انطلقت مساء الجمعة من ساحة فرجي في عكا القديمة مظاهرة حاشدة دعت اليها جبهة عكا احتجاجا على ظاهرة العنف التي راح ضحيتها مؤخرا غالية خليل عرابي (ام ادهم)، حيث وجدت جثتها بعد ان اشعلت النار بها بجانب الشارع  الرئيسي بين عكا ونهريا. اثر اختفاء اثاراها في وضح النهار عند قيامها بزيارة لأبنتها في قرية المكر.

هذا وتقدم المظاهرة اوركسترا الشبيبة الشيوعية يقرعون طبول الاحتجاج والحزن على المغدورة ام ادهم ومن خلفهم بمسيرة مشاعل، سار في مقدمتها عضوا الكنيست محمد بركة والدكتور حنا سويد علي حريكي وإبراهيم خطيب والشيخ محمد سالم وعضو بلدية عكا احمد عودة وزوج وأقارب الحاجة غالية. كما انضم الى المظاهرة عضو الكنيست السابق الشيخ عباس زكور، بالإضافة لبعض المشاركين من بعض القرى الجليلية وأطفال من المدينة وبحضور نسائي بارز، رفرفت بينهم اللافتات تقول، "كلنا ام أدهم" و" اليوم ام ادهم غالية خليل وغدا من"؟! وغيرها من لافتات منددة بالعنف مستنكره تقاعس الشرطة في الكشف عن من تلطخت اياديهم بدماء غالية، وكبح ظاهرة العنف المستشرية. في حين كانت التظاهرة تسير باتجاه ميناء عكا على اسم المناضل عيسى العوام مرورا بأزقة عكا وتحت اقبيتها، حيث وقف الاهالي امام  البيوت وعلى الشرفات مبدين دعمهم للمظاهرة معلنين احتجاجهم على تقاعس الشرطة الى ان وصلت المسيرة الى ملتقى جامع الجزار وامام خيمة الاحتجاج  اقيمت خيمة اعتصام أشرف عليها رئيس جمعية عكا بلدي الناشط فخري البشتاوي  حيث استقبل بصحبة الشيخ سمير عاصي إمام جامع الجزار، التظاهرة حيث رحّب عاصي بأعضاء الكنيست والشبيبة الشيوعية والنساء وباقي الحضور، ثم قال، لم يهدأ لنا بال ولا تقر لنا عين حتى يوضع حد للجريمة والكشف عن الجناة ومعاقبتهم، مؤكدا على  اهمية الوحدة لدى ابناء الشعب الواحد في التصدي لمثل هذه  الجرائم النكراء، وضرورة الاستمرار في رفع الصوت بمثل هذه الاحتجاجات وغيرها ونشر الوعي بين الاجيال الطالعة محمّلا الشرطة مسؤولية الحافظ على امن المواطن والكشف عن المجرمين لينالوا عقابهم الصارم.

ثم تكلم النائب محمد بركة فبدأ كلمته بتقديم التعازي لذوي الحاجة ام ادهم متسائلا لماذا يلطخ وجه مجتمعنا بدماء الاجرام، لماذا يسفك الدم؟ ما دائرة العنف هذه التي تحصد الابرياء ونقاء وصفاء مجتمعنا العربي. مضيفا ان القتلة يتربصون بالجميع ومن يقتل لا يعود.. يساهمون في اقتلاعنا من وطننا، وهنا في عكا بالذات حيث يتشبث اهاليها العرب ببيوتهم وبقائهم في مدينتهم  صامدين امام موجات الترحيل والتهويد. وهم، أي الجناة، بما يقومون به من عنف وقتل يساعدون هذه السلطات التي تنقط عنصرية وعداءً للعرب، يريدون لنا أن لا نكون، فالى متى تبقى هذه الثلة البائسة تنخر في مجتمعنا تسفك دمنا تقدم الهدايا لأعداء وجودنا وحضارتنا

اما الدكتور حنا سويد رئيس فحيا المشاركين في التظاهرة قائلا، ان مثل هذه المسيرة بين زقاقات وبيوت عكا العامرة بأهاليها تؤكد بأننا جميعا الام الحقيقية  لهذا الشعب، ويؤلمنا ويؤسفنا ما نراه يحصل على الساحة العكية، مناشدا اهالي عكا بالخروج لنتصدى سويا لهذا الوحش الكاسر الذي يكاد يقضي على المجتمع العكي مضيفا ان ما يبلغه عن الجرائم التي تهدد هذا البلد فيحضره قول المتنبي: أبنتَ الدهر عندي كل بنتٍ ** فكيف وصلتِ أنتِ في الزحام. مؤكدا انه ينوه بهذا لانه يرافق عكا بشخصياتها الوطنية والاجتماعية وأعضاء من بلديتها في التصدي لمحاولات تصفية الوجود العربي وإفشال كل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد العرب في هذه المدينة العملاقة..

 كذلك عضو البلدية احمد عودة اكد ان هذه المظاهرة تعبر عن الوجه الحقيقي الناصع للعكيين، ذلك الوجه الذي يرفض الجريمة ومختلف اشكال العنف، مضيفا ان مظاهر العنف ترتبط بشكل مباشر مع مخططات التهويد والترحيل التي تهدد المدينة حيث اخذت تتعمق فكرة ترك المدينة والرحيل عنها درءا للعنف المستشري وخوفا على مستقبل عائلاتهم.

من جانبه ادهم عرابي نجل المغدورة غالية شكر بكلمة شجية معبرة المشاركين قائلا انه لم يخطر بباليه يوما ان تطالهم يد العنف.  داعيا الى الوحدة لمقاومة عنف قبل ان يحرق الاخضر واليابس. كذلك فخري البشتاوي رئيس جمعية عكا بلدي اكد ان خيمة الاعتصام والاحتجاج تستقبل الوفود وتنشط حتى تكشف الشرطة عن الجناة والقبض عليهم ومعاقبتهم ليكونوا عبرة لغيرهم.