنا على المذكرات فقط في فهم الفترة الانتدابيّة. وأكّد فخر الدين أنّ النكبة لم تكن النتيجة الحتمة لمسيرة الشعب الفلسطينيّ.
 
وطرح المشاركون تحديات فكّ الارتباط بين التاريخ الفلسطينيّ والتاريخ الصهيونيّ في عملية التأريخ، وإشكاليات عدم وجود مرجعيّة تاريخيّة حول التاريخ القديم لفلسطين مقابل قدرة الحركة الصهيونيّة على نشر روايتها التاريخيّة لا سيّما لاعتمادها على الكتب الدينيّة كأنّها مصادر معرفة تاريخيّة، كما تحدثوا عن سرقة الصهيونيّة للثقافة الفلسطينيّة.

محارب: الأنظمة العربيّة الاستبداديّة قتلت الأمل بالمشروع القوميّ
 
في مفتتح اليوم الثاني للورشة، قدّم د. محمود محارب،أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة القدس محاضرة حول المشروع القوميّ العربيّ، الذي قال محارب إنّ جمال عبد الناصر قد مثّله كونه قاد مشروعًا سياسيًا حقيقيًا ذا قاعدة وهي الدولة المصريّة ورؤية نهضويّة حداثيّة وقوة جماهيريّة هائلة، لكن المشروع واجه قوى دوليّة وإقليميّة علمت ضده، كما أنّ هزيمة 1967 ضربت هذا المشروع، وقال إنّه بعد وفاة عبد الناصر غيّر السادات كلّ المسار لتصبح مصر في فترته قاعدة أساسيّة لضرب حركات التحرّر والمشروع القوميّ.
 
ثمّ تحدّث محارب حول بنيّة الأنظمة العربيّة القطريّة التي صادرت الحقوق من مواطنيها وحكمت بالاستبداد والإذلال وفشلت في توفير حياة كريمة وقامت ب"قتل الأمل" بتحقيق المشروع القوميّ، وقال إنه لا توجد قوة سياسيّة حقيقيّة ومنظّمة تحمله اليوم علمًا أنّ الفكرة لا زالت سائدة ومركزيّة عند المثقف والإنسان العربيّ لكنه يراه بعيد الأمل. وقال إن المشروع القوميّ يجب أن يتجدّد ويتعاطى مع قضايا الناس الحقيقيّة وأن يكون واقعيًا ثوريًا وعقلانيًا، وأن يرتكز على الحريّة الفرديّة والجماعيّة ضمن حد أدنى من الحقوق الاجتماعيّة في نظام سياسيّ ديمقراطيّ، وأن يحترم كلّ الأديان، ويعترف بأهميّة الإسلام كثقافة وحضارة لكنه يؤكّد أنّ الدولة لا تعمل وفق الإملاء الدينيّ. وعدّد محارب عددًا من المقترحات التي قد تدفع نحو المزيد من التعاون العربيّ مثل إلغاء التأشيرات ومناهج تعليم مشتركة وما إلى ذلك.
 
وناقش المشاركون موضوع مصالح الأنظمة العربيّة في الوحدة، وحول تأثير ازدياد نفوذ الحركات الإسلاميّة على الطموح القوميّ العربيّ فكريًا، وحول مستقبل القوميّة العربيّة في ظلّ التدخلات الأجنبيّة في شؤون الدول وإمكانيات تعاونها، وعلاقة القوميّة بالقضيّة الفلسطينيّة، وعن مدى قدرة الفكر القوميّ على تجاوز الرؤيّة الأحاديّة لاستيعاب الأقليات القوميّة في العالم العربيّ وحقوقها الجماعيّة في أنظمة ديمقراطيّة.     

البديري: الديمقراطيّة في العالم العربيّ ستكون "مطعّمة" بالخصوصيّة الثقافيّة المحليّة
 
واستعرض د. موسى البديري، الأستاذ المحاضر في جامعة بير زيت، في بداية مداخلته نموذج نشوء النظام الديمقراطيّ في بريطانيا كنموذج للديمقراطيّة الأوروبيّة الغربيّة، وتشكيل النظام الملكيّ الدستوريّ فيها كإحدى نقاط البداية الممكنة للديمقراطيّة الحديثة، والتي هي نتاج للظروف المعينة التي نشأت فيها، حيث هدفت إلى مأسسة الصراع الطبقي الناتج عن الثورة الصناعيّة والتمدين وولادة الطبقة العاملة، بهدف إيجاد طريقة لاستمرار التعايش بدون تمزّق المجتمع من خلال التوصل لحلول وسط مؤقتة تمنع اندلاع الصراع وتحافظ على السلم الأهليّ.
 
كما تحدّث البديري عن تغيّر المضمون السياسيّ لمفهوم "الشعب" في العديد من التجارب السياسيّة الحديثة، وعن السعي لفرض الانسجام بين "الشعب" وإنكار التمايزات والتعدديّة داخله، وعن الاختلاف في فهم دور الدولة في التجارب المختلفة، مثل الفرق بين المفهوم الأمريكيّ والأوروبيّ للدولة.
 
وفيما أكّد خصوصيّة الديمقراطيّة في البلدان التي نشأت فيها، تساءل البديري عما هو مطروح أمام العالم العربيّ: وقال البديري إنّ الديمقراطيّة التي ستنشأ في هذه المنطقة ستكون بالضرورة "مطعّمة"، ليس فقط بالأدوات الديمقراطيّة مثل تداول السلطة وحرية النشر وتكوين الأحزاب، بل بمضمون ناتج عن الثقافة السائدة والتي هي ثقافة عربيّة إسلاميّة، وهذا الأمر أصبح واضحًا بعد تجارب ليبيا وتونس وأماكن أخرى، حيث ستنتج صيغة ديمقراطيّة محليّة في إطار عالميّ، تمامًا كما أنّ ما نتج في الغرب "مطعّم" بالمحليّة المرتبطة بالتاريخ الأوروبيّ وخصوصياته.
 
واستوضح المشاركون حول مسألة دور الدولة في حياة المواطنين في الفكر السياسيّ اليساريّ واليمينيّ، والعلاقة بين الإسلام والديمقراطيّة، وحول الصيرورة الثوريّة الديمقراطيّة في العالم العربيّ ومكوّناته، وحول تأثير مدى التنظيم السياسيّ للقوى المختلفة على المستقبل السياسيّ للدول العربيّة وهوية أنظمتها وشعوبها.

د. إصلاح جاد: بعد أوسلو بنيت صورة النساء االفلسطينيات ضمن مواطنة في إطار كولنياليّ
 
وتطرقت د. إصلاح جاد،الأستاذة المساعدة في دائرة الدراسات الثقافية ومعهد دراسات المرأة بجامعة بير زيت، إلى النقد النسويّ العالميّ والعربيّ لمفهوم المواطنة الغربيّ الليبراليّ، معتبرة أنّ المواطنة رغم كونها تحولاً جذريًا في علاقة الناس بحكامهم وأعطتهم قوة كأصحاب حق إلا أنّها ميّزت دائمًا ضد النساء، أما في العالم العربيّ فالحقوق هي علائقيّة مرتبطة بوسائط المبنى الاجتماعيّ (القبيلة، الطائفة..) لتحصيلها من الدولة وغير مبنيّة على الفرد المذرّر، وبالتالي فالمرأة العربيّة مرتبطة بالعائلة لنيل حقوقها، واستعرضت النقاش النسويّ الدائر حول تأثير الحقوق العلائقيّة، وحول العلاقة بين المساواة والاختلاف.
 
كما تطرّقت د. إصلاح جاد إلى بناء الهويّة الفلسطينيّة ورؤية وتصوّر المرأة فيه من المنظورين الوطنيين العلمانيّ والإسلاميّ، ففي فترة الانتداب البريطاني تشكّلت الهويّة الفلسطينيّة في معرض الصراع مع الحركة الصهيونيّة من خلال النخب التي حاولت تقديم رؤية عن مضمون الهويّة الفلسطينيّة، ففي ثورة 1936 كان هناك تمايز بين نساء الأعيان ونساء الفلاحين، عكس طرائق النضال المختلفة والمتفاوتة. وفي مرحلة تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كان هناك صراع في التعبير الفكريّ حول صورتين للمرأة؛ صورة المرأة الولود وصورة المرأة المناضلة، ثمّ تطرقت جاد إلى عملية إعادة بناء صورة النساء الفلسطينيات بعد أوسلو ضمن إعادة بناء الهويّة الفلسطينيّة للإنسان الفلسطينيّ وتغيّر المثل المكوّنة لها وديناميكيات الإقصاء، وهي هويّة ضمن مفهوم مواطنة في إطار كولنياليّ.
 
وتوقّف المشاركون عند تأثير تأسيس النقابات والاتحادات والجمعيّات النسائيّة الفلسطينيّة على صياغة الهويّة، وحول قمع المرأة بعد دورها في الانتفاضة، كذلك في الأحزاب الوطنيّة والإسلاميّة ووجودها الشكليّ عمومًا فيها ومدى تذويت الكوادر لقيم المساواة والعدالة الاجتماعيّة.

تلحمي: بوابات الحلول السياسيّة مسدودة وعلى الفلسطينيّين الصمود واستغلال التغيّر في موازين القوى
 
واستعرض الباحث داود تلحمي في محاضرته "انسداد بوابات الحلول الأمريكيّة والإسرائيليّة وتعزّز خيار الاعتماد على الذات وعلى المحيط الإقليميّ المتغيّر"، تاريخ المحاولات المتواصلة لإيجاد حلٍ للقضيّة الفلسطينيّة، منذ سقوط "الحلّ الأردنيّ" في 1987 وفكّ الارتباط الإداري مع الأردن بعد الانتفاضة التي اندلعت في فترة شهدت فيها منظمة التحرير الفلسطينيّة ضعفًا شديدًا، حيث أوجدت الانتفاضة فرضة لانتزاع الدولة وزوال الاحتلال وقيادة وطنيّة موحّدة في حينه، لكن كانت فرضية خاطئة هي أنّ الدولة تأتي عبر البوابة الأمريكيّة، ثمّ مؤتمر مدريد في العام 1991 واتفاقية أوسلو والانتفاضة الثانيّة والانفصال عن غزة وتوسّع الاستيطان الإسرائيليّ في الضفة الغربيّة.
 
وأكّد تلحمي في محاضرته أنّ الشعب الفلسطينيّ موجودٌ الآن في مأزق وأمامه طريقٌ مسدود حيث لا أفق ولا حلّ يبدو في الأمد القريب، دون تغيير موازين القوى الإقليميّة والدوليّة، فإسرائيل لا تريد ان تنسحب من الضفة الغربيّة لتعطي الفلسطينيّة "دولة صغيرة"، وأنّ على الشعب الفلسطينيّ أن التمسّك بخيار الصمود والتنّبه للمتغيرات الإقليميّة في هذه المرحلة التاريخيّة واستغلال التغيّر في موازين القوى لصالحه.
 
 وتحاور المشاركون حول الخيارات المطروحة لإعادة اللحمة الفلسطينيّة وتوحيد البوصلة وقضية تمثيل الشعب الفلسطينيّ وأزمة الثقة في القيادة وقدرتها على استغلال الثورات العربيّة لمصلحة الشعب الفلسطينيّ، وتساءلوا عن رؤية المحاضر حول مناحي تغيّر موازين القوى، والبدائل عن حلّ الدولتين التي رأى تلحمي أنّه قد سقط، لا سيما رأيه بحلّ الدولة الواحدة.

جقمان: نشهد تحولا سياسيًا قد ينتج نموذجًا ديمقراطيّا عربيّا إسلاميّا خاصًا
 
وتطرّق د. جورج جقمان،مدير عام مؤسّسة "مواطن" والأستاذ المحاضر في جامعة بير زيت، في بداية محاضرته حول "المخاطر على الديمقراطيّة ومن الديمقراطيّة في بداية التحوّل السياسيّ" إلى وجود عوامل خارجيّة وأخرى داخليّة تؤثر في الوضع العربيّ العام، مع الاختلاف بين البلدان المختلفة، كما طرح أسئلة حول تسمية التحولات السياسيّة فيها "ثورة" بما أنّ ما تمثّله لم يحصل إلى الحكم، واعتبر أنّ الوضع خارجيّ حاسمٌ أيضًا ومرتبط بمنظور الدول التي يهمّها "من سيستلم بعد".
 
وركّز جقمان على التحوّل السياسي في مصر والإنجاز الحاصل خصوصًا في تثبيت الشعور بإمكانية التغيير، وقال إن مصر تواجه ثورة مضادة يقودها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وبيّن العديد من جوانب هذا التحوّل، وخصوصًا ظهور مفهوم "الدولة المدنيّة" وهو مصطلح غير موجود في القاموس السياسيّ، كحلّ وسط بين العلمانيّين والمتدينين، والدور المهم الذي يلعبه الأزهر في هذا الإطار، وتوقف عند غموض مفهوم "المبادئ الكليّة للشريعة الإسلاميّة" المقترح في وثيقة الأزهر.
 
كما تطرق جقمان إلى أنّ النخب الشبابية السياسية في مصر، بما فيها شباب "الإخوان المسلمين"، في حال استلمت السلطة بعد فترة معينة، ستقوم ببناء نموذج سياسيّ جديد؛ ديمقراطيّ وعربيّ وإسلاميّ، وسيكون إسهامًا عربيًا في النماذج الديمقراطيّة في العالم، مؤكدًا على أهمية ما يحصل في مصر تحديدًا على العالم العربيّ.
 
واهتم المشاركون بقراءة جقمان في نتائج الانتخابات التونسيّة وبحركة النهضة، وعن إمكانيات العودة إلى الوراء في حال سيطرة قوى غير ديمقراطيّة على الأنظمة، كما ناقش المشاركون مع المحاضر تعقيدات وغموض الواقع السوريّ وقرار الجامعة العربيّة واحتمالات التدخل الأجنبيّ أو الحرب الأهليّة.

قسيس: لنضع الأسئلة الديمقراطيّة الجوهريّة دون قيود التفكير الواقعي!
 
طرح الباحث والأكاديميّ د. مضر قسيس، الأستاذ المحاضر في جامعة بير زيت في محاضرته حول "مغزى المواطنة في الديمقراطيّة" العديد من الأسئلة الفكريّة الجذريّة حول موضوعة المواطنة في السياق الفلسطينيّ والعربيّ المعاصر، وأكّد قسيس على ضرورة طرح المشاريع السياسيّة الديمقراطيّة الجوهرانيّة، منوهًا أيضًا إلى أنّه في السياق الفلسطينيّ غابت القدرة دومًا على الإجابة على سؤال ماذا نريد فعلاً وبالتفصيل، واكتفت القوى السياسيّة الفلسطينيّة بالإجابة على سؤال ماذا لا نريد متهربة من طرح المشاريع السياسيّة لأسباب عديدة، لتتحوّل إلى أدوات قابلة للاستخدام المجاني من قبل الاحتكارات والقوى السياسيّة الدوليّة والاتجاه السائد الذي يفشل مرة تلو الأخرى لكننا لا زلنا نقبل بمنتجاته الإعلاميّة.
 
منتقدًا تسليع المكوّن السياسيّ، حيث يتمّ استهلاك الأسئلة والأجوبة السياسيّة (مثل الفجوة بين أسئلة ميادين التحرير وجواب الإسلام السياسيّ، أو التبني الخامل للنماذج السياسيّة الغربيّة) بدل إنتاج الأفكار والشعارات السياسيّة المواطنيّة وطرح أسئلة تتجاوز الأسئلة المهيّمنة، ووضع شروطًا لوضع هذه الأسئلة والتي تتمثّل بالأساس بعد الرضوخ للواقعيّة السياسيّة وقبول ما هو متاح بدل التفكير في ما هو متصوّر ومنشود، حيث على نقاش المواطنة أن يرتبط بجوهر الديمقراطيّة ليكون ذو معنى سياسيّ حقيقيّ.
 
واهتمّ المشاركون بطرح العديد من الأسئلة على قسيس، وخصوصًا حول دور المثقفين في العمل السياسيّ وتحويل الأفكار إلى مشاريع سياسيّة. 
 
التلخيص؛ على التواصل أن يستمر ويتعزّز
 
وفي معرض جلسة تلخيص وتقييم الورشة، أكّد د.روضة عطا الله، مدير جمعيّة الثّقافة العربيّة، على أهميّة تنظيم برامج التواصل الوطني الثقافيّ المشتركة، وضرورة تنظيم ومأسسة هذا التواصل من خلال تخطيط يسعى لاستمراريته وديمومته ودفعه لمسار صياغة الهويّة الفلسطينيّة والمساهمة في الثقافة العربيّة، واستمعت لتقييم المشاركين في الورشة لها وتوصياتهم لسبل الاستمرار في هذه الأنشطة التواصليّة الثقافيّة.
 
من جهتهم، أكّد المشاركون سعادتهم بالمشاركة فيها وقيّموا مضامينها وفرصة اللقاء مع بعضهم، وأهميّة أن تتضمن اللقاءات القادمة مساحة أوسع للنقاش والحوار ومشاركة الناشطين القياديين الشباب بمداخلات لهم واستضافة ناشطين ميدانيين، وضمان عقد لقاءات قريبة حتى لو كانت لمدة أقصر وتتركّز في مواضيع عينيّة وتبحثها من جوانب عدة، كما قدّموا اقتراحات لإقامة أنشطة مشتركة. 

































Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت