تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
تفتتح فلسطينيات عصراليوم الخميس, معرض صور فوتوغرافية للمصورين والناشطين في فلسطينيات, ابتسام سليمان من رام الله ويوسف اغبارية من ام الفحم, ضمن نشاطات مؤتمر فلسطينيات لمناهضة العنصرية والابرتهايد الاسرائيلي. ويتضمن المعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية, التي قام المصوران بتصويرها اثناء نشاطهما المشترك في مجموعة فلسطينيات من اجل حراك وطني ومدني, التي تعمل بشراكة مع الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان.
بدات فلسطينيات نشاطاتها الوطنية قبل عام, وعملت بشكل مكثفلمناهضة العنصرية والابرتهايد الاسرائيلي, وذلك من خلال اعادة بناء الروابط بين ابناء الشعب الواحدوالغاء القيود الاجتماعية والانسانية الناتجة عن جدار الفصل العنصري, بناء استراتيجية فعلية للمقاومة الشعبية الموحدة, واعادة القضايا الوطنية والاجماع الوطني حولها مثل قضايا العودة لقرانا المهجرة, وقضايا الاسرى, وقضايا التهجير والتهويد.
عملت فلسطينيات على مدار العام الماضيمن اجل المبادرة لحراك وطني ومدني واسع يستحضر قوتنا واقلامنا لنخط تاريخنا بأيدينا, بعد ان عبثت بها ايادي الاستعمار وعاثت به لتطهره وتلغيه عن الوجود.
يحتوي معرض الناشطة والمصورة ابتسام سليمان على مجموعة من الصور للطفلة غنى من مجمع الحديدية في الاغوار, والغرض من معرض ابتسام سليمان عن غنى, ببساطة الاطار الفوتوغرافي, لا يعبر ولا يقتصر على قدرة ابتسام على الابداع والتصوير الجمالي لغنى , والبيئة الريفية حولهما, بل هو معرض الذي يحاول ان يبحث في العلاقة بين آلة التصوير التي بحوزتها وبين التأثير الذي تحدثه هذه الآلةعلى عملية التصوير الفوتوغرافي .
ابتسام سليمان وصلت للأغوار مع آلتها ضمن حملة "عين حجلة" للأغوار, وهي حملة تواصل ودعم صمود قامت بها فلسطينيات لأهلنا الصامدين في الاغوار, الذين يعانون من ابشع ممارسات التطهير العرقي, والهدم اليومي لبيوتهم, وتجفيف مياه الآبار وتعطيشهم وتجويعهم وحرق لمراعيهم, هذه الحملة قامت بالمبادرة اليها فلسطينيات وبالتنسيق والمشاركة مع نشطاء المقاومة الشعبية يومين بعد ان هدم جنود الاحتلال قرية عين حجلة في الاغوار, التي استطاع نشطاء المقاومة الشعبية الدخول اليها واعادة اعمارها والعودة اليها طوال اسبوع.
كان نشاط قرية "عين حجلة" بمثابة تتمة ورافعة لنشاطات المقاومة الشعبية, التي ارتقت من مرحلة رد الفعل الى مرحلة المبادرة والفعل في الدفاع عن اراضينا المهددة بالتهجير, والتهويد, وكانوا قد سبقوا هذا النشاط بقرية "احفاد يونس", وقرية "باب الشمس", ليمثلوا حالة من المقاومة الفلسطينية التي تصر على العودة الفعلية, وتمثل درجة عالية من التنسيق والشراكة بين نشطاء المقاومة الشعبية, وهذا ما يتلائم مع النشاطات التي قامت فيها فلسطينيات في القرى المهجرة, من اعادة الحياة اليها وتثبيت اللافتات بمداخلها والدخول الى المستعمرات القائمه على اراضيها, ومواجهة المستعمرين داخل مساكنهم محملينهم مسؤولية استمرار تهجير اهلها.
تعود وتبحث ابتسام سليمان من خلال معرضها, في العلاقة التي تنتج وتتطور بين غنى وبين آلة التصوير التي بحوزتها, والتي اخذت تتبع خطوات غنى وحركاتها, هذا التناغم ما بين غنى وآلة التصوير كان بواسطة ابتسام سليمان التي ضغطت على زر آلة التصوير . بمعنى آخر ابتسام سليمان من خلال معرضهاتستحضر القضية الانسانية, من خلال الوجود الانساني للمصورة التي هي,ولغنى التي في مركز الصورة, وكل ذلك من خلال عملية التصوير والحركات الناتجة عنهما مع وجود آلة التصوير.
اذا نظرنا الى العلاقة الناتجة بين المصورة ابتسام وبين آلة التصوير, نجد ان وجود آلة التصوير جعلتها تصل للأغوار تبحث عن القصة وعن القضية وعن الانسان وعن ما يجسد اطار لصورتها الفوتوغرافية.
من خلال هذه الظروف التي اوصلت بابتسام الى الاغوار وجود آلة التصوير بيدها, رسمت طابع خاص لعلاقة ابتسام بغنى ولقدرة ابتسام على التواصل مع غنى والتماهي مع قصة التهديد اليومية التي تعيشها,وانطلقت تصورها لتدون وتوثق لحظات مع حركات غنى, هذه الحركات لم تبقى داخل اطار الصورة بل اصبحت عابرة الى ما هو ابعد وما هو حول ومحيط اطار الصورة, وتحولت الى حدث والى عملية تصوير التي تربط بين العديد من الناس, وهي عبارة عن عملية تحقق نظرة مسؤولية ونظرة اهتمام والتزام عملي ومدني التي تحول صورة غنى الى رسالة لا تخص فقط ما نراه في الصورة, بل تخص كل المجال المدني الذي نستحضره من خلال الصورة, ومن دون هذه المسؤولية وهذه النظرة المدنية, تبقى صورة غنى مثل اي شهادة على معاناة الآخرين.