*بركة: جوقة الرياء في الكنيست تعتقد ان هناك مجازر حلال ومجازر حرام وتبكي مجازر سورية وتتجاهل مجازر غزة والعراق

*بركة يؤكد: تركيا تقوم بدور أميركي في المنطقة ومصالحها مشتركة مع إسرائيل خدمة للمصالح الأميركية

هاجم النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في خطاب له امام الكنيست اليوم الاربعاء، أعضاء الكنيست والمسؤولين الاسرائيليين في تلونهم المفضوح، في التعامل مع الأحداث الجارية في سورية، مؤكدا وقوفه إلى جانب الشعب السوري، ولكن في نفس الوقت ضد محاولات فرض الهيمنة الأميركية بالأدوات الاقليمية مثل تركيا وغيرها.

وجاء هذا في كلمة النائب بركة، لدى مناقشة الكنيست الأحداث الاخيرة في سورية، وقال بركة مفتتحا كلمته، لا يمكن للانسان أن يقف لا مباليا أمام المجازر والجثامين المتراكمة في سورية، والعنف المستشري، في ما يجري في سورية، ولا مكان للتردد في الموقف، فأنا أقف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه الصادقة والعادلة، من أجل الديمقراطية ومن أجل التقاسم العادل للثروات، ولهذا فإن نضاله عادل، كما أنا ضد الحل الذي يفرضه النظام، حل عسكري وارفضه كليا.

وتابع بركة قائلا، موجها كلامه لأعضاء الكنيست قائلا، إنني في المقابل ضد مظاهر التلون التي نشهدها في العالم وفي هذا المقر بالذات (الكنيست)، وكأن هناك مجازر حلال ومجازر حرام، فلم نر ولم نسمع أولئك الأشخاص الذي يقفون هنا، ينبذون المجازر التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قصف أحياء من الجو، ومشاهد جثامين الأطفال، ففقط قبل ايام قليلة تم اغلاق أحد الملفات الخطيرة، بشأن تورط جنود وضباط بقتل عائلة بأكملها في غزة، دون توجيه لوائح اتهام ومحاسبة.

الهيمنة الأميركية

ولم نسمع أصوات النحيب هذه إبان المجازر الأميركية في العراق، فهناك فقد مليون ونصف المليون من العراقيين حياتهم، ولم نسمع اصوات النحيب إبان المجازر الاميركية في أفغانستان،  فنحن ابعد ما يكون عن حركة طالبان ولكن شعبا بأكمله ومئات الوف الضحايا يدفعون ثمن الهيمنة الاميركية، شعوب بأكملها تدفع ثمنا بحياتها ومستقبلها، تحت شعار المعركة من أجل الديمقراطية، فأين هي تلك الديمقراطية؟.

وتابع بركة قائلا، أنتم تتحدثون هنا ايضا عن ليبيا والنظام السابق هناك، ولكنكم لا تتحدثون عن أن جيوش الناتو قتلت هناك 150 ألف ليبي، في القصف الجوي على الشعب الليبي، والقائمة طويلة.

وشدد بركة قائلا، إن بكاء الغرب على الدول العربية وسورية، ليس من اجل الشعوب العربية بما فيها السورية، وإنما من اجل الهيمنة الغربية والأميركية، خاصة وأن سوريا باتت الشاطئ الأخير على البحر الابيض المتوسط خارج الهيمنة الأميركية، وهذا هو الاساس.

وردا على مقاطعات من النواب، قال بركة، إنني لا أميّز بين دم ودم، فالانسان هو انسان، والمجازر هي مجازر، لا يمكن القول إن الأنظمة الموالية للأميركان، السعودية وقطر والبحرين، هم أبطال الديمقراطية، فهل ما يجري في البحرين هو من أجل الديمقراطية، وهل التنكيل هناك بالمعارضة هو من اجل الديمقراطية؟.

خلافات تركيا واسرائيل مزعومة

وقال بركة، إنني مع مطالب الشعب السوري، ولكنني ايضا ضد تدخل الغرب، بما في ذلك المهمة التي تم تكليف تركيا بها، فأنا لا أشتري الخلافات المزعومة بين إسرائيل وتركيا، ولا ما نسمعه اليوم في اعقاب مجزرة مرمرة، فهذه مجرد ضريبة كلامية تجعل حديثهم عن المرمرة اقرب الى المسخرة، لأن تركيا واسرائيل تتوافقان عند مصالح ومهمات مشتركة قطعا، فكي لا يتم احراج العرب من تكليف إسرائيل بهذه المهمة، تم تكليف القيادة التركية الحالية بها.

وهنا يقاطع رئيس الجلسة شلومو مولا النائب بركة قائلا، لقد وقع أمر ما في الايام الأخيرة، متمثلا بأوامر الاعتقال ضد رئيس أركان الجيش (الإسرائيلي) السابق غابي أشكنازي وثلاثة جنرالات آخرين في تركيا، وهنا قاطعه النائب بركة قائلا، أترك هذا جانبا، فهذا من أجل الاستهلاك الإعلامي ومن أجل بعض العناوين الكبيرة في الصحف التركية، ولكن على ارض الواقع نحن نعلم إلى اين سينتهي هذا، فالواقع هنا أن النظامين الإسرائيلي والتركي يخدمان المصالح الأميركية في المنطقة، ولا تخدم مصالح التركي ولا الجمهور في إسرائيل.

لا مكان للتردد للحظة في ادانة وشجب المجزرة، رغم ان هذا الموضوع ما زال قيد التحقيق الاممي وليس هذا هو الامر المهم فالأهم هو ازهاق الارواح البريئة.

واختتم بركة قائلا، إننا نعبر عن رفضنا الحاسم للتدخل الغربي في سورية، فهذه ليست معركتهم من اجل الديمقراطية، وإنما من أجل الهيمنة الغربية الأميركية مع شركائهم في اسرائيل وتركيا والسعودية وقطر، بطبيعة الحال، فإن قلبي وتماثلي مع الشعب السوري، ولكنني وبكل الحزم ضد هيمنة الأمريكان وأتباعهم.